جريدة الجرائد

عباس: جدية المفاوضات في الوقف الشامل للاستيطان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك



واشنطن: عبدالرؤوف أرناؤوط

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لـ"الوطن"رفضه للصيغة التي يقترحها الإسرائيليون باستمرار الاستيطان في الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية. مشددا على أنه من أجل أن تكون المفاوضات جدية فإن على الجانب الإسرائيلي تمديد وقف الاستيطان الذي ينتهي في السادس والعشرين من سبتمبر الجاري وأن يكون الوقف شاملا.
وأشار الرئيس الفلسطيني الذي كان يتحدث على متن الطائرة الرئاسية التي أقلته إلى العاصمة الأمريكية التي وصلها أمس إلى أن المفاوضات المقبلة يجب أن تبنى على المفاوضات التي جرت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت وليس من نقطة الصفر. وقال: "لقد جرت مناقشات ومفاوضات طويلة مع إيهود أولمرت وتسيبي ليفني. وقد تناولت كل قضايا المرحلة النهائية وبالتالي فإن من المفروض أن يبنى عليها، أي بلد يحترم نفسه يبني على جهود الحكومة السابقة وعلى مواقف الحكومة السابقة وأن ينتقل إلى المستقبل، وبالتالي لم يعد الآن مجال للمفاوضات، لأن المجال الآن للقرارات وليس للمفاوضات". وفيما يلي نص الحوار:
الإسرائيليون يتحدثون عن صيغة بموجبها يستمر التوسع في الكتل الاستيطانية مع وقفه في المستوطنات المعزولة، ما موقفكم من هذا الاقتراح؟
من غير المعقول أن تقبل إسرائيل بوقف الاستيطان في الوقت الذي ليست فيه مفاوضات وترفض أو تقبل وقفا معلقا على قضايا في الوقت الذي تكون هناك فيه مفاوضات جدية بيننا وبينهم.
ولكن الوقف المؤقت لا يشمل القدس؟
المطلوب هو وقف الاستيطان بشكل كامل.
ماذا سيكون الموقف في حال رفضوا تمديد وقف الاستيطان؟
في حال رفضوا تمديد وقف الاستيطان يكون من الصعب علينا الاستمرار في المفاوضات.
ولكن هكذا موقف قد يجلب ضغوط دولية جديدة؟
عندما جئنا إلى واشنطن لم نأت بسبب الضغوط، وإنما بسبب قناعتنا بالسلام من خلال المفاوضات ولذلك جئنا بهذه النفسية ولو لم نكن مقتنعين فإنه لو كان كل ضغط العالم علينا فإننا لن نأتي.

قضايا المرحلة النهائية
ما الرسالة الأساسية التي تحملها إلى لقاءات واشنطن وما الذي تتوقع إنجازه؟
ما يهمنا هو أن تبدأ المفاوضات المباشرة لمناقشة قضايا المرحلة النهائية وعدم الانجرار للدخول في أي قضايا أخرى، ولكن حتى تكون المفاوضات جدية نحن نطلب من إسرائيل أن تمدد وقف الاستيطان الذي ينتهي في 26 سبتمبر.
نتنياهو اقترح صيغة للمفاوضات وهي لقاءات مرتين شهريا بينه وبينك إضافة إلى لقاءات الوفدين المفاوضين، ما موقفك؟
ليس المهم كيف نتفاوض وإنما المهم هو على ماذا نتفاوض. موضوع الصيغ لن نتوقف عنده، فهناك أشخاص أو لجان سيبحثون هذه الأمور الفنية بالتفصيل ولكن المهم هو التركيز على المضمون.
خلال المفاوضات التقريبية رفض نتنياهو عرض مواقفه من قضايا الحل النهائي وأصر على أنه سيطرح مواقفه فقط في المفاوضات المباشرة، هل تتوقع أن تستمع منه الآن إلى مواقفه؟
اتفقنا في المحادثات التقريبية على أننا خلال هذه المحادثات سنناقش قضيتين أساسيتين، وهي الحدود والأمن. ونحن قدمنا رؤية كاملة مفصلة ليس فقط لهذين الموضوعين وإنما لكل مواضيع المرحلة النهائية على أساس أن يقدمها المبعوث الأمريكي ميتشيل إلى الجانب الإسرائيلي ونستمع إلى ردود فعلهم، ولكن مع الأسف الشديد فإن إسرائيل لم تجب.. كنا متفقين على هذا منذ البداية مع الأمريكيين وبالتأكيد فإن الأمريكيين كانوا متفقين مع الإسرائيليين على ذلك. ولكن الذي حصل أنه مضت كل المدة ولم نسمع أي ردة فعل أو انطباع من الجانب الإسرائيلي على ما قدمناه من أفكار ومشاريع.
لا عودة إلى نقطة الصفر
هل تقبل أن تبدأ المفاوضات من نقطة الصفر؟
كيف نبدأ من نقطة الصفر؟ لقد جرت مناقشات ومفاوضات طويلة مع إيهود أولمرت وتسيبي ليفني. وقد تناولت كل قضايا المرحلة النهائية، وبالتالي فإن من المفروض أن تبنى عليها، أي بلد يحترم نفسه يبني على جهود الحكومة السابقة وعلى مواقف الحكومة السابقة وأن ينتقل إلى المستقبل، أما أن نعود مرة أخرى إلى نقطة الصفر لنتحدث عن كل هذه القضايا بالتفصيل، أصبحت معروفة والآن لأول مرة شيء منها كان عرف في أيام كامب ديفيد ولكن بالتفصيل بعد أنابوليس نوقشت هذه القضايا وبالتالي لم يعد الآن مجال للمفاوضات، لأن المجال الآن للقرارات وليس للمفاوضات.
هل فترة عام واحد كافية للتوصل إلى اتفاق؟
إذا توفرت النوايا الحسنة فإن فترة عام طويلة. إن كل شيء واضح.
نقل عن دان شبيرو المسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي أن التطبيق قد يستغرق 10 سنوات؟
موضوع الاتفاق نتفق عليه وأيضا موضوع التطبيق نتفق عليه وليس لدينا مانع أن يكون مرحليا ولكن ليس 10 سنوات، عندما تكون النتيجة معروفة فليس لدينا مانع أن تكون هناك مرحلية كل شهرين أو 5 أشهر مرحلة، ولكن تنتهي كلها في فترة قصيرة وليس في سنوات طويلة. في كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر حصل على 3 مراحل ولا مانع لدينا أن ينفذ على 3 مراحل أو مرحلتين أو 4 مراحل ولكن أن تكون المدة معقولة.

