جريدة الجرائد

الإرهاب عملة واحدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله بن بجاد العتيبي


الإرهاب عملة واحدة، مهما تشكل وكيفما تلون، وهو ظاهرة اجتماعية جديرة بالدرس والعناية، وكما يوجد في العالم العربي والإسلامي إرهابيون فلدى غيرهم إرهابيون كذلك، من شتى العقائد ومختلف الأمم، ولكننا يجب أن نعترف بأن رافعي راية الإرهاب الأخطر اليوم هم المسلمون، ضد مجتمعاتهم وضد العالم أجمع.
لم يزل الإرهاب حديث العالم منذ سنوات عجاف مضت، ولئن كانت نقطة الاهتمام بمواجهته والاعتراف بخطره لدى الغرب قد بدأت في الحادي عشر من سبتمبر، فإن معرفته والشعور بخطره قد بدأت قبل هذا بسنوات طوال أقدم لدى العالم العربي.
الواجب اليوم هو أنه حين تسعى دول العالم لهذه المواجهة مع الإرهاب فعليها أن تعي ثلاثة عوامل مهمة يعتمدها الإرهاب وينطلق منها ويؤول إليها وهي: الآيديولوجيا، والسياسة، والاقتصاد، فهو يغذي كل الآيديولوجيات الثورية التي تخدمه سياسيا واقتصاديا، وإن اختلف معها آيديولوجيا !
آيديولوجيا: ينطلق الإرهاب من مسلمات رسختها حركات الإسلام السياسي وضخت فيها بقد ما استطاعت، قبل أن يتم تفعيلها من قبل جماعات العنف الإسلامي، وذلك عبر مفاهيم الحق والباطل، المسلمون والكافرون، الجماعة المسلمة والجماعة الكافرة ــ كما كان يفكر سيد قطب ــ وكذلك الشرق والغرب، وانتقلت هذه الآيديولوجيا لجماعات الإرهاب الإسلامي، وعبر عنها كثيرون من قياداتهم، في خطابات وبيانات منشورة في شتى وسائل الإعلام.
سياسيا: لقد تحالفت حركات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان المسلمون، وحركات الإرهاب كالقاعدة وغيرها مع إيران، إيران الدولة التي تمتلك كل الإمكانيات لدعم مثل هذه الحركات، في العراق ولبنان واليمن وأفغانستان وفلسطين، وغيرها..
واقتصاديا: فلدى القاعدة موارد شتى، منها الأوقاف والزكاة والصدقات وغيرها، وبكلمة إنها تستحلب العمل الخيري بشتى الطرق، وكافة الوسائل، وإضافة لهذا فهي تعتمد على الدعم الأجنبي إقليميا المتمثل في إيران، مع استثمارات تحت أسماء مستعارة في شتى أنحاء العالم.
إن مجابهة الإرهاب ليست لعبة في يد مرشح غربيٍ هنا أو هناك، أو قرارات أممية تصدر من الأمم المتحدة، وتوافق عليها دول الإقليم كيفما اتفق، ولكنها حرب طويلة الذيل، تحتاج لكثير من الدراسة والتحليل، والقراءة والتأمل، حتى يمكن الوصول لدراستها تفصيليا، من شتى النواحي ومن مفترق الطرق التي تنتويها.
ستظل القاعدة هاجسا ما دمنا عاجزين عن الاعتراف بخطأ الخطاب الذي يحميها وربما ينميها، الخطاب الذي يتبنى التطرف ويتبرأ من الإرهاب، الخطاب الفاشل الذي ينبغي تغييره وإلغاؤه والقضاء عليه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف