جريدة الجرائد

بلير: عبقرية ديانا وحماقاتها أربكت الأسرة المالكة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

علاقة رئيس حزب العمال الجديد بأميرة المملكة البريطانية الجديدة

الاميرة ديانا وكاترين ابنة بلير عند زيارتها لمسكن رئيس الوزراء الاسبق

لندن - رائد الخمار


يقول رئيس الوزراء السابق طوني بلير في وصفه المرحلة الاولى من تسلمه منصبه: عدت من العطلة الصيفية وأنا أكثر نشاطا وصفاء ذهنياً، فالأشهر الأولى منذ دخول مقر رئاسة الوزراء مرت بصورة جيدة، وهذا كان متوقعاً غير ان الفترة المقبلة ستكون اكثر صعوبة، وهذا ايضاً امر متوقع، فقد كان هنالك العديد من البدايات الخاطئة والفرص الضائعة واتخاذ قرارات غير كاملة، غير ان المزاج العام كان هادئاً، وبدا الامر وكأن الحكومة حظيت بالبركة.
والمزاج العام امر غريب، فعندما يكون لمصلحتك، تشير التجربة الى انه شعور عميق ذو جذور راسخة، وتتساءل كيف سيتغير.. وبالطبع انت تعرف ان ذلك سيحدث، ولكن خلال ذلك فانه قد يرفعك الى الاعلى او يعيدك بكل قسوة الى الوراء، ويبدو الامر وكأن الشعور الجيد او السيئ سيستمر الى الابد.
وينتقل الى ما يسميه "دور وسائل الاعلام في تشكيل ذلك المزاج"، فهو مهم للغاية.. فعندما يكون المزاج هادئاً، فإن الأخطاء ينظر اليها على أنها تصرفات غريبة ذات سحر والهفوات تبدو مسلية، وعمليات اتخاذ القرارات المضنية مجرد تأمل واحساس عميق بالمسؤولية للوصول الى نتيجة صحيحة. وعندما يكون المزاج سيئاً فإنك تكون كمن يسير عكس الريح، حيث يتم تضخيم الهفوات ويجري تذكر التجاوزات وتكرارها بحماس متجدد، وعمليات اتخاذ القرارات المضنية تصبح، بكل بساطة، عدم كفاءة.

المحافظون.. نجاحات وانتقادات
ويؤكد بلير أن مفهوم حزب العمال الجديد وبريطانيا الجديدة لم يبدُ كغطرسة أو ثقة زائدة بالنفس، بل كان يعكس المزاج السائد في البلاد. كنا في بداية معالجة مجموعة كبيرة من السياسات حول الخدمات العامة والرعاية الاجتماعية، ورواتب التقاعد، ولم يبدُ الأمر كذلك في تلك الأشهر القليلة الأولى.
كانت حكومة المحافظين مثيرة للجدل بسبب العديد من سياساتها، لكنها كانت نوعاً ما، سياسات عادية. وهناك توجه نحو حريات جديدة نحو الصناعة، والصراعات مع النقابات، والأزمات الخارجية، وأحدثت جميعها اثرها. بيد أن حزب المحافظين بدا وكأنه عفى عليه الزمن. فقد اتهم يسار المحافظين بأنه يؤيد المثليين على سبيل المثال. ففي الثمانينات كان لمثل ذلك الاتهام أن يحدث تأثيراً، أما في أواخر التسعينات فكانت لتلك التهمة ردة فعل سلبية بالنسبة للمحافظين. وكان جون ميجور مختلفاً في العديد من الأوجه وقادراً على قيادة الحزب خارج تلك الدائرة، ولكن المشكلة تمثلت في انه لم يكن يتولى المسؤولية البتة.
وفي المقابل، يؤكد بلير أنه وفي اللحظة التي بدأ فيها حزب العمال في التخلي عن قيود الماضي والتصرف بأسلوب حديث فيما يتعلق بالاقتصاد، وبعقلانية في بعض القضايا مثل الدفاع والجريمة، لم تعد هنالك أسباب تدعو للارتباط بالمحافظين. فقد كان المزاج السائد يتسم بالحرية والليبرالية تجاه القضايا الاجتماعية وأقل ارتباطاً بالطبقية وأكثر ميلاً باتجاه مفهوم الكفاءة. ولم تعد مسألة أن أكون أنا خريج المدارس الخاصة وجون ميجور نتاج المدارس الحكومية، مسألة ذات أهمية.

أشهر شخصية في العالم
هذا التغير بات متوغلاً في أعماق الحياة العامة، بما فيها المؤسسة الملكية التي كانت تتجسد في شخصية الأميرة ديانا، فقد كانت رمزاً وربما أشهر شخصية في العالم التقطت لها صور. فقد كانت تجسد طبيعة العصر الذي أسرته.
وقد اثار ذلك انزعاجا بالغا بالنسبة للملكية كمؤسسة. فقد كان نجمها اكثر سطوعا من الآخرين بما تمتعت به من كاريزما.. وقدرتها على التواصل مع المواطنين وشجاعتها في تبني كل ما هو جديد.
هذا لا يعني انها لم تكن على اتفاق تام مع مؤسسة الملكية وكل تقاليدها الموروثة.. لكن اسلوب ترجمتها لذلك اسلوب حديث مغامر مشوب بعدم الالتزام، وبالتالي كان اسلوبا خطرا، وبدأت تدخل مجالات خطرة، وتتجاوز العقبات التي وضعت بحرص للسلوك الاقطاعي، كما قضت على العديد من الاعراف الخاصة بالسلوك الملكي دون ان تهتم لذلك.
وكانت تلك حماقة من جانب، وعبقرية بحتة من جانب آخر. وظلت الاسرة المالكة تراقب ذلك بمزيج، في رأيي، من الفزع والعجز. وبالطبع كانت ذكية للغاية بحيث انها لم تدعم اي حزب سياسي، لكنها تماشيا مع روح العصر، والمزاج العام الذي خلقته وجدت توافقا كاملا. وقد مثل حزب العمال الجديد جزءا بينما كانت هي الكل.

العشاء مع الأميرة المشاكسة
ويصل بلير الى وصف مشاعره تجاه الاميرة: عرفتها معرفة جيدة نسبيا قبل انتخابات 1997. وكان لورد ميشكون دعاني لحفل عشاء للقائها، وصديقتي ماغي راي كانت تعرف من يعرفونها وقد دعيت ايضا للعشاء.
وقد حافظنا على تواصلنا وكنا نلتقي بين وقت وآخر.
وكانت اسرة للغاية، والهالة التي كانت تحيط بها زادها تألقا مزيج الالق الملكي والسلوك العادي الذي عبرت عنه. فهي اميرة كانت تبدو عادية وانسانة وفق كل ذلك مستعدة للتواصل مع الناس على اساس متساو.
ولم تكن مترفعة وكانت تضحك بطريقة عادية وتتبادل الحديث بصورة طبيعية، وتغازل باسلوب عادي. وذلك سحر عظيم صنعها ضمن اي مجموعة من الناس في اي مكان وستجدها تتواصل معهم.
وهي تتمتع بذكاء شعوري قوي، لكنها قادرة ايضا على الفهم التحليلي. وقد تبادلت الحديث معها ذات مرة حول استخدام الصور وتأثيرها وكيفية استخدامها بصورة جيدة. واطلعني ذلك على ذهن لا يتسم فقط بالعفوية بل ايضا بالروح العملية. وكانت بين الفينة والاخرى تتصل عبر الهاتف ان هذه الصورة او تلك سيئة، او كيف يمكن ان تكون افضل. ولم يكن الامر يتعلق بالامور السياسية تماما. فقد كان لديها احساس بالامور التي تحاول تحقيقها والاسباب وراء ذلك. وكنت دائما اقول لزميلي السبير: لو انها عملت في المجال السياسي، فانه حتى كلينتون سوف يأخذ حذره.

قد تخالفك بسهولة.. وشديدة الخطورة
ويمضي بلير قائلا: انها تتمتع ايضا بارادة قوية وكانت مستعدة دائما للتصرف بطريقتها الخاصة، وكان لدي شعور انها قد تخالفك بسهولة وتفارق بذات السهولة التي احتضنتك بها. وكانت تدرك تماما مدى قوة
حضورها وقدرتها على التأثير، وغالبا ما تستخدم ذلك لفعل الخير. لكن هنالك ايضا جانبا عنيفا في مشاعرها ويعني ذلك عندما يمتزج الغضب والاستياء معا مع السلطة وقد ينذر ذلك بالخطر.
ولكنني كنت معجبا بها فعلا، فهي أميرة جميلة وانا وقعت في حبها كما حدث للجميع. ولكن كنت ايضا اشعر بالقلق تجاهها. بيد أنها بكل تأكيد غيرت صورة بريطانيا وأضفت سمة راديكالية على المؤسسة البريطانية.

الغياب المفجع
ويتذكر الناس الكلمات التي ألقاها بلير خارج الكنيسة في دائرته الانتخابية في سيد جفيلد حول وفاة ديانا. وبصفة خاصة عبارة "أميرة الناس" فقد جاءت معبرة عن مزاج الحزن الذي ساد عند سماع خبر وفاة الاميرة ديانا.
وعلاقة الأميرة برئيس الوزراء الاسبق لفترة قصيرة وكذلك علاقته بالملكة اليزابيث وأفراد الاسرة المالكة.
ويمثل ما كشف عنه حول تلك العلاقات الخاصة، بطريقة غير مسبوقة، مع الملكة خرقا غير عادي للبروتوكول وهو أمر لابد أن يثير حنق قصر باكنغهام.

يغار من الفايد؟
هنالك ادعاء اساسي يصعب تفسيره يقول إن اميرة ويلز حلت ضيفة على مسكن تشيكرز وهو المقر الذي يقضي فيه رئيس الوزراء نهاية الاسبوع، وذلك قبل اسابيع قليلة من وفاتها، وخلال جولة في باحة المسكن اثار موضوع علاقة الحب التي تربطها بدودي الفايد والتي قال انها تمثل "مشكلة"
ولم يعجبها الأمر، وشعر بذلك الجانب الصارم في شخصيتها. وفي أفضل الأحوال فقد يعتبر ذلك محاولة ساذجة من رئيس وزراء جديد غير متمرس يشعر بانه جزء من الجيل البريطاني الجديد ولكنه كان بمنزلة سوء تقدير.
وكما لاحظ البعض، فان ديانا لم تكن التقت الفايد، ناهيك عن الدخول في علاقة حب معه، وهذه النقطة لا بد ان يثيرها خصوم بلير.
ويقول بلير ان ديانا والأمير تشارلز زارا مقره في تشيكرز في 6 يوليو 1997، وهناك صورة في الكتاب تضم الأميرة وكاثرين ابنته لتأكيد تلك الواقعة، وقال ان الجو كان مريحا وجميلا وكان العاملون في المقر سعيدين بزيارتهما.
ولكن لم يعرف الناس ان الاميرة في علاقة مع صاحب محلات هارودز في السادس من اغسطس من ذلك العام، أي بعد 31 يوما من اللقاء المذكور.
ويتذكر بلير انه اثار اسم دودي ولم يكن ذلك، على حد قوله، ليثير التساؤلات حوله، أي حول جنسيته أو دينه أو خلفيته، فهو أمر لم يكن يهمه. وكان هدفه كما قال هو القاء هذا القول، اذ لا بأس في ذلك، فلم يستطع ان يقول صراحة انه يشعر بعدم الارتياح، وكذلك حسب علمه بعض اصدقائها المقربين، ممن يحبونها حقا، كانوا يشعرون بالأمر ذاته.
ويستطرد انه اثار موضوعها ودودي مباشرة. ولكن بعد ان اثار ذلك غضبها في البداية، بدت مرتاحة مع ان الحديث كان غير مريح في بعض النقاط، وفي النهاية كان دافئا وودودا. وبذل كل جهد لكي يطلعها على انه سيكون صديقا وفيا لها وان عليها ان تتعامل مع صراحته تلك بهذه الروح.
وفي الواقع فقد كانت ديانا معجبة ببلير رغم عدم معرفتهما العميقة بعضهما ببعض. وقد وجد فيها شخصا يشاركه افكاره، ويقول "اننا كنا كل بطريقته نحاول جذب الناس وكسبهم والتعرف بسرعة على مشاعر الآخرين والتمكن بصورة عفوية من التلاعب بها".

القصر وموت الأميرة.. اللحظات التي لا تنسى
بعد أسابيع قليلة من لقاء بلير بالأميرة ديانا تم ايقاظه في الساعات الأولى من الفجر على يد شرطي أبلغه عن حادثة السيارة في باريس. وكان يحاول التوصل الى كيفية التعامل مع هذا الحدث فقد شعر بحزن بالغ.
ولاحظ انه على الرغم من ان قصر باكنغهام أصدر بالطبع بيانا، لكن لم تكن هناك نية لالقاء الملكة لكلمة، وعليه فقد القى كلمته المذكورة التي جاء فيها عبارة "اميرة الناس".
وقال بلير ان موتها شكل تهديدا للأسرة المالكة. ولم تكن الملكة راغبة في التحدث الى المواطنين لانها لم تكن تود اعطاء رأي حول ديانا يتعارض مع ذلك الذي يجد القبول لدى المواطنين.
وانتقد بلير الاسلوب العتيق الذي تعامل به قصر باكنغهام مع وفاة الأميرة، وحقيقة ان تلك المأساة لم تتم الاشارة اليها في الكنيسة في القداس الذي اقامته الأسرة المالكة، وقال ان الخطأ يعود الى انه لا يوجد شخص مختص بالعلاقات العامة في القصر. وحذر الملكة ان ارغام الأميرين وليام وهاري بالذهاب الى الكنيسة خطوة لم تتسم بالحساسية ومراعاة مشاعرهما.
وكشف بلير انه كانت لديه مشكلة مع الملكة خلال ازمة وفاة ديانا لانه كما قال لم يكن هنالك بينه وبينها "نقطة تواصل سهلة في ما يتعلق بالسن والنظرة الى الأمور والتجربة".
وأضاف "لم أكن واثقا من انه كان في مقدوري الذهاب اليها مباشرة وان اكون صريحا وواضحا معها كما كنت ارغب، وبالتالي فقد ذهبت الى تشارلز".

بلير يدرس إلغاء توقيع مذكراته في لندن بعد استقبال دبلن الساخن
لندن - يو. بي. أي - أعلن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير أنه يدرس احتمال إلغاء مناسبة لتوقيع نسخ من مذكراته للزبائن في العاصمة لندن الأربعاء المقبل، ليجنب الشرطة متاعب المتظاهرين.
وقال بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" أمس الاثنين، إنه "سيتخذ قراراً بهذا الشأن في وقت لاحق، رغم أنه اعتاد على ترحيب المنتقدين عند ظهوره في المناسبات العامة".
وكان متظاهرون استقبلوا بلير بالبيض والزجاجات الفارغة والأحذية المستعملة حين حضر مناسبة مشابهة في دبلن عاصمة جمهورية ايرلندا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي للتوقيع على نسخ من سيرته الذاتية (رحلة)، والتي أعلن الشهر الماضي أنه قرر التبرع بأرباحها لبناء مركز رياضي للجنود البريطانيين المصابين بجروح خطيرة في العراق وأفغانستان.
وقال بلير ان السنوات العشر التي قضاها في داوننغ ستريت (مكتب رئاسة الحكومة البريطانية) كرئيس للوزراء من 1997 إلى 2007 "حوّلته إلى شخصية مثيرة للانقسام".
وكان نشطاء سلام هددوا بالعمل على تعطيل ظهور بلير للتوقيع على نسخ من مذكراته للزبائن في دار بيع الكتب ووترستونز وسط لندن، ومحاولة اعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وربما قريبًا جدًا
أبو بكر سليمان -

ليس بعد ولكن ربما قريبًا ، سيعرف العالم أفضال بلير وبوش ، ولكن قد يكون ذلك بعد فوات الأوان! وسيندم حينها هؤلاء المتظاهرون الجُهلاء الحمقى ، وسيلطمون وجوههم بالبيض الفاسد والأحذية القديمة ..، أرجو لهم المزيد من نجاد وطالبان وابن لادن !

وربما قريبًا جدًا
أبو بكر سليمان -

ليس بعد ولكن ربما قريبًا ، سيعرف العالم أفضال بلير وبوش ، ولكن قد يكون ذلك بعد فوات الأوان! وسيندم حينها هؤلاء المتظاهرون الجُهلاء الحمقى ، وسيلطمون وجوههم بالبيض الفاسد والأحذية القديمة ..، أرجو لهم المزيد من نجاد وطالبان وابن لادن !

غير إسمك يامحب بوش
ابو دارين -

وكمان إسمك ابو بكر....