هل تضاعف حب الأمريكان للإسلام؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خليل علي حيدر
من أكثر الاقوال رواجاً في اوساط الاسلاميين، بخصوص انتشار الاسلام في الغرب، الزعم بأن احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وما رافقها من قتل ودمار وضرر بالغ بمصالح العرب والمسلمين، قد ضاعفت في الواقع من إقبال الامريكان بالذات على تفهم الاسلام وتقبله والدخول فيه افواجاً!
فهل هذا هو الواقع؟ وهل نجم عن هذه الأحداث المروعة إعجاب امريكي واسع النطاق ببراعة المسلمين وعظمة الاسلام، وهل كانت نتيجتها مشاعر تعاطف وتساؤل، ام ان ما حدث في الولايات المتحدة كان ولايزال عكس هذا كله تماما!
في نهاية مارس الماضي، 30/3/2010، نشرت صحيفة الشرق الاوسط تقريرا بالغ الاهمية لمركز غالوب الامريكي حول موقف مواطني الولايات المتحدة من الاديان، بعنوان "التصورات الدينية في امريكا مع تحليل متعمق للاتجاهات الامريكية نحو المسلمين والاسلام". وقالت الصحيفة ان "مركز غالوب" قد اجرى استطلاعاً للرأي في الفترة من 31/10/2009 ، الى 13/11/2009 . وقد أكد هذا الاستطلاع ان 63% من الامريكيين يقولون ان معرفتهم بالاسلام قليلة جدا او منعدمة، وان 43% من الشعب الامريكي يعترفون بالتحيز ضد المسلمين، في حين جاء تحيزهم ضد الديانة المسيحية بنسبة 18% واليهودية بنسبة 15% والبوذية بنسبة 14%.
واظهرت نتائج التقرير التي عرضها الدكتور محمد يونس، كبير المحللين بمركز "غالوب" في مؤتمر صحافي عقد في القاهرة، ان الانطباع السلبي للامريكيين تجاه الاديان التي شملها الاستطلاع وهي الاسلام والمسيحية واليهودية والبوذية، جاء فيها الاسلام في المرتبة الاولى بنسبة 53%. واشارت نتائج التقرير الى ان كراهية الامريكيين للاسلام تفوق كراهيتهم للمسلمين!
ويقول التقرير ان 53% من الامريكيين كانت آراؤهم في الدين الاسلامي غير جيدة، ويعبر الجمهور الامريكي عن اتجاهات أكثر سلبية تجاه الدين الاسلامي منها تجاه أتباعه. وعن معرفة الامريكيين بالاديان، اشار التقرير الى ان جزءا كبيرا من الامريكيين لا توجد لديهم معلومات كافية عن الديانة الاسلامية، ونفس الامر بالنسبة الى الديانة البوذية.
وقال التقرير "ان عدم المساواة بين المرأة والرجل هو واحدة من وجهات النظر الاكثر شيوعا من بين وجهات النظر السلبية كافة التي يعتقدها الامريكيون عن الاسلام والمسلمين، فوسائل الاعلام الامريكية تصور المرأة المسلمة على انها ضحية".
وبعكس الآراء التي ترى جوانب ايجابية لصالح انتشار الاسلام في الولايات المتحدة خلال السنوات الاخيرة، يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر الاسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية "ان ما جاء في هذا التقرير يبين لنا اسباب انتشار ظاهرة العداء للاسلام او ما يعرف بالاسلاموفوبيا، وهذه اصبحت ظاهرة تنتشر في معظم بل كل الدول الغربية وفي الولايات المتحدة لأن الانسان عدو ما يجهل".
واضاف الشيخ عاشور قائلا "لا بد ان تعيد المؤسسات الدينية والدعوية النظر في الجهود والخطط الدعوية وان تدرب الدعاة على لغة الخطاب مع الغرب في بيان حقائق الاسلام واستغلال التقنيات الحديثة والانترنت ووسائل الاعلام في بيان حقائق الاسلام التي تدعو الى السلام والاخاء الانساني والى التعايش السلمي والرحمة بالانسانية جمعاء وتحريم التطرف والارهاب والظلم".
ولكن، من الذي طمس "حقائق الاسلام التي تدعو الى السلام والاخاء الانساني والى التعايش السلمي؟"
ومن الذي دمر صورة الاسلام والمسلمين في أوروبا وامريكا ولايزال؟
وكيف يمكن للاعلام الغربي الاوروبي والامريكي ان يعكس صورة ايجابية عن الاسلام والمسلمين، عن المرأة في العالم الاسلامي وعن الافكار والشعارات الرائجة في المجتمعات الاسلامية.. ان كان الحال على ما هو معروف؟