جريدة الجرائد

عندما يغيب الدور العربي في العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طاهر العدوان

بعد 7 اشهر من اجرائها لم تُغيّر صناديق الاقتراع من شكل الحكومة القائمة في بغداد, ما يقدم نموذجا جديدا في النظم السياسية السائدة في المنطقة, وهو "ديكتاتورية الديمقراطية" لكن بمواصفات امريكية فرضتها هيمنة الاحتلال ودستور بريمر الطائفي.

هنا, لا مجال للمقارنة بين ما يحدث في بغداد وما حدث في بيروت عندما ظل لبنان شهورا عديدة من دون حكومة جديدة بعد الانتخابات الاخيرة. فعندما كان فؤاد السنيورة رئيسا للوزراء في الفترة الانتقالية, لم يكن طرفا في الخلافات القائمة على التشكيلة الوزارية. اما في بغداد, فالمالكي رئيسا للوزراء بكامل الصلاحيات - 4 اعوام كاملة - ولا يزال بالصفة نفسها رغم خسارته في الانتخابات الاخيرة لصالح اياد علاوي.

يرجح المختلفون, في الاحزاب والطوائف العراقية, بان التدخلات الخارجية سواء كانت امريكية ام ايرانية, هي المسؤولة عن تعطيل استحقاق التشكيلة الحكومية الجديدة. على العموم, مثل هذه الاتهامات غير بعيدة عن الواقع, واذا كانت طهران في حالة خلاف ساخن مع واشنطن حول الملف النووي, فان دعوة طهران وواشنطن الى تفاهمات على تشكيل حكومة جديدة هي مثل دعوة الذئب والغنم الى التصالح.

في المشهد العام; هناك غياب ملحوظ وشبه كامل لأي تدخل عربي من اجل حل المعضلة السياسية والامنية في العراق. ولا بد للمراقب ان يبحث عن اسباب هذا الغياب, وقد تكون واحدة من عدة اسباب أوُرِدُها تاليا, او انها للاسباب كلها مجتمعة:

(1) سياسة الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة, التي تتبناها العواصم العربية, من اجل حل ازمات العرب, وما دامت امريكا لا تزال تحكم في بغداد فمن الذي سيجرؤ على التدخل فيما يعتبر شأنها الخاص!

(2) ان ادارة اوباما لم تعد تطلب من هذه العواصم ما تعودت ان تطلبه ادارة سلفه جورج بوش, الذي كان يصدر الاوامر من البيت الابيض, وما ان تصل (البرقية) الى العواصم حتى تجد وزراء الخارجية في دول المنطقة يتسابقون لعقد الاجتماعات الدورية, لتقديم شهادات حسن السلوك في مساعدة قوات الاحتلال الامريكي على ضبط الاوضاع الامنية في العراق.

(3) وجود القناعة الرسمية في العواصم بان تقسيم العرب, الى معسكرين, واحد مع ايران وآخر معتدل, لا تزال قائمة, ومن هذه الزاوية فان مواجهة التنسيق السوري - الايراني في العراق متروك للولايات المتحدة التي لا تزال صاحبة النفوذ الاكبر في بغداد.

(4) غير ان هناك سببا اصيلا واحدا للأزمة السياسية والامنية الراهنة بشأن تشكيل الحكومة, وهو ان اللاعبين على المسرح, فيما يوصف بالعملية السياسية, ليسوا اللاعبين الحقيقيين, فوراء الاكمة ما وراءها, ومن غير المنطقي ولا المعقول, ان يُغيَّب عن المسرح السياسي, او ما يسمى بالعملية السياسية تلك القوى التي ساهمت بشكل اساسي في فرض خطوات الانسحاب على واشنطن. واعني فصائل المقاومة المختلفة, بما في ذلك التي تحولت الى (صحوات) كانت مطلوبة في عام 2008 لكنها اصبحت منبوذة في عام 2010 .

لو اراد الرسميون العرب, في الاردن وسورية والسعودية ومعهم الجامعة العربية ان يساهموا في اطفاء الازمة في العراق, لكانوا سلكوا على الاقل الطريق نفسه الذي اتبعوه تجاه انهاء الازمة اللبنانية. وهذا لا يبدأ الا بقرار, يتخذ صفة قومية, يعمل من اجل طاولة حوار تجمع جميع العراقيين وفي مقدمتهم فصائل المقاومة من اجل استعادة العراق للعراقيين اولا, ولامته ثانيا.

قد يقول قائل بانه للاسباب الثلاثة الاولى, لم يعد واردا اي دور عربي قوي في حل المعضلة العراقية. وأثَنيّ بان هذا صحيح فمن دون اوامر من البيت الابيض تختفي الادوار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدمى
عادل شريف -

الدول العربية مثل الكيانات السياسية العراقية غير قادرة على عمل اي شي فهي تابعة منزوة الشرعية. بالنسبة للكيانات السياسية العراقية اغلبها جاء من خارج العراق ولائها ليس للوطن ولا زالت قابعة اما في عواصم الدول المجاورة او الدول البعيدة او بالمنطقة الخضراء التي هي اساسا خارج الملموس والمعلوم والمحسوس بالنسبة للمواطن العراقي، فلا شرعيه لها وهي جاءت على بسطال الكاوبي الامريكي والبغل الايراني. والانظمه في الدول العربية غير شرعية لم تنتخب بل هي مصنوعة لقمع ارادة الشعوب ولسلب حرياتهم ونهب اموالهم. فكيف للاشرعي ان ينتخب للاشرعي الجميع ياتمر بسيده وهو الان البيت الابيض والاسود الذي هو ياتمر باوامر لصهيونية.;

لا بد أنك تمزح
عراقي مغترب -

يقول المثل يا غريب كن أديب, اي أنك إذا كنت غريباً عن بلد ما فعليك أن تظهر بعض الإحترام, لنفسك على الأقل. هل يراد من هذا المقال وجه الله مثلاً؟ بالطبع لا, لأن الغاية هي العزف على نفس النغمة التي سمعها العراقيون على مدى سنين عدة من مجاوريهم العرب و لا أقول أشقائهم لأن لا صلة حقيقية لنا نحن العراقيون بالمجاميع البشرية التي تعيش إلى جوارنا. نعم هناك مصالح, و لا بد لهذه المصالح أن تراعى, و لكن لا يعطي العراقي الحق لنفسه التدخل في شؤون الأردن مثلاً, لأن العراقي يعرف قيمة إحترامه لنفسه, على خلاف المجاميع البشرية المجاورة. و عليه, يا سيد عدوان, محاولتك البائسة لتسويق مقاومتك الأشد بؤساً لا تعدو كونها نكتة سمجة لن تجلب لك إلا السخرية و ربما لو صادفت عراقياً بهكذا رأي لأجابك

يداوي المريض و هو عليل
فرات عبدالله -

تقول لو اراد الرسميون العرب في اردن و سوريا و سعوديا اطفاء الازمة في العراق! يا اخي انت تتكلم عن دول عظمة او ثلاث دول عربية لا حول له و لا قوة؟اولا ماذا تقصد بأطفاء الازمة؟المفروض تقول اطفاء النار او تقول حل الازمة.ثانيا من يطفي ازمة من؟اذا انقطع نفط العراقي شهران عن الأردن اكيد الاردن تموت من الجوع فبماذا تطفي ازمة العراق؟اما سعوديا فلها مشاكلها الداخلية من قضايا تنظيم القاعدة ثم سعوديا ضعيفة عسكريا و هي ما عند اية امكانية غير النفط و العراق لا يحتاج للنفط اما سوريا فحدث و لا حرج فهي محاصرة من اربع جهات و طردوها من بيروت و اقتصادها ضعيف سياستها كارثية شعارات و خطابات ستينات قرن الماضي و الدولة تعبانة من الخارج و الداخل و مصيرها لا يكون احسن من العراق.هذه الثلاث دول مجتمعة ليسوا بقوة نصف العراق