جريدة الجرائد

موقف حميدان أهم من الفيلم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صالح إبراهيم الطريقي


حين أراد الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" تحسين صورة أمريكا عند العرب، هذه الصورة التي شوهها الرئيس الابن "بوش"، تعلم "أوباما" خطابنا ليؤثر علينا، وهذا ما حدث في مصر، فخطابه اعتمد على الإنشائية، وتحدث عن أحلامه بعالم خالٍ من الحروب، وبتحقيق العدل، واستشهد بالقرآن الكريم والسنة النبوية، ليبهر ويؤجج المشاعر العربية.
لم يقدم "أوباما" حلولا عملية ولا وعودا لأحد ربما لأن القضية أعقد من أن تحل، أو هو لا يستطيع تقديم حلول عملية بسبب سلطة اللوبي اليهودي في أمريكا والمساند للعدوان الإسرائيلي، ومع هذا كان لخطابه أثره الكبير في الشارع العربي، لأنه استخدم لغة يفهمها ويتأثر بها الإنسان العربي.
وحين أراد بعض المجتهدين مخاطبة الرأي العام الأمريكي عن طريق الرئيس "بارك أوباما" في فيلم "أوباما أطلق حميدان"، لم ينتبهوا أن الخطاب الذي يؤثر في مجتمع ما ليس بالضرورة أن يؤثر في مجتمع آخر، وأن لكل مجتمع خطابه الخاص والمؤثر فيه.
ففيلم "أوباما أطلق حميدان" لم يظهر الأستاذ حميدان التركي أو من ينوب عنه محددا موقفه، ليحرك مشاعر المجتمع الأمريكي، ليفكروا بمعاناة والدة وزوجة وأبناء حميدان، ويقبلوا فكرة إطلاق سراحه قبل انتهاء المدة دون أن يواجه الرئيس الأمريكي ضغوطات من الرأي العام ستؤثر على حزبه في الانتخابات، ولكن ما هو موقف حميدان؟
فنحن نرى أن كل ما قام به "حميدان" محاولة المحافظة على الأوراق الثبوتية "للخادمة"، أيضا عدم تمتعها بإجازة أسبوعية أمر يدخل ضمن الحفاظ عليها كما يفعل جلنا مع الخادمات خوفا من أن يتعرضن للأذى أو ينتشر الفساد في المجتمع.
في نفس الوقت لا يستطيع الإنسان الأمريكي فهم هذه الفكرة، وسيطرح دائما السؤال: "ما الدافع من أخذ إثباتات شخص والاحتفاظ بها، وأن هذا العمل يدخل ضمن تقييد حرية الإنسان، أو كما قالوا اختطافها؟
أخيرا .. هل تعاملنا مع الخادمات هو الصواب، إذ يحتفظ الكفيل بالأوراق الثبوتية، ونادرا ما يمنحها إجازة أسبوعية خوفا عليها أو منها، أم تعاملهم هم هو الصواب؟
كل منا يرى أن ما يقوم به هو العدل أو يحقق المصلحة العامة، ولكل منا مفهومه الخاص، ويبقى السؤال الذي علينا أن نطرحه دائما: "أين يكمن العدل ليس في قضية حميدان مع الخادمة فقط، بل في كل ما يحدث"؟
فالمجتمعات تزدهر وتنمو بالعدل، فيما غياب العدل يجعلها تذبل، ويفتتها أنين أفرادها الذي يملأ الفضاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف