جريدة الجرائد

لماذا حميدان التركي بالذات ؟!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خلف الحربي


لا أظن أني بحاجة للتأكيد بأنني أتمنى من كل قلبي إطلاق سراح المواطن السعودي حميدان التركي، وأسأل الله أن يعيده سالما لأسرته وأبنائه في أقرب وقت، ولكن السؤال الذي لا أستطيع تجاهله هو: لماذا حميدان التركي دون غيره الذي تدار من أجله كل هذه الحملات رغم وجود عشرات السجناء السعوديين في الخارج؟، لماذا لا تكون هناك حملات مماثلة لإطلاق سراح المواطن عبد الرحمن العطوي ــ مثلا ــ الذي احتجزته السلطات الإسرائيلية وحاكمته، رغم اعترافها بأنه لم يرتكب جريمة تستحق الذكر وأن كل ما فعله هو تجاوز الحدود عن طريق الخطأ؟!.
ما من شك أن الروح الإيجابية التي تتمتع بها أسرة حميدان التركي كان لها دور في إحياء قضيته بين وقت وآخر، وهي روح تستحق الإعجاب والتقدير من هذه الأسرة الكريمة التي تسعى لإخراج أحد أفرادها من السجن بأي وسيلة كانت، ولكن مشاركة العديد من الشخصيات العامة في هذه المساعي إضافة إلى الاهتمام الواضح من قبل بعض مواقع الإنترنت بقضية حميدان هو ما يدفعني للتساؤل: لماذا لا توجه مثل هذه الجهود لمساعدة أي مواطن سعودي آخر مسجون في الخارج؟!، ولماذا تبقى هذه (الفزعة) حكرا على حميدان دون غيره؟!.
فبرغم أن الحكم الذي أصدرته إحدى المحاكم الأمريكية بحق حميدان يبدو قاسيا جدا إلا أنه على الأقل حظي بفرصة الدفاع عن نفسه أمام محكمة علنية، بينما يقبع بعض المواطنين السعوديين في سجون عربية وأجنبية دون محاكمة لمجرد الاشتباه بانتمائهم لتنظيمات إرهابية دون أن يتحرك أحد لنصرتهم على الصعيد الشعبي، ولولا المساعي الحثيثة التي تبذلها الجهات الحكومية المختصة من أجل الإفراج عنهم لطواهم النسيان، فلماذا لا يتبنى ناشطو الإنترنت قضيتهم مثلما تبنوا قضية حميدان؟!.
سأفترض جدلا أن عدم التعاطف مع هؤلاء يعود لكون الاتهامات الموجهة إليهم ليست جنائية، وبالتالي يكون الخوض فيها مسألة شائكة (رغم أن المتعاطفين مع حميدان يؤكدون دائما أن قضيته سياسية وليست جنائية!) لأشير إلى أنه يوجد سجناء سعوديون أدينوا في الخارج بسبب اختلاف القوانين في البلدان التي تواجدوا فيها (تماما مثلما حدث مع حميدان)، أو بسبب قضايا مالية بسيطة أدت الى الزج بهم في زنازين بعيدة عن الوطن، فلماذا لا تسعى هذه الشخصيات العامة وناشطو الإنترنت لمساعدتهم عن طريق توكيل محامين لهم أو إطلاق حملات لجمع الأموال من أجل حل قضاياهم المالية؟، أليسوا مواطنين سعوديين مسجونين في الخارج مثلهم مثل التركي؟!.
من حق المتعاطفين مع حميدان أن يؤدلجوا قضيته كيفما شاؤوا وأن يحولوها إلى فصل من فصول صراع الحضارات، أنا لا أعترض على طريقتهم في التعاطي مع هذه القضية وأحترم وجهة نظرهم، رغم تحفظي على حملاتهم التي أرى أنها موجهة للداخل السعودي أكثر من كونها موجهة للداخل الأمريكي، وبالتالي لن يستفيد حميدان منها شيئا، ولكنني فقط ألفت نظرهم إلى أنهم يرددون دائما بأن حميدان التركي ذهب ضحية التمييز والعنصرية، وبقاء حملاتهم حكرا على حميدان دون غيره هو لون من ألوان التمييز والعنصرية!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف