جريدة الجرائد

كيف مواجهة "القاعدة" في اليمن؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خيرالله خيرالله

لا يزال اليمن في واجهة الاخبار. لا يمرّ يوم من دون كلام او خبر عن الوضع اليمني الذي يمكن وصفه بانه وضع قابل للمعالجة متى توافرت الظروف الكفيلة بذلك... قبل فوات الاوان طبعا. ما نشهده اليوم على الصعيد اليمني يتمثل في محاولة هذا البلد الذي يمتلك حضارة عريقة الخروج من ازمته على الرغم من تضافر عوامل عدة تساهم في استمرار تلك الازمة. تأتي على رأس هذه العوامل الامكانات المحدودة المتوافرة لدى السلطة اليمنية من جهة والوضع المضطرب في الشمال والجنوب من جهة اخرى.
يخوض اليمن حروبا حقيقية على جبهات عدة. هناك التمرد الحوثي في الشمال الذي يؤمل بان تكون الجهود القطرية وضعت حدا له في ضوء الاتفاق الاخير الذي تم التوصل اليه بين الحكومة والحوثيين. الى الآن لا يزال الاتفاق ساريا، وبات في الامكان الكلام عن تحسن نسبي للوضع في محافظة صعدة والمناطق المحيطة بها وعن نجاح قطري في منع نشوب حرب سابعة بين الجانبين، يبدو البلد في اشدّ الغنى عنها.
وهناك جبهة الجنوب حيث يسعى ما يسمى "الحراك السلمي" الى عودة الانفصال، او ما يسمى يمنيا عهد التشطير، وكان التشطير الذي يعني وجود دولة في الشمال واخرى في الجنوب شكل يوما حلا لمشاكل اليمن !
وهناك الفقر الذي تساعد في انتشاره ظاهرة النمو السكاني ذات الطابع العشوائي وهي ظاهرة تهدد باحباط اي محاولة لتحقيق نمو على الصعيد الاقتصادي. وهناك البرامج التعليمية البالية والمتخلفة التي تساعد في انتشار ظاهرة التطرف الديني التي كان المجتمع اليمني يرفضها في الماضي.
وهناك ما هو اخطر من ذلك كله، اقله بالنسبة الى المجتمع الدولي، وهو الوجود القوي لتنظيم "القاعدة" في مناطق يمنية عدة خصوصا في مأرب وشبوة وابين. وكان ملفتا انه لا يمر يوم الا وتشهد ابين صدامات بين الجيش اليمني وعناصر تابعة لاجهزة امنية من جهة وارهابيي "القاعدة".
كان مهما ان يعلن "الحراك" ان لا علاقة له بـ"القاعدة". ولكن ما قد يكون اهم من ذلك بكثير ترجمة هذا الكلام الى افعال، خصوصا انه يتبين يوميا ان "القاعدة"، بكل ما تمثله من اخطار على اليمن وعلى المنطقة كلها، تعتبر المستفيد الاول من اي اضطرابات تقع في اي منطقة يمنية.
بكلام اوضح، ان المواجهة الدائرة بين عناصر "الحراك" وقوات الامن اليمنية تصب بشكل مباشر في مصلحة "القاعدة" وتشكل تهديدا للاستقرار في اليمن وتهديدا لكل مواطن يمني يسعى الى العيش بسلام في وطنه ويؤمن في الوقت ذاته بان للمجتمع اليمني قيمه التي تتناقض كليا مع ما تحاول "القاعدة" فرضه من تخلف في كل حي وفي كل بلدة او مدينة قد تقع يوما تحت سيطرتها. من في حاجة الى دليل على ذلك، يستطيع العودة الى ما حدث في افغانستان في عهد "طالبان" حيث منعت المرأة من دخول المدرسة. وعلى من لم يقتنع بذلك ولا تزال لديه اوهام في شان "طالبان" وممارساتها، التفكير مليا في ما يجري في الصومال حاليا.
ليس كافيا التبرؤ من "القاعدة" حتى لا يعود لها تأثير في اي محافظة يمنية، خصوصا في الجنوب. وليس كافيا ان يقول قادة الحوثيين ان هناك تناقضا فكريا ومذهبيا بينهم وبين "القاعدة" ومن يقف وراءها. هناك على الارض اجواء تشجع "القاعدة" على التوسع في اليمن. ولا بدّ في هذا المجال من الاعتراف بان هذا التنظيم الارهابي استفاد في مرحلة معينة من تواطؤ بعض الاوساط القريبة من السلطة للاسف الشديد.
هناك في المرحلة الراهنة وعي على كل مستويات السلطة لخطورة "القاعدة" وضرورة اجتثاثها من جذورها. هذا ليس كافيا نظرا الى ان خطر "القاعدة" يشمل كل مواطن يمني من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب. السؤال كيف مواجهة هذا الخطر بدل العمل على تقويض السلطة المركزية او السعي الى المساس بالوحدة. نعم، هناك اخطاء ارتكبت. لكن هذه الاخطاء لا تبرر باي شكل العمل على خلق الفتن بين الشمال والجنوب او بين الشماليين انفسهم من منطلق مناطقي او مذهبي او قبلي...
لا يحل مشاكل اليمن سوى الحوار. شرط ان يكون هذا الحوار في العمق ومن دون عقد ومن دون فيتو على احد. لا احد يستطيع ان يلغي احدا في اليمن. ما حدث بين السلطة والحوثيين اخيرا خطوة مهمة. لكنها خطوة اولى على درب طويل يفترض ان يؤدي الى جعل كل سكان صعدة والجوف وحجة وعمران يشعرون بانهم يلقون اهتماما من الدولة. وما يحصل في الجنوب لا يصب في مصلحة احد في غياب الوعي لاهمية المحافظة على الوحدة تفاديا لمتاهات لا تخدم اليمن واليمنيين بمقدار ما انها تجعل البلد يقترب من الصوملة.
الوضع في اليمن قابل للعلاج، خصوصا اذا اعترف كل طرف بأخطائه. نعم، هناك اخطاء ارتكبت بعد الوحدة وبعد حرب صيف العام 1994، لكن ذلك لا يبرر العودة الى التشطير نظرا الى ان ليس ما يضمن قيام دولة واحدة موحدة في الجنوب في حال المساس بالوحدة.
يبقى ان اليمن مسؤولية خليجية وعربية ايضا. "القاعدة" لا تنمو الا في اجواء البؤس. ما شهدناه في الاشهر الاخيرة، اذا استثنينا الوساطة مع الحوثيين، هو شبه غياب عربي وخليجي عن اليمن. هذا لا يصب حتما في مصلحة اليمنيين ولا في مصلحة دول الخليج العربية الساعية الى محاربة "القاعدة" وقطع الطريق على تسلل قوى غير عربية، خصوصا ايرانية، الى اليمن...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحل فك الاْرتباط؟
ابو عبدالله/جنوب شبه -

يا استاذ انت رجل يكتنفك العداء مع الحق ومع المنطق مع تقديري لشخصك الموضوع ليس بالصورة التي صورتها للقاريء الكريم .... الصورة الحقيقية هي كا التالي :. هناك مشروع وحدة يمنية بين دولتين وشعبين تم توقيع اتفاقياته عام 89م وتم اعلان الوحدة عام 90م هذه المحاولة الوحدوية تعرضت للفشل بسبب ظروف وواقع الشعبين الشقيقين في جمهورية الجنو الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية ... وقد شن نظام صنعاء الحرب على الجنوب مستعينا بالتنظيمات الجهادية والتكفيرية والاْفغان العرب والقاعدة واصدروا فتوى بتكفير شعب الجنوب.... وانتصروا في عدوانهم بتاريخ7/7/94م هذا جزء صغير من الصورة.... ومنذ عام 94م والشعب العربي في الجنوب يخوض نضالا سلميا وحضاريا رغم ان قوات الاْحتلال اليمني تمارس القمع والعنف المفرط والاعتقالات الجماعية /البارحة في عدن وحدها تم اعتقال اكثر من 1000ناشط وقيادي في الحراك ويعلم الله ماذا يحدث هذا اليوم الخميس/ وقد عم الرفض المطلق كل ارجاء الجنوب واصبح الكل يهتف برع برع يا استعمار.... يا اخي الشعب العربي في الجنوب شعب حضاري ضاربة حضاراته في اعماق التاريخ/العربية الجنوبية بمكوناتها حضرموت واْوسان وقتبان وريدان/ هذا الشعب لايمكن خداعه باْحتلال تحت مسمى وحدة غير موجودة النظام في الجمهورية العربية اليمنية حول الجنوب الى ساحة فوضى غير خلاقه واواجد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بهدف ضرب شعب الجنوب وابتزاز دول مجلس التعاون الخليجي وجلب المساعدات الغربية.... وعلى هذا يكون الحل المعقول والمنطقي يا استاذ خير الله هو فك الاْرتباط سلميا والعودة الى خط الحدود الدولية قبل ال22مايو1990م وغير هذا لو قدم العالم كل امواله واسلحته لليمن فاْنه لن يتمكن من اخضاع شعب الجنوب العربي الاْبي شعب التكليفات والمهمات الصعبة وسيعرف العرب والعالم ان هذا الشعب هو عامل امن وعدل واستقرار.

ما ينساه ابو عبدااله
عبدالله -

يا اخ ابو عبدالله، يبدو انك تتكلم عن تجربة حصلت على ارض اخرى غير ارض الجنوب اليمني. منذ الاستقلال وحتى الوحدة في 1990 لم يكن الجنوب سوى مسرح لحروب اهلية. يظهر انك لا تريد ان تتذكر ذلك الواقع وعدد الضحايا بين افراد الشعب اليمني في الجنوب!