جريدة الجرائد

رَسم المَنظر بَعد أحدَاث 11 سبتمبر ..!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


أحمد عبدالرحمن العرفج

ذَات حِوَارٍ -أو لِنَقُل دَردشة- سَألني الصَّحفي "النَّشط" "شقران الرشيدي"، المُحرِّر في صَحيفة "عَناوين الإلكترونيّة"، التي تُعتبر مِن الصُّحف المُعتبرة في عَالَم النَّشر الإلكتروني، سَألني قَائلاً: قُلتَ في إحدَى مَقالَاتك: إنَّ هُناك مَن يَنشر "جنُون الارتيَاب" في مَفاصل المُجتمع.. فمَن هُم هَؤلاء النَّاشرون..؟! وكَانت إجَابتي: إنَّهم "مُطلّقات الإرهَاب"، الذين اشتَركوا في الإرهَاب بأجسَامهم ثُمَّ تَراجعوا، وكَذلك "رَجيع الصَّحوة" وغيرهم.. والمُطلّقات أقصد بِهم، أُولئك القَوم الذين كَانوا مُتطرِّفين في مَرحلةِ مَا وتَراجَعوا، ثُمَّ انتقلوا مِن النَّقيض إلى النَّقيض، وأبرز ما يُميّزهم حَاليًا: "الظّهور في الإعلام"، وتَعاطيهم مع "المَلذَّات" بشَكلٍ وَحشي، وكُلّ هَمّهم الآن تَحريض النَّاس عَلى أصدقَاء الأمس، أمَّا "رَجيع الصَّحوة" فهَؤلاء قَوم كَانوا يَعيشون في الظُّلمات، ويُحرِّضون على الإرهَاب دون الاشتراك فِيه، لكنَّهم استيقظوا بَعد أحدَاث 11 سبتمبر، ووَجدوا أنَّهم في ضَلالٍٍ مُبين، وأصبحوا الآن يَتسابقون عَلى خَلع الأقنعَة، ويَتنافَسون في تَذويب مَفاهيم الدِّين، حتَّى أصبح مَا كَان "بالأمس" مِن أشد المُحرَّمات، هو "اليوم" مِن ألذّ المُباحَات.. هَذا ما قُلته لصَديقي الصَّحفي "شقران الرشيدي"..! والآن أُضيف أنَّ هُناك صَنفًا ثَالثًا؛ يُضاف إلى "مُطلّقات الإرهَاب" و"رَجيع الصَّحوة"، ألا وهو "الطَّالباني المَهزوم"، وهَؤلاء مِن أشدِّ النَّاس خَطَرًا، وتَعرفهم بحَركاتهم، فهُم يَظهرون وكأنَّهم مِن دُعاة الحِوار وأهل التَّجديد، ولكنَّهم في الأعماق يَحنّون إلى "عَهد الفِكر الطَّالباني".. تَأمَّل هَؤلاء تَجدهم نُشطاء في الحِوارات، ولَهم "مَجموعات بَريديّة كَبيرة"، يُحاولون مِن خِلالهم اللعب عَلى تَناقضات رِجَال الدِّين، ومِن ثَمَّ تَوجيه هَذا التَّناقُض لخدمة المَشروع الطَّالباني الذي يُضفي عَليهم بَعض المَكاسب حين الالتزَام بِه..! لَن أُسمِّي أحدًا هُنا مِن مَنسوبي أي فِئة، لَيس خَوفًا، بَل حتَّى لا يَظن ظَان أنَّ مَن ذَكرتُ أسماءهم هُم -فقط- المَعنيّون..! حَسنًا.. مَاذا بَقي..؟! بَقي القَول: إنَّ الأحدَاث الكَبيرة تُخرج إفرَازَاتها، لذلك لَيس عَجبًا أن يَنقسم النَّاس شيعًا وطَوائف؛ بَعد أحدَاث 11 سبتمبر، ومَا عَليك أيُّها القَارئ أو القَارئة، إلَّا أن تَتأمَّل المَشهد، وتُقارن بين الأمس واليوم، ستَجد مَا وَجدتُ وأكثَر.. والله الهَادي إلى سَواء السَّبيل..!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف