الاختراق الشيعي والشيوعي للقاعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فارس بن حزام
الحال مع تنظيم "القاعدة" أنه تحوّل إلى كيان سهل الاستغلال من أطراف لا تلتقي مع منهجه الديني. فتحول إلى تيار سياسي قادر على الاستجابة لكل جهة سياسية أو دينية، تحقيقاً للمصالح المشتركة أحياناً، وجهلاً أحياناً أخرى.
والحكاية مشهودة قبل أن تقوم للتنظيم قائمة، حين كان الأب الروحي لفكرته، الشيخ عبدالله عزام، حليفاً رسمياً للولايات المتحدة، التي سخرت له الإمكانات لنشر أفكاره ولحشد أنصاره، إضافة إلى فتح أراضيها ليلقي المحاضرات ويجمع التبرعات، ومن بعده جاء أسامة بن لادن ليلحق في ركب المتعاونين، والمبرر الداخلي عند الأتباع لا يتجاوز مفهوم "عدو عدوي صديقي".
لذا كان سهلاً على دول أخرى تطبيق التكتيك الأميركي الناجح، بعد قيام تنظيم "القاعدة" وتحقيقه انتشاراً عالمياً لا نظير له.
المشهد الصريح كان مع سقوط نظام طالبان في أفغانستان، وفتح إيران أبوابها لعناصر "القاعدة" وعائلاتهم، فآوت المئات، وسمحت لمثلهم بالعبور إلى العراق عبر الأراضي الكردية، تحقيقاً لمصلحتها في تهيئة العمل المسلح قبل الغزو الأميركي.
ولم تتوقف الخدمات الإيرانية بعد انتهاء الحرب فوراً، بل أصبح الإيواء مكاناً ملائماً للتنظيم ليدير أنشطته ضد الدول، التي لا ترتبط بعلاقات جيدة مع طهران.
الحالة الإيرانية سجلتها دولة أخرى كانت رأس الشيوعية في العالم، عندما ردت الدين إلى خصمها الأول، فدعمت نشاط التنظيم في أفغانستان، ومن ثم في العراق، إلى أن ارتكب التنظيم حماقة أخرى بقتل 4 من دبلوماسييها، فتغيرت قواعد اللعبة في بلاد الرافدين، وتراجعت الدولة عن دعم التنظيم هناك، وأبقت على دعمه في مواقع أخرى.
الدولة الكبرى تريد أن تضع لها قدماً في المنطقة، وأن تصنع لها سوقاً خاصة بتجارة النفط، وخير من يعينها تنظيم مسلح يثير التوتر الأمني، ولذا دلت إشارات أمنية إليها، في حوادث عدة شهدتها دول الخليج، إضافة إلى أموال غير نظيفة أخذت طريقها إلى التنظيم.
وكل جهد تبذله في هذا الاتجاه، تتمنى أن ينتهي إلى نقل التركيز العالمي من نفط الخليج إلى نفطها غير الرائج دولياً.
لذا تلتقي المصالح بين دولة تبحث عن هدف اقتصادي، وتنظيم يرفع الراية الدينية، فيما المجندون ضحايا، لا علم لهم بما يحاك، ولا يخطر في بالهم كيف لدولة تخالفهم في المذهب الديني أن تؤويهم وتنتصر لهم، فكيف هو الأمر إذا كانت هناك دولة أخرى كبرى كان منهجها، إلى وقت قريب، يرفض الدين كلياً؟