جريدة الجرائد

قضية الانسحاب الأمريكي من العراق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالجليل المرهون

في التاسع عشر من أغسطس/ آب الجاري، انسحبت، آخر كتيبة مقاتلة أمريكية من العراق، حيث بقي 56 ألف جندي أمريكي . وينتظر 6000 جندي آخرون مغادرة العراق قبل نهاية الشهر الجاري، ليصل عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق إلى 50 ألفاً، حيث ستبقى حتى نهاية العام 2011 .

وحسب القادة العسكريين، فلن يكون هناك تغيير فعلي على الأرض، في المهمة العسكرية الأمريكية، بحلول الأول من سبتمبر/ أيلول، عندما تتحول الألوية الستة الباقية إلى وحدات ldquo;إرشاد ومساعدةrdquo; .

وبدأت أغلب الوحدات العسكرية الأمريكية في تحويل تركيزها إلى تدريب القوات العراقية ومساعدتها، منذ أكثر من عام، عندما انسحبت من المدن العراقية الرئيسية في 30 يونيو/ حزيران 2009 .

وعلى الصعيد القانوني، لم يعد بمقدور القوات القيام بعمليات عسكرية بمفردها في العراق . وستُبقي القوات الأمريكية بعد انسحابها، نهاية الشهر الجاري، معدات عسكرية تصل قيمتها إلى مليار دولار، هي عبارة عن دبابات وآليات مدرعة وأسلحة وعتاد .

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما ، قد أعلن في السابع والعشرين من فبراير/ شباط ،2009 عن خطته لسحب كافة الألوية الأمريكية القتالية من العراق، بحلول 31 أغسطس/ آب ،2010 ليفي بما وعد به في حملته الانتخابية، بشأن إنهاء الحرب .

وتقرر أن تكون مهام القوات الأمريكية، اعتباراً من سبتمبر/ أيلول القادم، منصبة على ثلاثة أمور، هي: التدريب والتجهيز وتقديم المشورة، لقوات الأمن العراقية .والقيام بعمليات مكافحة الإرهاب، وتوفير قوة حماية الأفراد العسكريين والمدنيين .

وفي الوقت الراهن، يمتلك العراق أكثر من ربع مليون عسكري في تشكيلات ومؤسسات الجيش، وضعف هذا العدد من منتسبي وزارة الداخلية، من الشرطة وقوات المغاوير . يُضاف إليهم مئات الآلاف من المسلحين الآخرين، في قوات الحماية والقوات شبه النظامية، ليصل العدد الإجمالي للقوة المسلحة العراقية إلى أكثر من مليون مسلّح تابع لمؤسسات الدولة .

وقد ازداد حجم الجيش العراقي من أربعة ألوية و23 كتيبة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 إلى 25 لواء و85 كتيبة في أغسطس ،2006 بما يشمل 115 ألف جندي إضافي مجهز ومدرب . ويبلغ تعداد هذا الجيش، كما هو مسجل في مطلع العام 2010 حوالي 192 ألف جندي، بينهم 187 ألفاً يخدمون في القوات البرية، وثلاثة ألاف في القوة الجوية، وألفان في القوة البحرية .

وقد ارتفع الإنفاق العسكري في العراق خلال الفترة بين 2005 - 2009 من 84 .2 إلى 81 .3 مليار دولار .

وبالعودة لمسألة الوجود العسكري الأمريكي في العراق، فقد استند هذا الوجود، منذ نهاية العام ،2008 إلى اتفاقية أمنية عرفت باتفاقية وضع القوات (SOFA)، سبق للولايات المتحدة أن عقدت اتفاقات مماثلة لها مع 78 دولة، بينها ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية .

وقد نصت الفقرة الأولى، من المادة الرابعة والعشرين من هذه الاتفاقية على وجوب انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي العراقية في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2011 .

ونص البند الأول من المادة السابعة والعشرين من الاتفاقية، على أنه عند نشوء أي خطر خارجي أو داخلي ضد العراق، أو وقوع عدوان ما عليه، من شأنه انتهاك سيادته أو استقلاله السياسي، أو وحدة أراضيه أو مياهه أو أجوائه، أو تهديد نظامه الديمقراطي أو مؤسساته المنتخبة، يقوم الطرفان، بناءً على طلب من حكومة العراق، بالشروع فوراً في مداولات استراتيجية، وفقاً لما قد يتفقان عليه في ما بينهما . وتتخذ الولايات المتحدة الإجراءات المناسبة، والتي تشمل الإجراءات الدبلوماسية أو الاقتصادية أو العسكرية، أو أي إجراء آخر، للتعامل مع مثل هذا التهديد .

ونص البند الأول من المادة الثلاثين من الاتفاقية على أن تكون سارية المفعول لفترة ثلاث سنوات، ما لم يتم إنهاء العمل بها من قبل أحد الطرفين، قبل انتهاء تلك الفترة .

إن انسحاب الألوية القتالية الأمريكية من العراق يُمثل حدثاً ذا دلالة، على الصعيدين الوطني والإقليمي . ولا بد من استثمار اللحظة للدفع قدماً باتجاه تحقيق المصالحة بين الفرقاء العراقيين . ويجب العمل، من جهة أخرى، على دمج العراق في محيطه الإقليمي، لينهض بدوره كاملاً . ويكون عامل رفد لمقومات الأمن والاستقرار في هذه المنطقة من العالم .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف