جريدة الجرائد

أوروبا‏..‏ والقانون‏..‏ والنقاب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


برلين- عبده مباشر


توقف كثيرون وهم يعالجون موقف معظم الدول الأوروبية من النقاب أمام تعارض أي تشريع أو قرار لمنع ارتداء النقاب مع مبدأ الحرية الذي نصت عليه دساتير هذه الدولrlm;.

rlm; وقالوا إن الموقف المعادي للنقاب يتناقض ومبدأ حقوق الإنسانrlm; ومنها حقه في اختيار ملابسهrlm;,rlm; ورأي آخرون أن حرية العقيدة تتسع وتسمح للأنثي المسلمة لتمارس التزامها بالزي الإسلامي باعتباره جزءا من كل أي جزء من حريتها في اختيار عقيدتها الدينيةrlm;.rlm;
وهناك من عالج هذه القضية وغيرها من قضايا ومتاعب الجاليات الإسلامية في أوروباrlm;,rlm; باعتبارها انعكاسا لعداء الأوروبيين التاريخي للإسلام والمسلمينrlm;.rlm;
وكل هذه المعالجات وغيرها صحيحة في معظمهاrlm;,rlm; وإن كانت لا تتطرق إلي النقطة الجوهرية في قضية النقابrlm;,rlm; التي تتمثل في تعارض التمسك بالنقاب مع القوانين المطبقة في الدول الأوروبيةrlm;,rlm; ومع قواعد ومبادئ المجتمع الأوروبي المدني العلماني الذي قام علي أساس الفصل بين الدين والدولةrlm;,rlm; أي الفصل بين الدين والسياسةrlm;,rlm; والدين والنظام الدستوريrlm;.rlm; وقد بدأ هذا الفصل بحركة فكرية وثقافية نشيطة في بداية عصر النهضة الأوروبيةrlm;,rlm; وتحول إلي واقع عامrlm;1789rlm; عندما اندلعت الثورة الفرنسية التي رفعت شعار حريةrlm;,rlm; إخاءrlm;,rlm; مساواةrlm;,rlm; وجاءت الثورة الشيوعية في روسيا عامrlm;1917rlm; التي نفت الدين تماما وأبعدته عن حركة الحياة لكي تدعم هذا التوجه العلمانيrlm;.rlm;
وتحقق الأمر بشكل نهائي بعد الحرب العالمية الثانيةrlm;,rlm; حيث أعلن المجلس الموحد للكنائس في بيان له عامrlm;1948rlm; الالتزام بحرية العقيدة وبالدولة المدنيةrlm;.rlm; وفي بيان الحرية الدينية الذي صدر عن المجمع الكنسي الثاني للفاتيكان الذي صدر عامrlm;1965,rlm; تقرر اعتماد هذا التوجهrlm;.rlm;
والسؤال الرئيسي في أوروبا منذ نهاية القرن العشرين وحتي الآنrlm;,rlm; هل هناك مجال للتوصل إلي نقطة اتفاق بين الأوروبيين والجاليات الإسلامية فيما يتعلق بمفهوم الشريعة الإسلامية والقانون الوضعيrlm;.rlm; وبصفة عامة هناك تناقض رئيسي بين المفهومينrlm;,rlm; فالشريعة بالنسبة للمسلمين مصدرها الله في حين أن الناس في أوروبا هم الذين شرعوا ويشرعون لأنفسهمrlm;,rlm; هذا التناقض الرئيسي بين المقدس أو الإلهي والنسبي أو البشري لا يمكن تجاوزهrlm;,rlm; والأمر الممكن هو البحث عن مفهوم عصري من إنجاز المجتهدين المسلمين المعاصرين للمواءمة بين النص والواقع يسهم في الاقتراب من النسبيrlm;,rlm; وبمعني آخر هل يمكن التوصل إلي قواعد صالحة لممارسة السلطات وإدارة العلاقات بين المؤسسات فيما بينها وبين المؤسسات والقوي المختلفة والناسrlm;,rlm; وبين الناس بعضهم مع البعض الآخر؟
ويري الأوروبيون أنهمrlm;,rlm; وبعد مراحل تاريخية متواصلةrlm;,rlm; قد توصلوا بصورة عامة إلي مفهوم موحد للقانون وإلي مبادئ حاكمة يحترمها الجميع ويتمسكون بهاrlm;,rlm; كما تمكنوا من صياغة أساليب لتطبيق القوانين تحظي بقبول عامrlm;,rlm; في حين أنهم علي بينة من وجود تصورات متباينة ونظرات متعددة للشريعة الإسلاميةrlm;,rlm; سواء بين السنة والشيعة أو بين المذاهب المختلفة داخل الفريقينrlm;.rlm; مثل هذا التباين وما يؤدي إليه من إحتراب في كثير من الأحيان بين المختلفين إن لم يكن بالسلاح فبالكلماتrlm;,rlm; يتصور معظم المفكرين الأوروبيين أنه يجعل التوصل إلي توافقrlm;,rlm; وقواعد عامة مقبولة بين الطرفين أمرا صعباrlm;.rlm;
وقبل الحديث عن الشريعةrlm;,rlm; فإننا نوضح أنها تعني لغة ما شرعه الله لعباده من العقائد والأحكامrlm;,rlm; كما تعني مورد الماء الذي يستقي منهrlm;,rlm; وتعني الطريقةrlm;,rlm; وتعني أيضا الطريق الذي يؤدي إلي مصدر للماء في الصحراءrlm;,rlm; والمعني الأعم بالنسبة للمسلمين هي الدليل الذي يقود الإنسان إلي اللهrlm;.rlm;
ويري فريق من المفكرين الأوروبيين المنصفين أن الشريعة تحمل معها وعدا بقيام مجتمع إسلامي حقيقي لا يخضع للتأثيرات الغربيةrlm;,rlm; كما تحمل وعدا بمجتمع خال من المظالمrlm;.rlm; ويري آخرون أنها تصور مثالي للقانون الإلهيrlm;,rlm; وأنها تنظم كل جوانب الحياةrlm;,rlm; وتتضمن القيم والقوانين المقدسة والأخلاقية والاجتماعية التي وردت في كل من القرآن والسنةrlm;.rlm;
وهناك آخرون ينظرون إليها باعتبارها طريقا للسيادة الدينية والسيطرة والسطوة والطغيان والعنف خاصة بعد عملياتrlm;11rlm; سبتمبرrlm;2001rlm; الإرهابية وما يتبع ذلك من عمليات إرهابية في قارات العالمrlm;.rlm;
وبما أن الشريعة تنتمي إلي عالم الوحيrlm;,rlm; وبما أن الوحي توقف بوفاة الرسول المصطفي صلي الله عليه وسلمrlm;,rlm; فإن تطبيقها الدنيوي أصبح معقودا للبشرrlm;.rlm; ولكن أي بشر؟ فالكل يري أنه الأحق بتحمل مسئولية الإشراف علي التطبيق والأهم فرض القواعد المنظمة لمناحي الحياة المختلفةrlm;.rlm; وكل هؤلاء لا يطرحون حلولاrlm;,rlm; بل يختبئون دائما وراء تصورات لأوضاع مثالية لم تكن موجودة قط عبر التاريخ الإسلامي سوي في فترة حكم الرسول المصطفي والخلفاء الراشدينrlm;.rlm;
هذا التصور الأوروبي للشريعة يأخذ بمناحي السلوك في مواجهة النقاب وغير ذلك من قضاياrlm;,rlm; والقضية هنا ليست الزي بل رفض الاندماج في المجتمعات الأوروبيةrlm;,rlm; ومحاولة فرض سلوك يتناقض وعلمانية ومدنية المجتمع وقوانينهrlm;,rlm; ويتمادي كثيرونrlm;,rlm; ويرون في الأمر محاولة لأسلمة أوروباrlm;,rlm; أي محاولة لتغيير ما استقرت عليه المجتمعات الأوروبية من قوانين وقواعدrlm;.rlm; وترتبط بالنقاب قضايا الحجاب وذبح الأضحياتrlm;,rlm; فهذا السلوك الذي يراه المسلمون عادياrlm;,rlm; وممارسة لشعائر دينهمrlm;,rlm; يرفضه الأوروبيونrlm;.rlm; وقد بدأوا في إصدار القوانين وسن التشريعات للحفاظ علي مدنية وعلمانية المجتمعrlm;,rlm; وإن أعلنوا حرصهم علي مبادئ الحرية وحقوق الإنسان وحرية الاعتقادrlm;.rlm;
وقد أوضح الأوروبيون في أدبياتهم طوال السنوات الأخيرة احترامهم الإسلام والمسلمينrlm;,rlm; ولكن علي المسلمين الذين يختارون الإقامة في أوروبا احترام قواعد وأساليب حياة الأوروبيين وأن يعملوا للاندماج مع الآخرينrlm;,rlm; لأنه من غير المقبول الحياة في حالة عزلةrlm;,rlm; أو الاصطدام المعلن أو غير المعلن بالحضارة الأوروبيةrlm;.rlm;
وقد بدأ التركيز علي أن الخطاب التشريعي يتعارض مع مبادئ تحظي باعتراف وقبول عام داخل القارة منذ سنواتrlm;.rlm;
وعند الحديث عن المساواة بين البشرrlm;,rlm; أوضحوا أنه يصعب علي كثير من المسلمين الموافقة علي هذا المبدأrlm;,rlm; حيث لا يقبل معظم المسلمين مبدأ المساواة بينهم وبين أهل الديانات الأخري في الحقوق والواجبات استنادا إلي مبدأ المواطنةrlm;,rlm; ناهيك عن هؤلاء الذين لا ينتمون لأي دين أو ملة والذين يعدون كفارا أو مشركين أو وثنيين في نظرهمrlm;.rlm; كما أن المرأة لا تحظي بالمساواةrlm;,rlm; ومازال الطريق أمامها طويلا لكي تنال هذا الحقrlm;.rlm;
وبالنسبة لحرية العقيدةrlm;,rlm; فقد تساءلواrlm;,rlm; هل يحق للمسلم التحول إلي دين آخر؟ أم أنه سيعد مرتدا؟ وهنا لا مجال للحديث عن حرية العقيدةrlm;,rlm; خاصة أن المرتد إن لم يقتلrlm;,rlm; فإنه يفقد حقه في الميراثrlm;,rlm; ويعد زواجه باطلاrlm;.rlm;
وإلي أن يدرك المسلمون الذين اختاروا الدول الأوروبية مستقرا أن للقانون مكانة سامية في أوروباrlm;,rlm; وأن الأوروبيين يرون في سيادته مبدأ عقلانيا يصلح لمواجهة كل الظروف وأنه من المرونة بحيث يمكن إدخال التعديلات التي تجعله دائم الصلاحيةrlm;,rlm; وإلي أن يتبينوا أن الاصطدام بالقانون لن يجدي ولن يجعل حياتهم أفضلrlm;,rlm; فإن قضيتهم ستظل في حالة التهابrlm;,rlm; أما الجانب الأوروبي فسيتحرك بالتشريع لحماية قوانين وعلمانية ومدنية دوله ومجتمعاتهrlm;.rlm;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هل هي خطوة اخرى!!!
احمد عطيات ابوالمنذر -

قد يكون النقاب عادة وليس عبادة حسب قناعة الكثيرين لكن الهجوم عليه هو هجوم على رمز اسلامي... ونخشى ان يكون خطوة اخرى في طريق تعرية المسلمات من االساتر البني والجسدي!!

Can you Pove
Sam -

ويري فريق من المفكرين الأوروبيين المنصفين أن الشريعة تحمل معها وعدا بقيام مجتمع إسلامي حقيقي لا يخضع للتأثيرات الغربية‏,‏ كما تحمل وعدا بمجتمع خال من المظالم‏.‏ ويري آخرون أنها تصور مثالي للقانون الإلهي‏,‏ وأنها تنظم كل جوانب الحياة‏,‏ وتتضمن القيم والقوانين المقدسة والأخلاقية والاجتماعية التي وردت في كل من القرآن والسنةCan you Please give us the source of thise information or you just decieve the readers ‏