جريدة الجرائد

فلسطين والانسداد السياسي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شملان يوسف العيسى

بدأت في واشنطن المحادثات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. ويأتي هذا اللقاء الجديد بعد الدعوة التي أطلقها أوباما لإيجاد حل للقضية الفلسطينية بقيام الدولتين؛ دولة عربية ودولة عبرية.

والتساؤل الذي يطرحه الجميع: هل المفاوضات الجديدة ستؤدي للسلام الحقيقي؟ وهل إسرائيل مستعدة لعملية السلام إذا كانت قيادتها السياسية تصرح بأنها لن تتخلى عن أجزاء من الضفة الغربية، ولن تتنازل عن القدس الشرقية، ولا تريد قيام الدولة الفلسطينية لأنها تهدد أمن إسرائيل؟!

المباحثات الجديدة لا تحمل أي مؤشرات إيجابية توحي بتحقيق السلام، فالفلسطينيون اليوم، وبعد 62 عاماً على النكبة في عام 1948، وأكثر من 42 عاماً على احتلال الضفة الغربية والقطاع، وبعد أكثر من 18 عاماً على اتفاق أوسلو ومؤتمر مدريد، يجدون أنفسهم في حالة بائسة وإحباط بعد أن أعطوا السلام فرصاً كثيرة، فقد نفذوا كل المطلوب منهم من تنازلات حقيقية، ومع ذلك لم يتحقق السلام. ولكي يتحقق السلام الحقيقي مطلوب من الطرفين تقديم تنازلات صعبة، وقد أوفى الفلسطينيون ما عليهم من تنازلات كما ذكرنا، فهل لدى إسرائيل الاستعداد لتقديم تنازلات للفلسطينيين لتحقيق السلام، مثل وقف الاستيطان، وقبول الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، وحل مشكلة القدس، وإقرار حق العودة للفلسطينيين أو تعويضهم؟

المفاوضات الحالية ربما توفر الفرصة الأخيرة لحل النزاع العربي الإسرائيلي إذا كانت إسرائيل جادة في عملية السلام، فإجراءات بناء الثقة بين الطرفين قد اكتملت وقد طبق الفلسطينيون كل ما طلب منهم، فالمفاوضات التي استمرت أكثر من 18 عاماً لن يجن منها الفلسطينيون شيئاً، بل زاد العدو الصهيوني خلال هذه الفترة من رقعة الأراضي التي يحتلها، وخلقَ مستوطنات جديدة، ووضع الأسوار العازلة، ولم يلتزم بالحد الأدنى من المطالبات الدولية والفلسطينية.

هل هنالك بريق أمل في التوصل إلى تسوية سلمية للصراع في واشنطن هذه المرة؟ معظم المراقبين العرب ليسوا متفائلين كثيراً، فالسلام لن يتحقق إلا إذا فرضت الولايات المتحدة رؤيتها التي تسمح بقيام الدولتين، وهذا لن يحصل لأن أمام الرئيس الأميركي الجديد انتخابات تشريعية قادمة في شهر نوفمبر، كما أنه يواجه مشاكل اقتصادية واجتماعية كثيرة من أبرزها بطء الانتعاش الاقتصادي وقضية البطالة والهجرة.

والآن، إذا اتفقنا على أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس وشيكاً... ما هي الخيارات أمام الفلسطينيين في ظل موازين القوى في المنطقة، وفي ظل استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل؟ أحد الخيارات المطروحة هو ما أعلنه رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، وهو إعلان قيام الدولة الفلسطينية من طرف واحد بعد عامين... وهذا الحل يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي على ترسيم حدود الدولة الفلسطينية في الرابع من يوليو... لكن هل توافق الولايات المتحدة وحلفاؤها على هذا الحل؟

الحل الآخر هو قبول الدولة الديمقراطية الواحدة التي تضم إسرائيل والعرب... وهذا المطلب لن تقبله إسرائيل. الحل العملي الوحيد هو وجود استراتيجية مواجهة عربية، إذا اتفق العرب على خيار المواجهة وقطع العلاقات مع إسرائيل، وبدء سياسة عربية جادة إزاء الولايات المتحدة. وهذا الحل لن يرضي الكثير من الدول العربية لاعتمادها على الولايات المتحدة، لذلك فستبقى القضية معلقة حتى تتغير الظروف العربية والدولية.




التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف