محو "العار" بالتطرف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حسن آل عامر
يخيل لمن يحاول رصد التحولات الفكرية التي يمر بها بعض الشباب، أن آراءهم ومواقفهم تجاه بعض القضايا أو التيارات تأتي من مبدأ الانتقام من الماضي الشخصي للفرد نفسه، وبالتالي تغيب عنها الموضوعية وفي كثير من الأحوال يتحول إلى الأمر إلى تطرف مضاد.
ونحن هنا أمام فئتين الأولى فئة تأثرت في مرحلة عمرية ما بتيار يميل إلى التشدد في النظرة الدينية إلى الحياة، والأغلب أن يأتي هذا التأثر من جهة المعلم في المراحل المتوسطة والثانوية، ثم زملاء الحي أو العمل في مرحلة لاحقة، فينخرط الشاب في نشاطات يومية تعزز لديه النظرة المتشددة تجاه أي سلوك حياتي. وبسبب التغيرات الاجتماعية والثقافية المحيطة بهذا الشاب، ولنزعة التساؤل والتجريب التي لا بد أن يمر بها، أو ربما لحدث ضخم يهز حياته ويجعله يفكر بطريقة مختلفة في وضعه الحياتي، قد يصل هذا الشاب إلى نتيجة جديدة، فيبدأ تدريجيا في التخلي عن أفكاره السابقة، ثم يتقمص مرحلة جديدة، يبحث فيها عن عرابين جدد، والنتيجة الحتمية هي التحول إلى الطرف المضاد لفكره السابق. وهنا تبدأ مرحلة الصدمة الحقيقية والصراع الشديد مع النفس والمجتمع، وهو ما ينعكس بشكل واضح على السلوك والتفكير، فينتقل إلى مرحلة "الانتقام" من الماضي وشخوصه بصورة عنيفة ومتطرفة في كثير من الأحيان. أما الفئة الثانية فهي الفئة التي تمر بمرحلة عكس السابقة، حيث يبدأ الشاب حياته بتفلت من القيود الاجتماعية، ورفض لمعظمها، مما قد يوقعه في مشكلات كثيرة مع محيطه الأسري والاجتماعي، وبسبب تأثير موقف ما، أو صدمة حياتية يمر بها. يتحول فكره وسلوكه إلى المحافظة الدينية والاجتماعية المقابلة في تشددها لحياته السابقة، وبالتالي يدخل نفس مرحلة "الانتقام" من الماضي التي مر بها الشاب الآخر في الفئة الأخرى.
وعلى الرغم من أن التغير سمة إنسانية تدل على مراحل وعي متدرجة وطبيعية، إلا أن خطورة التغير الفكري الذي يحدث للفئتين السابقتين تكمن في التطرف اليمني أو اليساري (إن صحت التسمية). فالشاب يوظف حماسه وطاقته في سبيل الانتصار لمرحلته الجديدة. وقد يُستغل هذا الحماس من منظري التيار الذي انضوى تحته هذا الشاب حديثا، في جعله أداة تنفيذية لأفكار أشخاص يقفون خلف الكواليس وربما في الظل، ولكنهم يديرون "المعركة" الفكرية من خلال هؤلاء الشباب. الأخطر أنك عندما تقرأ سلوك هذا الشاب المندفع، تشعر بأنه في إخلاصه لتياره الجديد، يعمل وكأنه يغسل "عار" المرحلة السابقة، ولك أن تتصور سلوك من "يغسل عاره"!!. ولذا أعتقد أنه من المهم دراسة هذه الحالات فكريا ونفسيا قبل أن تتحول إلى أدوات هدم بيد الآخرين.
التعليقات
شبابنا في خطر
أحمد عسيري -حقيقة الشباب السعودي في خطر كبير من هاتين الفئتين اللتين ذكرهما الكاتب ، لأنهما باختصار تتصرفان بدون عقل أو منطق .