جريدة الجرائد

أحداث البحرين.. لمجابهة تصدير الثورة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


وفيق السامرائي


مرة أخرى كشف الأمن البحريني معلومات عن مخططات إرهابية خطرة، تعطي بمجملها انطباعا واضحا عن النهج الأساسي لما يسمى "تصدير الثورة الإسلامية". ودأبت القيادة البحرينية على تفادي ذكر الجهة الخارجية الداعمة والمحرضة على هذه الأفعال، لعدم مساعدة الموقفين الإقليمي والدولي على تصادم دولة صغيرة مع جهة مارقة، فضلا عن أن هذه الجهة معروفة للجميع.

قبل ثلاثين عاما أطلقت إيران شعار تصدير الثورة. وفي ذروة حرب السنوات الثماني، وعندما أعمى غرور مكتسبات تكتيكية بصيرة بعض المسؤولين غير المؤهلين لقراءة المواقف الاستراتيجية، وزعوا خرائط كتبت عليها عبارة "كربلاء طريق القدس" ورسموا علامات الطريق. ولم يكتفوا بهذا القدر، بل أطلق قائد القوات البرية وقتئذ الجنرال صياد شيرازي تصريحا قال فيه إنه سيصلي الجمعة القادمة في كربلاء، فيما كانت قواته تواجه إرادة دفاعية غير عادية. وبعد نحو ثلاثة عقود ساعدت فرص الزمن السيئ قيادات منهم على التجول في كربلاء وتبين كذب شعاراتهم.

لقد تقوقعت نشاطاتهم في غزة، وارتبكت مخططاتهم في لبنان، وتكبد "أنصارهم" في اليمن خسائر فادحة، ولم يكتفوا بما حققوه في العراق. فرموا بثقلهم لزعزعة استقرار البحرين بمخطط شامل خطير ينبغي ربط حلقاته وعدم أخذها مجزأة. بدءا مما سبق إعلانه عن قضية الوزير، ووصولا إلى ما أعلن عن كشف شبكة إرهابية، وما حدث بعدها من تفجيرات استهدفت الإخلال بالأمن العام، ووقف تقدم مملكة تسير بخطوات ثابتة على كل الاتجاهات، بما في ذلك تعزيز ديمقراطية متوازنة تحافظ على الهوية الوطنية والقومية.

المسؤولون عن تصدير الثورة لا يملون ولا يكلون، لأنهم ليسوا أفرادا ولا خلية أزمات مؤقتة، بل مؤسسات ضخمة وضعت تحت تصرفها إمكانات كبيرة، وتعمل تحت سقف مرتفع من الصلاحيات التي لا صلة لرئيس الجمهورية بها.

ومع أن الأجهزة الأمنية العربية عموما أثبتت كفاءة عالية في رصد وتتبع عملاء فيلق القدس، ومع وجود عمليات تنسيق أمني واستخباري بين دول الخليج، فإن أبعاد الهجمة تتطلب تعميم ثقافة المعرفة عن أساليب الخداع والتوريط والإغواء. وإعداد سيناريوهات لأسوأ الاحتمالات وتحويلها إلى ممارسات تدريبية على طريقة "لعبة الحرب".

وعلى الرغم من أن البحرين مستهدفة بشكل رئيسي في منطقة الخليج لأسباب واضحة، فإن الآخرين ليسوا بعيدين عن المخططات. وهناك أكثر من دولة مرشحة لكشف حالات مماثلة نسبيا، يفضل الإعلان عنها، لأنها لن تكون بعيدة عن التداول المحلي، إذا ما جرى اتخاذ خطوات قانونية تجاه المعنيين. وما عملية الكشف البارع لخلية التجسس والتخريب في الكويت في أبريل (نيسان) الماضي إلا دليل على وقوع الخليج كله تحت المارقين.

لقد خضعت الجمعيات الخيرية في دول الخليج لرقابة محلية وأميركية، ولم يرد ما يشير إلى أن مؤسسات "الخمس" تخضع لتدابير مماثلة. وربما يكون نقل الأموال خارجيا أكثر خطرا من صرفها داخليا، لأنها قد تصل في النهاية إلى الجهات المقصودة، وجحور تخطيط الإرهاب في طهران ليست بعيدة عن الجهات المعنية.

ما يحدث في البحرين يثبت صعوبة التعايش بين النظام الإيراني والمحيط العربي، والبلد الذي لم يتحرك ضده عملاء المخطط لن يكون مستثنى كليا، بل إلى أجل معين. فكيف سيكون الحال لو هيمنت إيران في المحصلة النهائية على العراق وبلغت غايتها النووية؟

الموقف يتطلب وضع إيران بنظامها الحالي، على أعلى درجة من سلم الاهتمامات، وتشديد الإجراءات الأمنية، ومنع نشر الأفكار التحريضية، ووقف السجالات الطائفية عبر وسائل الإعلام، وتقييد السلوك الخاطئ من حرية الترويج الديني.

ومن أهم ما ينبغي التركيز عليه هو: تقوية بناء أجهزة الأمن والقوات المسلحة، وتعزيز أذرع النفوذ الاستخباري إلى مراكز التخطيط والتوجيه، وعدم الاكتفاء باتخاذ تدابير حماية محلية، والعمل مع المجتمع الدولي لفرض تطبيق صارم للعقوبات على النظام الإيراني، وجعله يدفع ثمنا لإصراره على اتباع سياسة التحدي. وعدم الأخذ بالتقديرات الخاطئة أو المجاملة للنظام، التي تتحدث عن أن العقوبات تقوي النظام وتضعف معارضيه، وما إلى ذلك من الرؤى والأفكار السطحية. فالعقوبات المصوبة بالاتجاه الصحيح تضعف قدرة النظام، وتشجع المعارضين الصادقين على الحركة، وتتيح فرصا قوية للضغط الشعبي، فضلا عن دفعها المزيد من الدبلوماسيين إلى تبني مواقف انحياز لحركة المعارضة الديمقراطية، فيتآكل النظام من داخله وفي محيطه.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
آن الاوان
بوسالم ١ -

الدول العربية التي بها آقليه من الاخوه الشيعه ، يجب عليها مراجعة استراتيجيتها نحو اهداف ايران لزعزعة امن تلك الدول بعد ان فشلت داخليا و خارجيا ليس في تصدير الثورة بل ; الثوارة ; وهي غباء الدول ،، لو فكرت في مستقبل ابناء شعبها و رخاءه و تطوير البلد من اوموال البترول لكان افضل من تبذير ثرواتها في امور لا فائده منها . لكن تلك مشكلتها ،، اما مشكلة الاخوه الشيعه فهي الوسيله التى تعتمد عليها ايران في زعزعة استقرار بلدانهم و التي من المفروض ان يكونوا هم اول من يجابهوها و يكشفوها للملا ،، و الا ما معنى ان تكون مواطن لك حقوق و عليك واجبات .الذين يسهلوا تلك المهام هم خونه للاوطانهم ،، و الخائن معروف مصيره في كل تشريعات دول العالم .و يجب ان تطبق تلك التشريعات لقطع دابر الخيانه و هي في مهدها .

شكرأ
بنت العرب -

شكرأ للكاتب فقد أصاب الهدف في الصميم ..

الخطر الايراني
محمود معوض -

مادامت ايران موجوده علي الخريطة اذا فكل الدول العربيه والاسلاميه في خطر ومادام ولاء الشيعه العرب لايران وليس الي اوطانهم فانتظروا الخيانه في كل ساعه من جانبهم والعراق ليس ببعيد اذا فلابد من محاربة كل ما هو ايراني والوقوف ضدها في كل المحافل ولابد من البحث الدائم عن اضعاف ايران بكل شكل فهي اخطر من اسرائيل علي العرب والمسلمين بفكرها الثوري والتخريبي واول طريق الحل هو ان تظهر ايران وجهها الخبيث ليراه العرب من شيعه وسنه ليعلموا انهم يبحثوا عن مجد كسرا بن هرمز ويريدو الانتقام من العرب ممن اضاعوا امبراطوريتهم

لا تتدخلوا فينا
أبو كرار البحراني -

اشكر الكاتب على حرصه على امن البحرين وسلامتها من كل الشرور... ولكن وجب التوضيح بخصوص الأحداث الأخيرة في البحرين اود ان الفت إنتباهك لأمر مهم بأن المتهمون لم يحاكموا بعد ولم تثبت التهمة ولم يرسلوا للمحكمة أصلاً، فرجاءا يأخوتنا العرب اهتموا بمشاكلكم وبعدها ترأفوا علينا بسكوتكم لأنكم أن فتحتم افواهكم سوف تنطقون كفرا!! وتصدير الثورة نكتة قديمة لم يقبل بها شيعة البحرين العرب الذين أعطوا الشرعية لآل خليفة على حكم ايران

لم ينشر تعليقي.؟
أبو كرار البحراني -

لم ينشر تعليقي.؟ أين هي حرية الرأي؟؟ للأسف ; ما هو المطلوب منا؟؟

احترم الشعوب
راهب -

وفيق السامرائي ماذا تعلم انت عن الوضع في البحرين لتتحدث بهذه الطريقة التدليسيه. ان عدائك لايران لا يعطيك الحق بالتحدث فيما لا تفقه فيه شيئا. ارجو منك عدم التدخل في شئون الآخرين خصوصا اذا لم تكن تملك معلومات كافية او مضللة.

وفيق ومن معه
صافي النجار -

لم تكن تتحدث هكذا ، حين لبست جلد الحمل بعد خروجك على سيدك صدام كمدير لجهادز استخباراته ودخلت لعبة المعارضة العراقية ، وبدأت تتحدث عن الشيعة وكأنهم أصحاب الحق بالسلطة والوطن وتتملقهموالآن بوعد ذهاب احلامك وذرتها الرياح بدأت تتهجم على العراقين وتصفهم بالشيعة ودخلت لعبة الغرف من طبق الطائفية التي يطرب لها حكام الخليجألم يجنس البحرين كل أفراد جهازك من المخابرات العراقية لقمع ابناء شعبهم من طائفة الشيعةعليك الخجل ياوفيق وكفى تدمير لهذه الامة التي دمرتموها زمن طويل

سلامتك يابحرين
بلبل البحريني -

ياأخوان البحيرن بخير ولا تهنوا ولا تستسلموا ..فالولاء للخليفة أولا قبل أيران..الشيعة في البحرين ليسوا أقلية وأنما هم الأغلبية ..المشكلة الأخرى هي لجوء أتباع صدام حسين رحمه الله للتحليل والنقد وطرح المواقف وهؤلاء هم سبب الفتنة في الصحف نتيجة مايكتون ويكذبون ويفتنون ويفرقون وليس أيران..أيران لا تحتاج الى البحرين لأن مافيها يكفيها وهي دولة مركزية ديمقراطية ثابتة بنى أسسها السيد الخميني رحمه الله ..لقد كثر الذين يتغنون بأسمك ياوطن واتهموا أيران حتى قبل أن تحين ساعة المحاكمة ولو خرج المصريون غدا يطالبون بالخبز لأتهموا أيران بالتحريض أيضا ..هذه هو حال العرب..لكن أسفي على الزمن الذي حوّل المجرمين والقتلةالى كتّاب ومحللين..مع الحب

iran=isreal
saud -

ايران بكل شكل اخطر من اسرائيل علي العرب والمسلمين بفكرها الثوري والتخريبي

افلاس
حسام جبار -

قبل سنوات قليلة كان يكتب فقط عن الضربة الصهيونية للمفاعلات النووية الايرانية وبعد الافلاس من هذه الامنية راح يحشر انفه بما لايفقه فيه شيئا !!!

الاخوة البحارنة
بوسالم ١ -

الاخوة البحارنة الذين كتبوا انهم ولائهم للبحرين و هم صوتوا لآل خليفه و ليس ايران ،، ذلك صحيح لكن ما لم تقولوه هو تم ذلك في عهد الشاه و كنتم مع اصحاب العمائم ضده ،،و اليوم غير هي بلاد احفاد الخميني و العايشين على المسبه ،، تلك الدسائس لا تنطلي على الفاهم ،، نعم ليس كلكم تأخذوا الاوامر من المجوس الصفويين لكن الاغلبية منكم .