هل نحتاج داعية هنا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صالح إبراهيم الطريقي
هناك حملة "إنترنتية" مكثفة من قبل أشخاص "مجهولي الهوية، ومعروفي التوجه" لرفع الحجب عن "أكبر موقع للفتوى على شبكة الإنترنت، والذي يستفيد منه مئات الآلاف من المسلمين عبر العالم يوميا" كما يقول أصحاب الحملة.
ويضيفون: "لا تجعل الرسالة تقف عندك، أفعل شيئا للإسلام، شارك بالحملة الشعبية على موقع الفيس بوك ولو بكلمة استنكار واحدة".
ويؤكدون أن منهج الموقع المراد رفع الحجب عنه، يقوم على نشر العقيدة الصحيحة، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة وأتباع السلف الصالح، وأن الموقع يتحرى أن تكون الإجابات مبنية على الدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ومأخوذة من كلام العلماء، وفتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء، وفتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى.
وكعادة مثل هذه الحملات، وبعد الرجاء بأن تشارك، ينتقل أصحاب الحملة للتهديد والوعيد، وأن الله عز وجل لن يغفر لمن لا يشارك بالحملة، وأنه سيسأل يوم القيامة عن تقاعسه، ولن يجد إلا العذاب الأليم لعدم مناصرته الحق.
لن أعلق على مسألة الحجب بالمطلق، فمئات الآلاف في الخارج يمكنهم دخول الموقع الذي ينشر العقيدة الصحيحة، بقدر ما أريد التعليق على الداخل، فالحملة تريد رفع الحجب من أجل الداخل وليس الخارج.
هذا التعليق يتمثل في سؤال واضح لمحتسبي الإنترنت الذين يقومون بهذه الحملة، مفاده: هل يحتاج مجتمعنا لدعاة؟
أعني هل نحتاج للدعاة حتى ينتشر الإسلام في مجتمعنا؟
ما أعرفه أو ما أفهمه أن الدعاة يحتاجهم مجتمع غير مسلم، فالدعوة للإسلام يستحقها مجتمع غير مسلم، ومن حق الدعاة علينا أن نساندهم وأن يدعمهم ماديا "هيئة كبار العلماء" لنشر الإسلام في بلدان غير مسلمة، بيد أني لا أفهم لماذا نحن نحتاج دعاة؟
فنحن في البيت والمدرسة والمسجد يتم تعليمنا العقيدة الصحيحة أو هكذا يقال لنا، لهذا على الدعاة الذهاب للخارج لنشر الدعوة الإسلامية في دول غير مسلمة، أما أن ينشروا الدعوة بيننا، فهم وبشكل ما يرسلون لنا إشارات خاطئة بأن عقيدتنا مشكوك فيها، ويحتاج المجتمع إلى تقويم.
صحيح أن لدينا أجانب ومن حقهم علينا أن ندعوهم للإسلام، وعلى الدعاة أن يتوجهوا لهم، لا أن يتوجهوا للمجتمع المسلم، فنشر الدعوة الإسلامية في بلد مسلم، أشبه بمن "يبيع الماء في حارة السقايين"، إلا إن كان البيت والمسجد والمدرسة لا يقومون بدورهم.