جريدة الجرائد

لن أهين الدين اليهودي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


جهاد الخازن


عضوا مجلس الشيوخ الأميركي الديموقراطيان تشاك شومر وديانا فنستين قدما تعديلاً خاصاً للقانون الذي يحمي مصادر أخبار الصحافيين هدفه استثناء موقع ويكاليكس الذي نشر وثائق حرب أفغانستان. هو من نيويورك وهي من كاليفورنيا، وكلاهما يهودي أميركي، إلا أن ما يجمع بينهما هو "الليكودية". ورئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ يهودي بدوره إلا أنه يؤيد بقوة بناء مركز إسلامي قرب موقع إرهاب 11/9/2001 وإلى درجة أن يختلف مع اللوبي ومنظمات يهودية متطرفة يفترض أن تدافع عن الحقوق المدنية.

كتبت أخيراً عن سقوط الصحافة التقليدية وصعود الصحافة الجديدة، صحافة التكنولوجيا التي تكاد تحتكر كل سبق صحافي مهم على جانبي المحيط الأطلسي، وسرني أن القراء رأوا مثل رأيي فلم تكن هناك معارضة تذكر أو أنا أنسب التقصير الى أن حروب إدارة بوش كانت أسبابها إسرائيلية ونفطية فلم تنهض الصحف الكبرى الى مستوى أوراق البنتاغون وفضيحة ووترغيت وإنما سكتت عن كذب الإدارة الى درجة التواطؤ، وحتى دُمّر الاقتصاد الأميركي وفقد ألوف الجنود الأميركيين أرواحهم مع حوالى مليون عربي ومسلم.

"نيويورك تايمز" التي تركت صفحتها الأولى لدعاة الحرب على العراق وكذبهم المتعمد، لم تحاول أن تكمل ما بدأ الموقع الإلكتروني، وإنما قرأت مقالاً في "هفنغتون بوست" قالت كاتبته أن الجريدة نشرت تحقيقاً عن الجندي برادلي ماننغ الذي سرب الوثائق اعتبرته الكاتبة "اغتيال سمعة"، فهو يزعم أن الجندي يائس أو يعاني من أوهام العظمة، من دون تقديم دليل على ذلك، بل أن الجريدة استشهدت بمصدر مشبوه هو ادريان لامو الذي سبق أن دين بدخول موقع "نيويورك تايمز" الإلكتروني بطريقة غير شرعية، وتبين أنه مدمن مخدرات.

الرئيس أوباما يتعرض لحملة عنصرية هائلة من اليمين وأنصار اسرائيل بعد أن أيد بناء مركز إسلامي قرب موقع إرهاب 11/9/2001، ولم يتردد في أن يقف ضد التيار كما عرضته "نيويورك تايمز" التي أيدت الرئيس بقوة في مقال افتتاحي عن كلمته، والجريدة نفسها نشرت تحقيقاً جيداً على خلفية المركز الإسلامي المقترح في نيويورك يتضمن أمثلة كثيرة على معارضة بناء المساجد في مختلف أنحاء البلاد، وبين الأسباب أنها "تفرخ" الإرهابيين وأن المسلمين يريدون إحلال الشريعة بدل الدستور، وغير ذلك من خرافات.

في إحدى الحالات التي يسجلها التحقيق، المتظاهرون أخذوا كلابهم الى مسجد في تنيكولا، بولاية كاليفورنيا، أثناء صلاة الجمعة احتجاجاً على خطة بناء مركز اسلامي في أرض خالية مجاورة. وفي كل الحالات زعم المتظاهرون أن هناك مشكلة مع الإسلام نفسه وقرأوا نصوصاً من القرآن الكريم دعماً لرأيهم.

لن أهين الدين اليهودي أو أي دين، إلا أنني حسن الاطلاع على الأديان التوحيدية الثلاثة، وأقول إن القرآن الكريم أخف وطأة على الناس ألف مرة من التوراة وأكثر رحمة، وإنني على استعداد لمقارنة النصوص اثباتاً لرأيي.

مرة أخرى، اتهم المتطرفين الأصوليين والإرهابيين بتسهيل عمل أعداء الإسلام، ثم أربط الحملة بلوبي اسرائيل ووسائل الإعلام الليكودية، وأصر على أن واجب المسلمين قبل غيرهم أن يقهروا الإرهاب.

وفي فرنسا يتمتع مؤرخ تحريفي هو اريك زيمور، وهذا يهودي فرنسي من أصل جزائري بشعبية كبيرة وله أنصار وأتباع بعد أن صدر له كتاب بعنوان "الحزن الفرنسي" يزعم فيه أن فرنسا لم تبلغ العظمة التي تستحقها بسبب انكلترا، والآن يهددها "البرابرة" المسلمون.

وفي حين كان رأي القراء في الدول العربية سيئاً، وفي اسرائيل أسوأ من رأيي فإننا فريق ضد اسرائيل، فاختار رأي القاضي البريطاني جون باتيرست - نورمان الذي مثل أمامه متهمون بتخريب مصنع يبيع قطع غيار للطائرات الإسرائيلية فاتهم اسرائيل بممارسات نازية ضد الفلسطينيين وبانتهاك القانون الدولي، وقال إن رئيس مجموعة المتهمين يستحق "وسام جورج" لشجاعته، فكان أن برأ المحلفون المتهمين، وواجه القاضي تهمة اللاسامية التي لم يعد يصدقها أحد.

ونقطتان للقراء:

- ما كتبت عن الطبيب النفسي لنتانياهو، الذي انتحر، موجود على الإنترنت، بدءاً بموقع غوغل.

- أرجو أن يتسع صدر القراء، بعضهم لبعض، فلكل منهم حق التعليق والمعارضة والمطلوب فقط هو أدب التخاطب وتجنب أي مشاكل قانونية.

وأختتم بقارئ صديق أعجبه المقال عن الأجوبة الذكية الصحيحة وغير المتوقعة، مثل: أين قتل اللورد نلسون؟ والجواب: في آخر معركة خاضها. وهو أرسل الي أسئلة وجهها باحثون متخصصون الى مهنيين كبار فلم يعرفوا الأجوبة. وأختبر القارئ:

سؤال: كيف نضع الزرافة في الثلاجة؟ والجواب: تفتح باب الثلاجة وتضع الزرافة بداخلها. وسؤال آخر: كيف تضع الفيل في الثلاجة؟ والجواب ليس أن تفتح باب الثلاجة وتدخل الفيل فيها، لأن الزرافة داخل الثلاجة، وإنما أن تخرج الزرافة أولاً ثم تضع الفيل مكانها. وسؤال ثالث: أقام ملك الغاب الأسد حفلة غاب عنها حيوان واحد، من هو؟ والجواب: الفيل لأنه في الثلاجة. وسؤال رابع: كيف تعبر نهراً تسكنه التماسيح؟ والجواب تسبح عبر النهر لأن التماسيح تحضر حفلة الأسد.

لم أعرف أي جواب ولا أعتقد بأن القارئ عرف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف