جريدة الجرائد

فرحون بالانفصال.. لماذا؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هاشم عبده هاشم

** تتورط بعض الهيئات والمنظمات الدولية كثيراً..حين تزج بنفسها في القضايا الوطنية الحساسة.. وتعبر(بفجاجة)عن مواقف لا تخدم أهدافها ووظائفها.. ولا تنسجم مع حقوق ومصالح الدول والشعوب المعنية..

** وقد استغربت كثيراً.. تصريحات(نائبة رئيس البنك الدولي للشؤون الافريقيه السيدة (اوبيا غلي أزيكويلي)التي زارت جنوب السودان في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الماضي وصرحت بحماس كبير قائلة ..(عندما تنال دولة استقلالها نقوم باستعجال إجراءات قبولها كعضو في البنك الدولي وفي صندوق النقد العالمي ..لهذا سنقوم بنفس الأمر نحو جنوب السودان المستقل)

** والمسؤولة الأممية..مع كل الاحترام لمركزها الدولي..إلا أنها جسدت مستوى عالياً من الغباء السياسي..حين بدت فرحة بالانفصال المتوقع في الجنوب السوداني.. وتحوله إلى دولة مستقلة حتى قبل أن يقول شعب السودان كلمته في هذا الأمر في يناير القادم ..

** ولعلم السيدة (اوبيا غلي) فإن انفصال جنوب السودان عن شماله- لا سمح الله-لا يبعد كل البعد عن نمط التفكير الذي عبرت عنه..كذلك يتعارض مع السياسات التي يفترض أن الأمم المتحدة هي الحاضن الأول والمصدر لها والحامي لحمى الشعوب وإرادتها واستحقاقاتها ..

** فالسودان الدولة..والسودان الشعب..والسودان التاريخ..لم يكن طرفا استعمارياً قد فرض وصايته على هذا الجزء من البلاد.. وجاء الوقت الذي ينسلخ عنها.. وينال استقلاله منها..فيصبح دولة كاملة السيادة..موفورة الاستقلال.. لان السودان بشماله وجنوبه ووسطه وشرقه وغربه دولة واحدة..وموحدة..وذات تاريخ عريق..وما يحدث الآن هو أن هناك من يسعى إلى تفتيت الدول العربية.. وتقسيمها ويعمل على إضعافها بتحويلها إلى دويلات صغيرة..وضعيفة..ومتناحرة..حتى لاتقوى شوكة هذه الأمة..ويصلب عودها..وتصبح مترابطة الأجزاء.. بحيث يحسب لها ألف حساب..

** ومع كل الاحترام للمسؤولة الأممية..فإن هذا التصريح ما كان يجب أن يصدر عنها وهي التي تمثل الأمم المتحدة من خلال واحدة من أهم مؤسساتها المالية والنقدية في العالم.. فتتحدث بمثل هذه اللغة الجارحة لهذه الأمة..ولشعب السودان الشقيق..ولأبناء الجنوب السوداني الذين يدركون الأسباب الحقيقية الكامنة وراء دعم وتشجيع البعض لعملية الانفصال.. ولا أقول الاستقلال..

** لأن الاستقلال كما نعرف..هو مرادف لانتهاء فترة استعمارية..تعرض لها بلد..أو جماعة سكانية ذات هوية تاريخية محددة..

** وما حدث أو سوف يحدث في السودان هو(تقطيع أوصال)وتمزيق تاريخ..وتفكيك وطن..ولا حول ولا قوة إلا بالله..

***

ضمير مستتر:

**(الوجوه العارية تكشف عن خزيها..عند أول مواجهة لها مع الحقيقة).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف