الشعب الحرّ يحمي لبنان من الوصايتين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
علي حماده
الحملة المركزة على المحكمة الدولية ليس لها هدف سوى تمكين القتلة من الافلات من المحاسبة. اما الهدف الآخر المتفرع عن الاساس فهو انهاء مرحلة الاستقلال اللبناني بفرض وصايتين، الاولى قديمة متجددة، والثانية التي تمثل خطرا وجوديا على البلد لا يقل عن الاولى، بل ربما تعداه، ويتمثل بفرض وصاية من طرف فئوي داخلي مليشيوي مسلح مستتبع بالكامل لاجندة نطام خارجي غير عربي.
هذه هي الحقيقة، نقولها لأن دفن الرؤوس في الرمال سياسة قاتلة، لا بل انها استسلامية تامة لظلامية آتية بخطى ثابتة لخطف الوطن من ايدي الاستقلاليين الذين دفعوا وما زالوا يدفعون الثمن الباهظ للحفاظ على الكيان. فالمعركة الراهنة ابعد من كونها معركة حول العدالة لجميع شهدائنا، وابعد من كونها معركة المحكمة الدولية التي تبقى الامل الوحيد في عالمنا العربي في ان يساق ارهابيون وقتلة ارتكبوا فعلتهم لاسباب سياسية وفي سياق اهداف سياسية امام المحاكم. ان المعركة هي معركة الدفاع عن الكيان والاستقلال. يهمنا ان يكون سقف المصالحات عربية كانت ام لبنانية، وسقف التهدئة اقليميا ام محليا راعيين للواقع السياسي الراهن. لكن الاهم ان نحمي استقلالنا وكياننا وصيغتنا ونظامنا وتعدديتنا.
ان المحكمة اساس، والقرار الاتهامي اساس ويستدعيان منا الجهد والموقف الحاسمين دفاعا عن الامل في إحقاق العدل ليس للثأر بل لأن العدالة حق اخلاقي وشرعي لا تنازل عنهما. ومن هنا فإن ابنا ء "ثورة الارز" والاستقلاليين في كل مكان مدعوون الى وقفة تتجاوز القيادات وحسابات الزعامات، لأن "ثورة الارز" كانت من صنع الشعب الذي تقدم قياداته وحماها وحضنها وشجعها على بلورة المواقف التي ادت الى الاستقلال الثاني غير المكتمل. واليوم هناك حرب على هذا الاستقلال بكل الوسائل، وبحناجر متعددة تستغل خوف البعض، وحرص البعض الآخر، وانحصار البعض الثالث، وانكفاء البعض الرابع من اجل خلق واقع جديد تستحيل العودة عنه.
إن الطريق طويلة وصعبة والآلام ستتوالد، انما ان نترك وطننا يسقط في وصاية ثنائية جديدة فجريمة نرتكبها نحن ابناء "ثورة الارز".
ربما تصلني غدا رسالة من قارئ كتلك التي وصلتني تعليقاعلى مقالتي الاخيرة التي دعوت فيها الى وقف مسلسل التنازلات، وقد اعتبرت ان هذا الكلام ساذج. ربما سيقولون ان سلاح الموقف سلاح لا قيمة له في مواجهة السلاح القابض راهنا على ارواح اللبنانيين. اما انا فأقول ان كل ما يفتشون عنه هو ان نتنازل عن الموقف، وعن المبادئ، وان نعلن الهزيمة برضوخنا للامر الواقع الذي يحاولون فرضه.
ان لبنان مهدد كما لم يكن. والهجوم على المحكمة له وجهان، واحد مكشوف وآخر مستتر. والعهران الاعلامي والسياسي هما الوجبة الاولى للحرب على لبنان الاستقلال. ومن هنا كان وجب على اللبنانيين ان يسمعوا اصواتهم لأن الاكثرية الساحقة استقلالية، وهي صانعة "ثورة الارز"، وهي التي ترعرعت على مقاومة الظلم، والاحتلالات، واعتى الاجهزة البوليسية في عز ايامها.
ان الاحرار لا يخافون. واصحاب الحق لا يخافون. فلينزع الخائفون خوفهم، وليقلع المترددون عن ترددهم، وليقرر اللبنانيون انهم هم قادة الساحة الحقيقيون. عندها نحيي شعلة "ثورة الارز"، وهكذا نحمي استقلالنا ونحقق العدالة لشهدائنا من اولهم الى آخر من سقط. ان الشعب هو الذي يحمي القيادات، وهو الذي بصلابته وايمانه وبتمسكه بسلاح الموقف الرافض للامر الواقع يمنع سقوط البلد بيد الوصايتين.