المرجعية
هناك إشكالية مرجعية المفاوضات، فهناك بيان اللجنة الرباعية التي الولايات المتحدة جزء منها ولكن أيضا وزيرة الخارجية الأمريكية والمبعوث الأمريكي قالا: إن المرجعية هي أمر يتفق عليه الطرفان وأن لا شروط مسبقة وفي القيادة الفلسطينية تقولون: إن بيان اللجنة الرباعية هو المرجعية..؟
أين هي الشروط المسبقة التي نضعها؟ إذا كان وقف الاستيطان فإن لدي شواهد كثيرة وهي اتفاقيات بيننا وبين الإسرائيليين ووثائق دولية ومواقف دولية تقول بوجوب وقف الاستيطان وإن الاستيطان غير شرعي، أولها اتفاق إعلان المبادئ عام 1993 ثم في عام 1995 اتفاق بيننا وبين الإسرائيليين يقول إنه لا يجب على أي طرف أن يقوم بأية أعمال أحادية من شأنها أن تجحف بمفاوضات المرحلة النهائية. وهذا يعني أنه عندما تقوم إسرائيل بالاستيطان فإن هذا عمل أحادي وأنه عندما نعلن الدولة بشكل أحادي فهذا عمل أحادي.
وأيضا خطة خارطة الطريق، فالبند الأول يؤكد أن على إسرائيل أن توقف كل النشاطات الاستيطانية بما في ذلك النمو الطبيعي وأيضا هناك 15 قرار مجلس أمن كلها تتحدث عن أن الاستيطان غير شرعي. وبيانات اللجنة الرباعية في موسكو وكريستا ونيويورك والبيان الأخير كلها تتحدث عن عدم شرعية الاستيطان وإعلان الرئيس أوباما ومطالبته بوقف النشاطات الاستيطانية بما في ذلك النمو الطبيعي. إذا أين الشرط المسبق؟.
إذا بيان الرباعية هو مرجعية المفاوضات القادمة؟
طبعا.
فرصة يجب استغلالها
هناك أجواء من عدم التفاؤل تسود مختلف الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية والدولية من المفاوضات؟
ماذا سنعمل؟ نحن ذاهبون على أمل أن يكون هناك تفاؤل وقد قلت في اجتماع قبل أيام مع رجال دين إن التفاؤل قد يكون بنسبة 1% وبالتالي علينا أن لا نضيع الفرصة وإذا لم يكن الإسرائيليون جادين فإنهم يتحملون مسؤولة عدم السلام.
نحن ذاهبون على أمل أن يحصل شيء فاذا ما حصل فإننا نخدم قضيتنا وإذا لم يحصل فإننا سنستمر في صمودنا وبناء بلدنا وأمننا وكل هذه المشاريع التي نقوم بها لبناء مؤسسات الدولة ولا بد أن نصل إلى حل في النهاية.
ما رمزية مشاركة الرئيس المصري والعاهل الأردني في إطلاق المفاوضات؟
أولا، هاتان الدولتان جارتان لنا ولإسرائيل وينعكس السلام عليهما وكذلك التوتر، وملتزمتان منذ البداية بعملية السلام إلى جانب كل الدول العربية، ولكنهما بالذات يهمها جدا السلام، ولذلك فإنهما عندما يحضران إلى واشنطن فهذا دليل على الاهتمام البالغ والمصلحة لكلا البلدين وللعرب عموما بمجهودهما حتى يدفعا عملية السلام إلى الأمام.

سيناريوهات الفشل
ما المطلوب من الدور الأمريكي في المفاوضات؟
المطلوب من الدور الأمريكي أن يكون نزيها وأمينا وأنه عندما نصل إلى مأزق تقوم الولايات المتحدة بتقديم مقترحات لجسر الهوة بين الطرفين.
ماذا إذا فشلت هذه المفاوضات، ما السيناريو؟
إذا ما فشلت هذه المفاوضات فلا بد أن نعود إلى القيادة الفلسطينية لنرى ماذا نفكر وما هي البدائل، إذا فشلت المفاوضات سنعود إلى القيادة ونقول لها ماذا حصل والرأي يعود للشعب الفلسطيني وليس لي.
ما توقعاتكم من الرئيس الأمريكي باراك أوباما؟
الرئيس أوباما تحدث منذ بداية عهده عن السلام وكان من الواضح أنه جدي في المطالبة بالسلام، وقد قام بخطوات جيدة في خطابه في القاهرة وفي لقاءاتنا المتكررة وفي إرساله للمبعوث الأمريكي ميتشيل وفي إرساله لوزيرة الخارجية الأمريكية أكثر من مرة وكل هذا كان دليلا على جديته، الآن يجب أن تكون هناك خطوة أخرى وهي أنه إذا أردنا أن نبدأ مفاوضات فإنه يمهد مباشرة لهذه المفاوضات باستمرار وقف الأنشطة الاستيطانية والتركيز على قضايا المرحلة النهائية الست وهي القدس والمستوطنات واللاجئون والحدود والمياه والأمن بالإضافة إلى وجوب الإفراج عن جميع الأسرى.

الوصول
ومن المقرر أن تنطلق اليوم اجتماعات واشنطن بلقاءات منفردة يعقدها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع كل من عباس ونتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ويتخللها عشاء يحضره أيضا مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير.
وقد وصل الرئيس عباس إلى واشنطن على رأس وفد فلسطيني رفيع ضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، وعضوي اللجنة المركزية لحركة (فتح) نبيل شعث ومحمد اشتيه والناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة، وانضم إليهم في واشنطن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات، والسفير الفلسطيني في واشنطن معن عريقات.
ويعقد يوم غد لقاء ثلاثي في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بمشاركة عباس ونتنياهو ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يعلن في ختامه عن بدء المفاوضات المباشرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف