بيروت و"نيران الأصدقاء"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صبحي زعيتر
لم يكن المنظر أمس وليل أول من أمس، جميلا في بيروت. مواطنون يهرعون من منازلهم خوفا من الرصاص الذي انهمر فجأة عليها، ومن القذائف التي انهمرت فوق رؤوسهم وطالت سياراتهم ومنازلهم.
أحدهم، وهو من أنصار المعارضة التي كان الخلاف بين عناصرها، اعتبر ما جرى أمرا طبيعيا، وهو إشكال فردي ليس إلا، يمكن معالجته، ولا ذيول سياسية أو أمنية له.
هكذا وبكل بساطة أنهى أخونا الاشتباك الذي حصل بين عناصر من حزب الله، وأخرى من جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية أو ما يعرف بـ"الأحباش" ، لا بل إن الطرفين المعنيين بالمشكل الذي أدى إلى سقوط 4 قتلى ختما الحدث الكبير الذي كاد يأخذ البلد إلى ما لا تحمد عقباه ، نتيجة الاحتقان المذهبي، ببيان مشترك اعتبر أن المسألة منتهية ولا ذيول أمنية لها.
لم نجد دورا للسلطة، سوى الوقوف بين الطرفين من دون أن تعمد إلى اعتقالات. لا دور للسلطة عندما يختلف المختلفون في لبنان، تبقى شاهد زور. هكذا أرادوها، مع أن اتفاق الدوحة الذي أنهى تداعيات 7 أيار (مايو) اشترط تجريد بيروت من أي سلاح غير شرعي، وهو ما لم يحصل حتى اللحظة.
ما جرى في بيروت ليل الثلاثاء - الأربعاء كان اشتباكا بنيران صديقة، والنتيجة كانت 4 قتلى وعددا غير معروف من الجرحى، فكيف لو كانت النيران "عدوة"؟