جريدة الجرائد

الفتنة الإسلامية أشد فتكاً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

غسان حجار

في مصر يتهاوى العيش الإسلامي المسيحي شيئاً فشيئاً، وفي العراق، المثخن بجراحاته، يشهد المسيحيون والمسلمون على السواء أوضاعاً مأسوية تطال الكنائس والمساجد، وحافلات الحجاج، حتى صار المشهد مألوفاً، وأرقام تعداد القتلى كأنها عدادات تاكسي أو دواليب اليانصيب وطابات اللوتو. في بلد الرافدين، واقعة مذهبية، تمكن الأكراد من التحوط منها، وأصابت المسيحيين بجروح لا يمكنهم مقاومتها والشفاء منها.
لكن أزمة المسيحيين العرب، ليست الا جزءاً من المأساة الكبيرة، وهي الصراع المذهبي السني الشيعي، الذاهب الى تمدد يعوض انتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي سابقاً.
فبعد "التنبؤ" بصراع الحضارات، وأحداث 11 أيلول 2001 الإرهابية في نيويورك، وانجرار البشرية نحو صراع الأديان، ومختصره المواجهة بين المسيحيين في الغرب والمسلمين في الشرق، بدا ان الثمار، وان بأشكال مختلفة، لم تتفجر كفاية خدمة لمصالح الصهيونية العالمية، لذا كان الصراع المذهبي الذي لن ينطفئ في المدى المنظور، وقد بدأت مؤشراته تتوالى وتتصاعد.
فقد حظرت الكويت أول من أمس الأحد التجمعات العامة في البلاد للحد من تصاعد التوتر بين الشيعة والسنة، على خلفية تصريحات أدلى بها ناشط شيعي في الخارج، وقال رئيس الحكومة الكويتية بالإنابة الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح محذراً من اشعال الفتنة "لم نعد نستطيع السكوت بعدما رأينا ان السكين وصلت الى العظم والخطر وارد وموجود".
وفي البحرين، صراع سني شيعي ينفجر ارهاباً، وتراه في أحياء لم تعد الدولة قادرة على ضبطها، كأنها مخيمات أو كانتونات خاصة خلال الليل. والملك حمد بن عيسى آل خليفة يعتبر ان الإجراءات التي يتخذها لمكافحة "الإرهاب" تتوافق والإرادة الشعبية. وفي السعودية تهميش ومحاولات احتواء لأبناء الطائفة الشيعية الذين يعتبرون أنفسهم مقصيّين من السنة عن المشاركة في الحياة السياسية، ومناطقهم محرومة من الإنماء على مدى عقود من الزمن.
ناهيك عن المواجهات التي تتخذ البعد المذهبي في اليمن مع القاعدة من جهة، ومع المتمردين الحوثيين الشيعة في الشمال الذين يتهمون السعودية بضرب قراهم على الحدود معها، وقد أيدتهم ايران في هذه التهم العام الماضي.
ماذا عن لبنان الذي يزداد فيه الحديث عن فتنة بدأت تتسلل، وقد ظهرت آخر بوادرها في أحداث برج أبي حيدر حيث لم ينفع السلاح الواحد، والتحالف مع دمشق، والتوجهات المشتركة في نزع الفتيل السني - الشيعي، ولمن لا يريد ان يعترف فقد فاخر أهل بيروت السنة بقدرة جمعية المشاريع "الأحباش" على "اصطياد" مسؤول في "حزب الله"، وانتشر المسلحون في معظم الشوارع لمساندة "الأحباش" اذا ما تمددت المعارك رغم الخلاف والتباعد مع أنصار هذه الجماعة.
وفي الأيام الماضية ارتفعت وتيرة الخطاب الطائفي المذهبي، واذا كانت له مبرراته الاستفزازية ومبادرات الاستقواء بالسلاح، فإن الرواسب الناتجة، ليس من السنين الخمس الأخيرة كما يدعون، بل من الأعوام الثلاثين الأخيرة، كافية لأن تقود الناس الى مواجهات طائفية مذهبية، لا يعود معها عدد المقاتلين وكميات السلاح أموراً مهمة، لأن الذهاب الى "عرقنة" هذه المرة، لا الى "لبننة"، سيطيح بالجميع. واذا كانت المواجهات اسلامية اسلامية، فإن المسيحيين لن يسلموا منها، وسيجبرون على تنفيذ المخططات الأميركية الإسرائيلية لتهجيرهم، وهو ما رفضوه في منتصف سبعينات القرن الماضي.
والذهاب الى "عرقنة" لبنان بالفتنة الإسلامية الإسلامية أشد فتكاً بالبلاد من كل الحروب الأخرى، وهو لا يخدم الا اسرائيل... فحذار من التحول "عملاء" بإرادة أو... بإرادة أيضاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ميراث القتل المستمر
ابو الرجالة -

لا تساوي بين القاتل والضحية من فضلك هذة صفحة من صفحات معاوية الدموية ومن ورثة من الوهابيين ( الكامل في التاريخ بابن الأثير الجزء الثاني ذكر مقتل الحسين رضي الله عنه. تاريخ الطبري سنة 60 هجرية باب ذكر مسير الحسين إلى الكوفة. جاء في البدء والتأريخ المطهر بن طاهر المقدسي قال : يوم عاشوراء وهو يوم الجمعة قتل فيه الحسين ومعه تسعة عشر إنسانًا من أهل بيته .. فقتل الحسين عطشان وقتل معه سبعة من ولد علي عليه السلام وثلاثة من ولد الحسين وتركوا علي بن الحسين وهو علي الأصغر لأنه كان مريضًا فمنه عقب الحسين عليه السلام إلى اليوم وقتلوا من أصحابه سبعة وثمانين إنسانًا ... رماه الحصين بن تميم في حنكه وضرب زرعة بن شريك كفه وطعنه سنان بن أنس بالرمح ثم نزل فاجتز رأسه وأوطأ الخيل جثته وساقوا علي بن الحسين مع نسائه وبناته إلى عبيد الله بن زياد فزعموا أنه وضع رأس الحسين في طست وجعل ينكت في وجهه بقضيب ويقول ما رأيت مثل حسن هذا الوجه فقط فقال أنس بن مالك أما أنه كان يشبه النبي صلعم ثم بعث به وبأولاده إلى يزيد بن معاوية فذكر أن يزيد أمر بنسائه وبناته فأقمن بدرجة المسجد حيث توقف الأسارى لينظر الناس إليهن ووضع رأسه بين يديه وجعل ينكت بالقضيب في وجهه.. فقام أبو برزة الأسلمي فقال أما والله لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذًا لربما رأيت رسول الله صلعم يرشفه وقتل الحسين عليه السلام سنة إحدى وستين من الهجرة وكان بلغ من السن ثمانيًا وخمسين سنة وكان يخضب بالسواد.) كان الله في عون الشيعة والمسيحيين والاقباط من يتحملوا وزر تهور اخوانهم في الوطن وندعوا الله ان يفوقوا قبل ان نصبح كلنا جثث

الرياض
علي حسن المجيد -

الشيعه ليس لهم هم الا قتال السنه وسب الصحابه وإمهات المومنين ولكن اذا استيقظ العملاق السني فلا أعتقد أن يكون للشيعه وجود بين مليار ونص مليار سني استشهادي

الأعوام الثلاثين
dr gilak -

لقد اجاد الكاتب حين اشار الي ”الأعوام الثلاثين الأخيرة” التي تساوي الاشارة الي حكم الآيات في ايران في هذه الثلاثين. نعم، لاتتجاهلوا بدور النظام الايراني الحالي في اشعال الفتن بذرايع دينية و بغية توسيع هيمنتها علي الجميع في المنطقه خاصة و العالم الاسلامي عامة. فاذن تبرز الحلّ التي لايكون الا بتكاتف العقول الواعية مع صراخات الشعب الايراني و ممثلي كفاحها للجم ارباب الاديان و الفرق من التدخل في امر الحكم علي البلاد. و مثل هذا عند ما تتحقق في ايران لنجد مثلا يقتدي بدل شرور لا تحد بالحروب و الصراعات...