جريدة الجرائد

«إسلامية» الجامعات الإسلامية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سمر المقرن


لا تزال الجامعات الإسلامية متمسكة بوصف كلمة "إسلامية" في اسمها، ومما لا شك فيه أن كل جامعاتنا في العالم العربي إسلامية، ولا نجد أن هناك جامعة كفريّة!! إن وصف كلمة "إسلامية" للجامعة يبدو غريباً لو فكرنا فيه بعض الوقت، وأعرف أن هذا الحديث ليس وليد اللحظة، لكن لا بأس بالمراجعات، أقول: إن وصف أي جامعة بالإسلامية غير مقبول، إلا لو تم حصر العلوم التي تُدرسها بالعلوم الإسلامية، وحصر الجامعة بالتخصصات الشرعية ليكون وصفاً على موصوف، واسما على مسمى بحق، ولكان الاسم مطابقاً للحقيقة، وبناء عليه يكون اسم الجامعة على سبيل المثال: "جامعة العلوم الإسلامية" لأن تخصصاتها تقتصر على التخصصات الشرعية، وهنا سيتطابق الاسم مع المسمى، أما في أوضاعها الحالية حيث يتم تدريس العلوم المختلفة بها، فأعتقد أن رفع كلمة إسلامية عنها أفضل لتصبح الجامعات كالجامعات الأخرى، لكنها تركز على تخصصات معينة أكثر من غيرها، كنوع من التخصص غير المشروط بمسمى معين، حتى لا تحصر نفسها فيه.
إن أول سؤال يُطرح أو سيطرح من قبل قراء هذا المقال، لماذا أنتقد اسم "إسلامية" في مسمى الجامعات؟ وللإجابة عن السؤال يجب أن ندرك أن الشيء بضده، بمعنى أن كونها جامعة "إسلامية" فهل هذا يعني أن غيرها جامعات غير إسلامية؟ ثانياً: إن وصف "إسلامي" لكل شيء يبدو غريباً، فالحياة حياة، والعلوم علوم لا ترتبط بالأديان، لأننا لو سلمنا بارتباط الإسلام بالعلوم الدنيوية هل يعني أننا يجب أن نعترف "مثلاً" بأن هناك علوماً مسيحية خاصة تلك العلوم التي نشأت أو تطورت بالعالم الغربي الذي يحمل النزعة المسيحية في علمائه وباحثيه ومراكز البحث فيه؟
إن العلوم لا دين لها، ولو ركزنا نحن على "أسلمة" العلوم سنصبح نحن الخاسرين في هذه القضية، لأن العلم الآن يميل في كفته إلى العالم الغربي وبعض الدول الآسيوية والتي لا علاقة لها بالإسلام، لأن الدول العربية والإسلامية "متخلفة" بالعلم وتطوير العلوم، ودعوتي هذه لا أعني منها التقليل من شأن العلم الشرعي إذ سيبقى علماً إسلاميا لأن لا أحد في العالم الآخر -أقصد عدا الدول الإسلامية- يرى في الفقه الإسلامي أو المواريث أو العقائد أو علوم الشريعة الأخرى أنها علوم عالمية، بل هي علوم دينية مقتصرة على الإسلام والمسلمين.
إن المطالبة بتغير مسمى الجامعات الإسلامية، هو لشيئين، أولاً: عدم وصف الشيء غير الدقيق، فهناك تخصصات في الجامعات الإسلامية لا علاقة لها بالعلوم الإسلامية، كالطب والفيزياء وغيرها، وأتذكر في هذا الصدد حينما أتحدث عن بعض تخصصات هذه الجامعات مع من هم من خارج بلدي وتحديداً الغربيين، فإنهم يستغربون ويتساءلون عن وجود تخصصات غير شرعية في الجامعات التي تضع صفة "إسلامية" في مسماها، مما يعني أن المسمى يوحي لأي شخص بأن التعليم يقتصر على العلوم الشرعية. أما الشيء الآخر: فهو حماية للجامعات الأخرى من رؤية متطرفة من شباب مراهقين الذي يقبلون على جامعة لمجرد الاسم، وهذا يحدث وسط تصنيف للجامعات إحداهما إسلامية، والأخرى ليست إسلامية. وهذه المطالبة ليست تقليلاً من جهود الجامعات الإسلامية في نشر التعليم، بل هو تصويب لخطأ أتمنى أن لا يبقى طويلاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف