الإصلاح الديني في البحرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سمر المقرن
ربما نحن بحاجة لبعض الضربات لتعمل على إيقاظنا من آفة الثقة المفرطة، وإن كانت السعودية عانت من التطرف والتشدد في حالات كثيرة من مطلع القرن الحالي الهجري، ها هي البحرين تعاني هي الأخرى وتُستهدف في هرم السلطة من قوى التطرف والتشدد الديني والطائفي، وفي مقاومة منطقية لهذه الأحداث أعلن العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن إصلاحات دينية تهدف إلى تخفيف حدة التوتر والتشدد الديني والنزعة للتعايش بين طوائف المجتمع، والعمل على كشف نقاط الخلل في المجتمع تلك التي تزرع التطرف والمناطق المظلمة التي تنمو فيها بذور التطرف السوداء.
ولا شك أن الوعي بهذه الرؤية جزء أساسي من حل المشكلة، ذلك أن كثيرا من مشاكل الأمم والشعوب هو إما التغافل عن هذه المشاكل وتجاهلها أو التأخر في مواجهتها، أضف إلى ذلك عدم وجود برامج حقيقية وجوهرية للتغيير.
إن فكرة مملكة البحرين حول التغيير، ومحاولة قيادة دفة التحولات الدينية نحو مسارها الصحيح هو التدخل الحكومي المشروع للضلوع بأعباء الدولة في مواجهة نقاط الخلل في بيئتها، فهي الراعي لأفراد المجتمع، وأي تخاذل عن أداء الرسالة من شأنه أن يقلقل هدوء المجتمع وربما صار تأثيره سيئاً على الدولة نفسها، أي من القاعدة للهرم، كما في حالات السعودية والبحرين صاحبتا التاريخ المشترك، أو العكس تماماً كما في إيران.
ولذلك أرى أن رؤية البحرين رؤية تقدمية وجميلة جداً تقاطعها في الرؤية تماماً رؤية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وهو يتبنى الرؤية المزدوجة، وهي القبض على عناصر التطرف في المجتمع، ومن ثم إدخالها في برنامج الإصلاح والتثقيف الديني الحقيقي الذي يحول بينهم وبين العودة للتطرف مرة أخرى، وذلك من خلال "برنامج المناصحة" هذه البرامج من شأنها تكريس الأفكار إلى برامج عملية إصلاحية متطورة تخفف أو تلغي من الأنظمة المتطرفة النامية تحت المناطق المظلمة في المجتمع والتي تستغل النزعة الدينية المحافظة لدى الشباب والبنات، والخليج بصفة عامة عانى كثيراً من لغة التطرف، بسبب الميل الشديد لدى الناس نحو الدين والعاطفة الدينية، ولذلك جاءت رؤية ترشيد الميل المحافظ كهدف أساسي نحو الوسطية والتي هي أحد مقاصد الإسلام المهمة.
إنني أقف احتراماً للتجربة البحرينية على مستواها السياسي والشعبي في مقاومة التطرف والإرهاب والمخططات الغادرة، وما هي إلا امتداد لاستراتيجية الشقيقة المملكة العربية السعودية في التصدي لقوى الظلام التي تحاول أن تحط رحالها في المنطقة مستغلة تلك الأجواء المشحونة في بلدنا، حمى الله بلادي من عدوان الفكر المظلم، وحمى شقيقتنا البحرين، ولعل ما يحدث يكون تنبيها لبقية دول المنطقة لعمل جدار منيع ضد التطرف والمتطرفين.