جريدة الجرائد

مصر عادت الى المنافسة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان


في الفضائيات المصرية أصبح كل شيء مصرياً. مصر تعيش حالاً من الاكتفاء الذاتي هذه الأيام. هل قرر المصريون الانغلاق والعزلة عن محيطهم العربي، والانكفاء على أنفسهم؟ هل يحاولون اثبات ان مصر مخزن للمواهب والنجوم في كل مجالات الحياة والفن، وان في إمكان الفضائيات المصرية ان تستقطب المشاهد ببضاعة مصرية، وتستغني عن بقية العرب؟

لاشك في ان الفضائيات المصرية الغت القوائم الانتقائية التي كان يمارسها الإعلام الرسمي. فتحت الباب على مصراعيه لجميع المصريين، بصرف النظر عن مواقفهم وانتماءاتهم الفكرية والثقافية. الفضائيات المصرية اشركت جميع المبدعين المصريين من دون تصنيف. لم تعد هناك أسماء ممنوعة، وأخرى مرضي عنها. هذه السياسة كشفت طابوراً طويلاً ومتنوعاً من المبدعين في مجالات الاقتصاد والإدارة والفن والثقافة والصحافة والطب والهندسة... فضلاً عن ان الفضائيات المصرية انفتحت على صحافيين من خارج الصحف القومية ، واستبدلت الشباب بالشيوخ، وأعطت الفرصة لأسماء لم تكن معروفة في مجال التلفزيون. نفضت الغبار وتحررت من الصيغ الجاهزة ولفتت الانتباه. والتغيير لم يقتصر على المبدعين والمقدمين والبرامج والضيوف، حتى الإعلانات في الفضائيات المصرية اصبحت مختلفة عنها في بقية الفضائيات العربية، في المنتج وأساليب العرض، واللغة الإعلانية. نحن أمام حالة تلفزيونية مصرية كاملة تتشكل على نحو جديد يعدّ سابقة، وهي حالة تملك كل مقومات النمو، والتطور، والمنافسة. تعداد سكاني هو الأكبر على مستوى المنطقة، وعجلة صناعية ضخمة ، وبنية اعلامية وثقافية جبارة، ومخزون كبير ومتنوع من المثقفين والصحافيين والفنانين والمبدعين. والسؤال مرة أخرى: هل ستعود مصر الى الهيمنة على صناعة التلفزيون، كما كانت، أم ستكتفي بما عندها، وتنعزل؟

الأكيد ان صناعة التلفزيون في مصر تعيش مرحلة جديدة، ومصر لا تستطيع أن تنعزل، فضلاً عن انها لا تريد. والنتيجة اننا في صدد مرحلة مزدهرة لصناعة التلفزيون في العالم العربي. هذه الصناعة عانت كثيراً من غياب المصريين عن ميدان المنافسة، لكن دخول مصر اليوم سيكرس دور المتميزين والمبدعين، ويخلّص السوق من الدخلاء، ويعيد الى مصر دورها القديم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عصر جديد
DR KARIM -

بالفعل دخلت صناعة الدراما المصرية عصر جديد وهو عصر القطاع الخاص الذي نجح في عمل إنتاج سينمائي كبير والأن عصر تلفزيوني سيكون مميز بعد أنتهاء عصر قطاع الأنتاج والمحاباة للأقارب والأصدقاء وفقر أنتاجي مدقع وفرض ممثلين انتهي عمرهم الأفتراضي . الدراما المصرية ليست في تنافس مع الدرامات العربية الأخري بل هي مكملة لهم .لأمتاع المشاهدين من المحيط الي كردستان .

Good observation
Mohamed -

I do agree with you Mr. Dawood. I myself watch just Egyptian channels and have no interest in watching other channels. My favorites channels are ON TV, Dream TV, Nile Life and Nile Cinema.

major breakthrough
mouaid -

i hope that egypt will make ahuge benefit from its new powerful generation which believe in the principles of civilized society science democracy and human rights god bless egypt libya and the world

دراما تجارية لاأكثر
عراقي - كندا -

ياريت لو أن الفضائيات المصرية تنكفأ على نفسها وتعيش حالة العزلة والإنغلاق بحيث تكون الدراما المصرية داخل مصر فقط , لآننا سئمنا من هذا الكم الهائل من الآعمال التجارية الرخيصة البعيدة كل البعد عن الواقع الحياتي العربي من أمثال ( زهرة وأزواجها الخمسة ) و ( العار ) , القائمين على الدراما المصرية من منتجين ومخرجين وممثلين هدفهم الآول هو الربح المادي والشهرة في كل العالم العربي , لقد تغير الزمن وأصبحنا نرى الدراما الواقعية , الرصينة مثل الدراما السورية , التي برزت خلال السنين الآخيرة وإن كان مستواها قد تراجع هذا العام وكذلك الدراما الخليجية بنسبة أقل , أما الدراما المصرية فتعيش في عالم الآحلام والخيالات بأنها الأفضل والآروع ولكن الواقع ورأي أغلب المشاهدين يقول أن أغلب المسلسلات المصرية لاتعدو أن تكون أكثر من مادة للتهريج محشوة بمشاهد الإبتذال والرقص التي لاتتناسب مع قدسية هذا الشهر الكريم .

من هم الدخلاء
أبو فراس الحوراني -

بداية اسجل احترامي للاستاذ الشريان على موضوع المقالة ولكني اسجل تساؤل بريء من هم الدخلاء يا استاذ الشريان هل تقصد السوريين؟؟؟؟؟ عجبي

الحرية سر الأبداع
مصري حقيقي -

الجماعة و أهل كايرو أفضل مسلسلين علي الأطلاق في كل الفضائيات ...وسقف الحرية و الأبداع و الديمقراطية في الدراما المصرية لا يقدر عليها أي بلد عربي كانوا أتجلدوا أو أعتقلوا أو أختفوا فجأة

التقوقع رديف الفشل
أبوزياد -

الإنغلاق و التقوقع ملازم لانعدم الابداع ، و مشكلة مصر المزمنة رغم إمكانات شعبها الكبيرة أنها متقوقعة على نفسها و ثقافتها ، لابد أن يتعاطى المصريون مع مالدى غيرهم ليكون حافزا لهم على الإبداع.