جريدة الجرائد

ساركوزي يهتم بسوريا أكثر من لبنان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سركيس نعوم

اجاب المسؤول الرفيع نفسه في "الادارة" البارزة الثالثة اياها عن سؤال يتعلق بمحادثات اميركية - اسرائيلية اجريت قبل فترة حول جدوى استمرار النظام السوري، او جدوى اعتبار بقائه ضرورة لا بد منها نظراً الى سوء البديل، قال: "ان الطريقة التي تتصرف بها سوريا مع "حزب الله" و"حماس" وايران جعلت البعض في اسرائيل يتساءل اذا كان البديل من النظام السوري الحالي سيكون اسوأ، وهل يكون "طالبانياً" او "قاعدياً". ربما يكون التغيير، اذا حصل، من داخل النظام، او بواسطة شخصيات سنية معتدلة، او بالدعوة الى اشراك جماعات سنية في النظام والعمل السياسي. كل هذه الاحتمالات التغييرية تناقش احياناً مع المسؤولين الاميركيين. لكن لا شيء حاسماً على هذا الصعيد، علماً ان تجربة الحدود السورية - الاسرائيلية الهادئة منذ سبعينات القرن الماضي لا تزال في مقدم الصورة الكبيرة لسوريا والمنطقة". علّقت: اي سلام تتوصل اليه سوريا واسرائيل لا بد ان يؤدي الى سلام بين لبنان واسرائيل. واي تفاهم تتوصل اليه سوريا واميركا لن يؤدي الى "ضم" الاولى لبنان. لكن وضع لبنان بين اسرائيل وسوريا صعب. علماً انني لا اساوي في حديثي هذا بين الدولتين لاعتبارات كثيرة تعرفها. مع اسرائيل هناك حرب مستمرة، هناك اعتداءات او انتهاكات للقرار الدولي 1701. المهم وقف ذلك والعمل على وقف اطلاق نار ثابت بين لبنان واسرائيل في انتظار اعجوبة ما.
سورياً، لا بد من الاشارة الى ان نفوذ دمشق عاد الى لبنان بقوة ولكن من دون وجود عسكري مباشر لها على ارضه. وفي ذلك قوة لها وابتعاد عن اي مسؤولية لها عن تحريك اوضاعه في طريقة او في اخرى. وقد يكرّس ذلك نفوذاً نهائياً لها في لبنان. ما يطلبه اللبنانيون، او بعضهم، منكم وليس من مسؤوليهم، لأنهم منقسمون، هو عدم التضحية بلبنان كرمى لعيون سوريا او اسرائيل او ايران او غيرها. فهم يعرفون حجمهم ويعترفون بمصالح سوريا في بلادهم وبالاختلال في ميزان القوى بين الدولتين، لكنهم في الوقت نفسه لا يرضون بان يتحكم فيهم احد. طبعاً هناك لبنانيون يتّكلون على تركيا وآخرون على ايران، وغيرهم على السعودية لكي يحققوا "امنياتهم" الوطنية. لكن كل ذلك لن يكون مجدياً. اذ ان لكل من هذه الدول "اجندتها" ومصالحها وقد تتعارض مع اجندة الآخرين ومصالحهم. كما انها قد لا تتوافق بالضرورة مع مصلحة لبنان. علّق: "ما تقوله فيه الكثير من الحقيقة والصحة، قد لا تكون السعودية قوية جداً. لكنها احياناً تساعد، وقد ساعدت، وعندما تتراجع، كما شرحت، فإنها تفعل ذلك لأنها تلمس عدم قدرتها على المتابعة، ولأنها تحرص على عدم الوقوع في اخطار كبيرة".
بعد ذلك تناول الحديث لبنان وما يمكن ان يحصل فيه في حال صدور قرار اتهامي عن "المحكمة الخاصة بلبنان" لا يتضمن سوى اسماء اعضاء في "حزب الله". كما تناول امكان توجيه اسرائيل ضربة عسكرية الى لبنان، وذلك كان امراً متوقعاً خلال الشهرين الماضيين، باعتبار ان ما حصل لم يكن الغاء الضربة بل ارجاءها. اكد الموظف الرفيع نفسه ان ذلك قد يكون صحيحاً. فسألته: يقال ان "حزب الله" حصل على صواريخ مضادة للطائرات. الا ان اسرائيل لم "تصرخ" كالعادة ولم تهدد بالويل والثبور. علماً انها اعتبرت دائماً هذا الامر خطراً عليها. في حين انها هدّدت وتوعّدت حين اثير موضوع حصول الحزب على صواريخ "سكود". ما السبب في رأيك؟ اجاب: "اعتقد ان السبب كان الرغبة في منع تسليم سوريا الحزب في لبنان صواريخ "سكود" لأن اضرارها كبيرة. وكان السبب ايضاً ان ما تسلمه "حزب الله" من صواريخ مضادة للطائرات لا يشكل حتى الآن على الاقل خطراً كبيراً على طائراتها الحديثة.
هل تريد تركيا ان يطردها حلف شمال الاطلسي من صفوفه؟" سأل. اجبت: اعتقد ان تركيا لا تريد قطع علاقاتها مع اسرائيل ولا تستطيع قطعها، لاعتبارات كثيرة ومتنوعة. وربما يسري ذلك على الحلف المذكور. لكنها تبحث عن دور. علّق: "تحتاج تركيا الى اموال السعودية لتنفيذ امور عدة في المنطقة".
ماذا في جعبة عدد من العارفين في العاصمة الفرنسية باريس التقيتهم اثناء توقفي القصير فيها في طريق العودة الى بيروت؟
قال هؤلاء "ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مشغول بهمومه الداخلية، اذ ان عنده مشكلات كثيرة. يريد طبعاً ان يكون له دور شرق اوسطي مهم. علاقته ممتازة مع اسرائيل. يريد ان يخدمها. حاول ثلاث مرات، سواء مع الرئيس ميشال سليمان او مع الرئيس سعد الحريري، تشجيع لبنان على بدء مفاوضات سلام مع اسرائيل. لكنه فشل. لذلك لم يعد كثير الاهتمام (الفعلي) بلبنان. اهتمامه بسوريا اكبر. ذلك انها تستطيع ان تلتزم وان تعطي وخصوصاً ان دورها اللبناني قوي وكبير. صحيح ان سوريا لم "تمشِ" مع ساركوزي في موضوع اسرائيل وموضوعات اخرى. لكنها تتعاون مع فرنسا استخبارياً وعلى نحو جيد، وهذا امر مفيد".
ماذا عن السعودية وسوريا من باريس؟ اجاب هؤلاء: "حتى لو نشبت خلافات قليلة بينهما فإنها لن تؤثر على مصالحهما. لبنان لم يكن سبب هذه المصالحة بل ايران والعراق. السعودية "ساذجة" احياناً. ظنت انها قادرة على فصل سوريا عن ايران، وخصوصاً بعدما تناقضتا في العراق في اثناء الانتخابات التشريعية الأخيرة. لكن سوريا ستُبقي السعودية الى جانبها بوسائل عدة. وهي بارعة في ذلك. قد يكون لبنان "أُعيد" مجدداً الى سوريا من السعودية وغيرها من الدول الكبرى".
ماذا عن المحكمة "الدولية"، اي الخاصة بلبنان؟ اجابوا: "المحكمة الدولية صعبة. حتى الآن لا يبدو انها تملك قضية صلبة. ربما لديها اشتباه في عناصر من "حزب الله". لكن ماذا عن المُقرِّر والمُخَطِّط وسائر المنفذين؟ لن يقبل الحزب ان تُحصَر التهمة به او ان يتواطأ الجميع لإلباسه التهمة. وقد يفعل الكثير. الحرب الاسرائيلية على لبنان نوع من "البعبع". لكنها مستبعدة. اما الحرب مع ايران فلا احد يعرف شيئاً أكيداً عنها".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف