جريدة الجرائد

دعوة لحرق الدستور الأمريكي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد يوسف الدعيج

القس البروتستانتي تيري جونز راعي كنيسة بروتستانتية في جينسفيل في ولاية فلوريدا الأمريكية، أصبحت دعوته لحرق المصحف الشريف الذي يتضمن القرآن كلام الله جل وعلا في ذكرى الأحداث الارهابية التي جرت في 2001/9/11 معروفة عند الكثيرين حول العالم ولذلك لا داعي للكلام كثيرا عن تفاصيلها، ولكن أقول لقد اعتمد هذا القس البروتستانتي الأمريكي على ما يوفره له الدستور الأمريكي الذي وضع قبل 225 عاما، وغيره من الأمريكان، من حقوق غريبة عجيبة تضمنها التعديل الأول على الدستور، هذا التعديل الذي أقر في 1791/12/15 يتضمن اضافة عشر مواد على الدستور تتعلق بحقوق الأفراد والحريات ولذلك سميت هذه المواد "بوثيقة الحقوق" ومن ضمن الحقوق والحريات التي تكفلها وثيقة الحقوق، حرية العبادة وحق التعبير عن الرأي (التي اعتمد عليها جونز هذا) وحق الانتقاد والمظاهرات، وحق اقتناء الأسلحة وبيعها وشرائها، وبسبب هذه المادة الأخيرة أصبح غالب الأمريكان من عتاة المجرمين وما عليكم الا مشاهدة الفضائية الأمريكية واسعة الانتشار Investigation Discovery حتى يتبين لكم حقيقة ما أقول عن تفشي الاجرام في المجتمع الأمريكي وجهنمية تلك الجرائم، ليس فقط بين الفئات الحقيرة منهم ولكن في أوساط مجتمعهم المخملي.
سوف أذكر لكم بعضا من ردود الفعل العالمية على عزم ابن الكلب القس جونز حرق المصحف يوم غد السبت، الحكومة الأمريكية تحذر من تبعات حرق المصحف، والاتحاد الأوروبي يؤكد معارضته لحرق المصحف، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي كرمت بالأمس الخنزير الدنماركي كورت ويسترجارد صاحب الصور المسيئة في حق رسولنا الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وصفت نية ابن الكلب القس جونز لحرق القرآن الكريم، بالعمل المشين، ولكن أيتها المستشارة ألا يعتبر تكريمك لهذا الخنزير عملا مشينا؟ أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القلق دائما، فقد عبر عن قلقه الشديد لما سيقوم به جونز، واعتبر الفاتيكان الذي أصبح في السنوات الأخيرة قبلة للكثير من الزعماء العرب والمسلمين، عبر ادارته المعنية بمهزلة حوار الأديان بأن ما سيقدم عليه ابن الكلب القس جونز سيكون اهانة خطيرة، هذا عن ردود فعل الأجانب وهي ردود فعل تافهة ضعيفة، ولكن ماذا عن ردود فعل ربعنا طوال الشوارب؟ العجيب في الأمر ان شوارب طوال الشوارب لم تهتز حمية وغضبا لهذه الجريمة الشنيعة.
ربما سيتراجع القس الخنزير جونز عن حرق القرآن يوم غد السبت 2010/9/11 ولكنه أقر أمرا خطيرا سوف يقتدي به الكثير من الخنازير حول العالم، تماما مثلما فعل منتظر الزيدي عندما قذف الرئيس الأمريكي السابق بوش بفردتي حذائه فاقتدى به الكثيرون حول العالم وآخرها ما حدث قبل أيام لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير(مستشار الحكومة الكويتية في برنامج الحكم الرشيد) عندما تعرض في مدينة دبلن لقصف شديد بالأحذية والبيض من الايرلنديين في حفل بمناسبة توقيع كتابه الذي يتحدث عن سيرته الذاتية.دعونا نتكلم بنفس منطق الخنزير تيري جونز ونقول ماذا لو وجهت الدعوة لحرق الدستور الأمريكي في احدى الساحات العامة في دولة عربية او اسلامية في يوم الأربعاء 2010/12/15 الذي يصادف ذكرى اقرار وثيقة الحقوق في الدستور الأمريكي؟ أولا سوف تهتز الشوارب والأرداف وسوف تنطلق الأجهزة الأمنية وملحقاتها وسوف تستنفر قوات الحرس الوطني والأمن الداخلي لمواجهة هذا الاستفزاز الخطير للشعب الأمريكي الصديق جدا للبعض والمانح الملايين للبعض الآخر، وسوف تنطلق الطائرات الأمريكية من دون طيار الموجودة في كل مكان من بلادنا العربية والاسلامية لقصف المتجمهرين لحرق الدستور الأمريكي بحجة ان الدستور الأمريكي يتيح للقوات الأمريكية قصف من يهدد الأمن القومي الأمريكي، والدعوة لحرق الدستور الأمريكي من الأمور التي تهدد الأمن القومي الأمريكي.
لا ينتظر ان نرى الكثير من الجماهير العربية والاسلامية فسوف يتم كتم انفاسهم وكسر رؤوسهم وتحطيم أطرافهم وزجهم في المعتقلات من قبل أجهزة الأمن في البلاد العربية والاسلامية لو حاولوا ان يعبروا عن غضبهم وألمهم بسبب هذه الجريمة الشنيعة، ولكننا مع ما قاله الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس قائد القوات الدولية في أفغانستان عندما حذر من عواقب حرق نسخ من القرآن على الوجود الأمريكي في أفغانستان، نعم سوف تنطلق أسود طالبان من عرنها(جمع عرين) غضبا لله سبحانه وتعالى وللقرآن كلام الله سبحانه لتنتقم ممن جاوز ظلمهم المدى في حق الله وكتابه ورسوله وعباده، وسوف يزداد بلا شك ولا ريب معدل التوابيت الواصلة الى قاعدة فورت هود في تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية بلد وثيقة الحقوق.
قال الله تبارك وتعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عن فن الكتابة
عبدة الفشار -

ألم تتفقوا كشعوب مسلمة غوغائية على حرق اعلام الدول الغرب التى امدتكم بالدواء و التكونولوجيا و السلاح و اخرجت و اشترت نفطكم . ولا عندكم اى قدر من الاحساس كمثقفين عند كل مناسبة لحرق الاعلام الامريكية التى لها نصيب الاسد فى الحرق عند العربان

غلطان، يا أستاذ
أمازيغي -

الأستاذ أحمد: عيد مبارك و كل عام و أنتم بخير. بعض الكلمات فقط لأفند جملة و تفصيلا ما قلته في مقالتك الطيبة: لا تتهم المجتمع الأمريكي بالإجرام. ففي المجتمع العربي-الإسلامي جرائم أبشع مما يحدث في أمريكا. و هل سألت نفسك مرة واحدة: لو أُعطِيت حرة امتلاك السلاح للناس في البلاد العربية-الإسلامية كما هو الحال في أمريكا، هل سيبقى على أديم الأرض عربي أو مسلم واحد بعد أسبوع من السماح بحمل السلاح؟ رغم السماح المطلق بحمل السلاح في أمريكا فإن عدد الجرائم لا يتعدى عددها في العالم العربي و الذي لا يوجد فيه و لو جُزيء من الأسلحة الموجودة في أمريكا...الرجاء التفكير في هذا الموضوع قبل توجيه التهم للآخرين، و تخيل 350 مليون عربي مسلحون كلهم مثل ما يوجد الآن 300 مليون أمريكي يستطيعون إقتناء كل أنواع السلاح بما فيه الأسلحة الثقيلة من أي دكان...ثانيا: حرق الدستور الأمريكي و اتهام الأمريكان بالعداوة للمسلمين: هل رأيت مآت الآلاف من العرب و المسلمين يحرقون بشكل تقريب يومي أعلام أمريكا و دمى تمثل زعماء أمريكا و رموزها؟ هل طلبت فيما مضى من هؤلاء العرب و المسلمين التوقف عن استفزاز أمريكا بحرق رموزها؟ من بدأ حكاية الحرق العرب و المسلمون أم أمريكا؟ زد على ذلك، كنيسة القس جونز لها 50 شخصا كأتباع، هل حسبت و عددت أعداد الآلاف بل الملايين من العرب -المسلمين الذين يشتمون أمريكا و يحرقون رموزها يوميا من المغرب إلى السند؟ هل تعتقد أن الأمريكان لا يشاهدون على التلفاز كيف تُهان رموزهم؟ أم أن ما هو حلال عليكم حرام على الآخرين؟حياك الله.

تعليق
عصام -

لماذا مثل هذه الشتائم .

قس غبي
عمرو اسماعيل -

التعديل الاول للدستور الامريكي ومايتضمنه من حريات لا يستطيع شخص مثلك تعود علي الاستبداد ولح ان يفهمها .. الدستور الامريكي هو من حول امريكا الي افضل واقوي بلد في العالم ..الدستور الامريكي ومابه من حريات هو افضل للانسانية من اي كتاب تدعون انه سماوي ..

وثيقه الحقوق
عراقي مغترب -

في رأيي كان من الأفضل إزاله فقرة حرق الكتب الدينيه من قائمه وثيقه الحقوق( الفقرة الأولى) والمتعلقه بحق التعبير.فالكتب الدينيه من الأنجيل والقرأن والتوراة وغيرها هي كتب مقدسه وتمس صميم وجوهر الأنسان وليس من الفطنه إدراجها تحت حريه التعبير. لاأرى أي حريه تعبير سليمه في عزم القس على حرق القرأن وإنما إن دلّ هذا العمل على شيء فإنما يدل على أن عقليه القس لاتختلف عن تلك لمنفذي هجمات أيلول 2001. فكلاهما له نظرة ضيقه وأنانيه للدين. المسأله هنا هي ليست أي دين أفضل من الدين الأخر فكلا الدينين المسيحي والأسلامي يمكن أخذ فقرات منه وتجسيدها على إنها تدعو لقتل الغير مؤمنين بذلك الدين وكلنا يعلم أن هذه ليست من الأمور التي تدعو لها الديانات أساساً

ايهما اشر؟
زغاول -

على عزم القس جونز حرق المصحف ;ميركل التي كرمت بالأمس الخنزير الدنماركي كيف تسمح ايلاف بالفاظ كهذه الكلمات لاي كاتب وفي نفس الوقت تمنع تعليقات تحتوي علي اقل من هذه البذاءات؟ من جهة حرق الدستور الامريكي او العلم ايضا فهذا حق مكفول للجميع وعلي اي حال مسلموا العالم مش بس مكتفون بحرق الاعلام بل العالم باجمعه بتصرفاتهم الهوجاء تجاه كل المخالفون وايهما اشر ...حرق الكتب او قتل الابرياء وتدمير العالم؟

العلم الامريكي
د توفيق بدران -

اذا ما احرق شاب احتجاجا العلم الامريكي ترصدت له المخابرات الامريكية عله يقع يوما في قبضتها فترسله الى السجن لفعلته تلكالسؤال من جرء علينا هؤلاءاليس نحن؟قديما الم يقتل الحجاج سعيد بن جبير قارئى القرآن وصحابي وكبير في السن والى الان تجد من يقول رحم الله الحجاج كان قاسيا لكن الحكم لا يستقيم الا بهكذا قسوةالم يمزق الوليد بسهامه القرآن الكريم وأبياته الشعرية بذلك مشهوره في تحد واضح لله جل وعلى وهو خليفة المسلمين واجب الطاعةومن قبله الم يقصف يزيد بن معاويه الكعبة المشرفة بالمنجنيق واستباح المدينة المنورة ثلاثاً ومن قبلها قتل سبط رسول الله ولا يزال المسلمون في حيص بيص من ان يزيد هو ولي الامر الواجب طاعته والحسين هو الخارجي لعاصيوفي ايامنا هذه وبعد ان اعدم صدام حسين وهو من هو في ظلمه وطغيانه الم تكتب المرثيات فيه وينتحب عليه الى الان ويسمى البطل الشهيد وليت من رثاه حزبي بعثي لكن من رثاه دعاة اسلاميون يشار اليهم بالبنان وهو من انتهك حرمت القرآن طوال عهده هذا القس المجرم لم نسمع بانه قتل من قبل نفس محترمة واحدة بينما من نعدهم ولاة امرنا صبغوا الارض بدماء الابرياءوالله سبحانه وتعالى حذرنا من ان نتعرض للذين كفروا بغير حق مما يثير فيهم ردة الفعل فيسبوا الله عدوانابغير حق

Badran
ahmed Al Adhami -

The US constitution, the greatest document written by Man, guarantees the right to burn the American flag, the bible and the US constitution. It is this freedom and separation of Church and state that protected us and our children. It is forbidden to teach or even mention Jesus in American public schools. All this noise about this priest and his church of 50 people only gave enormous free publicity.

رد
محمد محمد محمد محمد -

اولا السلام على من اتبع الهدى ثم من انت لتقول ان الدس ثور الامريكى ان ما فيه افضل من ما جاء به اى كتاب سماوى ,لان حدود علمك ومعلوماتك وماتعلمنه وماقد خسروه عليك بلدك ووالدك وامك يعتبر خسارة عليهم وعليك طالما انك تقول هذا ولكن الضالين الذين لم يعرفوا الله حق المعرفة ندعوهم لقراءة كتاب الله ليعرف ان كل القوانين التى تسير هذا الكون ماهى الا من صنع البشر وما البشر الا من خلق الله ومااوتو من علم الا قليلا ولانك لم تقراء الكتب السماوية تقول انالقانون هذا اوذاك هو الافضل نصيحتى لك ولامثالك ان لاتقولو ولاتتقولو عن الكتب والاديان السماوية والرسل شيئا الابعد ان تقراو تطلعو وتتدبرو وتفهمو ومن ثم تقولووان كل ماهو اصلح لبنى البشر كل ماهو مذكور فى الكتب السماوية وماغيرذلك فهو مبتدع ويحقق اغرضا للاصلاح او غير ذلك ويرد الله الى الصواب من يشاء والسلام على من اتبع الهدى