أزمة الشيوعيين العرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فاضل عباس
مند سقوط الاتحاد السوفييتي يعيش الشيوعيون العرب أزمة عميقة بنيوية وتطبيقية بحاجة للمصارحة والمراجعة الذاتية، فإذا كانت رواية التطبيق الخاطئ تنطبق على الاتحاد السوفييتي عندما طبق النظرية العلمية فهذا لا ينطبق على العديد من الأحزاب الشيوعية العربية التي لم تخض تجربة حقيقية في الحكم باستثناء الحزب الاشتراكي اليمني والحزب الشيوعي العراقي، لذلك فان العديد من الأسئلة تتبادر إلى الذهنية العربية بخصوص الشيوعيين العرب فأين الشيوعيون من الفلاحين والمزارعين والفقراء؟ هل مازال الشيوعيون مرتبطين بهذه الشرائح الاجتماعية؟ هل تأثر الشيوعيون بتبعيتهم العمياء للاتحاد السوفييتي؟.
لقد انقسم الشيوعيون العرب بل وبادر العديد منهم إلى تغيير اسمه وبعضهم تحول إلى الليبرالية الجديدة وبعضهم التحق بالأنظمة الحاكمة وتحالف مع البرجوازية وأصبح يصرخ بشعارات تختلف تماماً عن مبادىء الشيوعية، فهل انتهى عهد ودور الشيوعيين العرب في الوطن العربي؟ جزء كبير منهم انشغل بصراع مع التيارات الإسلامية، بل واستخدم ذلك مبرراً للتحالف مع الأنظمة الحاكمة على اعتبار أنها الأفضل من الإسلاميين!! على الرغم من الفساد المستشري داخل هذه الأنظمة والذي يذهب ضحيته الفقراء وعموم الطبقة العاملة الذين من المفترض ان يكونوا هم وليس غيرهم حزب الطبقة العاملة، أو الحزب الشيوعي القائد كما بشر به ماركس، وانجلز في البيان الشيوعي!! لذلك هناك تناقض كبير تعيشه الاحزاب الشيوعية اليوم.
حالة الاغتراب التي سادت داخل الاحزاب الشيوعية نتيجة الطاعة العمياء للاتحاد السوفييتي وكان من نتيجتها تأييد قرار تقسيم فلسطين الظالم بحق الشعب الفلسطيني، وذلك فقط لإرضاء الاتحاد السوفييتي وخرق المقاطعة العربية للكيان الصهيوني عبر علاقات مع ما يسمي بالحزب الشيوعي الإسرائيلي، حزب شيوعي لكيان غاصب للأرض الفلسطينية!! ومن ثم الدخول في صراع مع القوى القومية التقدمية بما ساهم في حالة الاغتراب للشيوعيين في الوطن العربي وهو اغتراب على الصعيد الشعبي وعلى صعيد القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى التنظيرات المبالغ فيها حول الأممية والقومية وعدم القبول بالمزاوجة المرحلية بين القومية العربية والاشتراكية، والدخول في صراعات نتيجة لذلك فنجح الجناح المتشدد في الحزب الشيوعي المصري في خلق صراع مع جمال عبدالناصر ورفض الجبهة التقدمية الواسعة عبر الاتحاد الاشتراكي، وانقلاب الشيوعيين العراقيين على عبدالكريم قاسم بعد تحالف قوي، وانقسامهم وتأييد بعضهم للولايات المتحدة الأمريكية في غزوها للعراق على الرغم من التناقض الفكري بين الليبرالية المتوحشة والاستعمارية لامريكا والفكر الشيوعي، ولكن هنا يبرر الموضوع وفي مكان آخر تصنع صراعات مع التيار الإسلامي والقومي حتى لو كان معتدلاً تحت مبررات فكرية وإيديولوجية!!.
لذلك فان الشيوعيين العرب بحاجة إلى مراجعة حقيقية تضع الأخطاء السابقة في موضع التصحيح وفي مقدمتها احترام الثوابت ومن ضمنها أن الوطن العربي مجزأ وفق اتفاقية سايكس - بيكو ولا يمكن تحقيق الأممية العالمية بتنظير خيالي، ووطننا مجزأ فلا تناقض مرحلياً بين الفكر الشيوعي واليسار القومي، ورفض أن يكون الشيوعيون أداة بيد بعض الأنظمة العربية تحت يافطة أو شماعة الاحزاب الإسلامية فالاشتراكية جاءت نتيجة صراع طبقي وهي نصير الفقراء وحزب الطبقة العاملة أولا وكارل ماركس وانجلز تحدثا عن الدين بعد وضع القوانين المنظمة للنظرية العلمية وليس قبلها، ولذلك فان خيار بعض الشيوعيين بان الصراع مع الإسلاميين أولا هو خيار خاطئ، على الاحزاب الشيوعية أن تعدل أوضاعها لتعطي نموذجا وبديلا مقنعا للجماهير عبر تصحيح الأخطاء الجوهرية لها.
إلى الأعلى
التعليقات
غير دقيق
عراقي محايد -مقالة الأستاذ رغم احترامي له تحمل الكثير من المعلومات الخاطئة والآراء المضللة التي استقاها من أدبيات البعث وخصوصا ما يتعلق بالشيوعيين العراقيين .. أرجو أن يعيد قراءة مصادره ويتروى قبل إصدار أحكام لا تستند الى أساس.. مع التقدير
غير دقيق
عراقي محايد -مقالة الأستاذ رغم احترامي له تحمل الكثير من المعلومات الخاطئة والآراء المضللة التي استقاها من أدبيات البعث وخصوصا ما يتعلق بالشيوعيين العراقيين .. أرجو أن يعيد قراءة مصادره ويتروى قبل إصدار أحكام لا تستند الى أساس.. مع التقدير