جريدة الجرائد

أعرف السعودية وهم لا يعرفونها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جهاد الخازن


أعود بالقارئ الى حزيران (يونيو) الماضي عندما نشرت "الصنداي تايمز" اللندنية خبراً عنوانه "السعودية تفتح فضاءها أمام اسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية". وكتبت في حينه ان الخبر كاذب، من دون أن احتاج الى سؤال أي من كبار المسؤولين السعوديين، وقد صدر بعد ذلك نفي رسمي سعودي.

في 25 من الشهر الماضي كتبت في هذه الزاوية عن صفقة سلاح هائلة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، سجلت فيها ان السعودية تدفع ثمن مشترياتها من السلاح نقداً، وأن اسرائيل تحصل على السلاح من الولايات المتحدة مجاناً، وهي ستشتري من أميركا بأموال دافعي الضرائب الأميركيين 20 طائرة من طراز إف - 35، لايتننغ 2، وهو الجيل الخامس من هذه الطائرة، ومن نوع "المسترقة" التي لا يكشفها الرادار.

صفقة السلاح الأميركي للسعودية، وهي أضخم صفقة سلاح في تاريخ البلدين، أطلقت ما أحتاج الى نفيه نفياً قاطعاً، كما فعلت مع خبر فتح الأجواء السعودية أمام اسرائيل قبل أربعة أشهر، فوسائل الإعلام الغربية قررت ان الصفقة ضد إيران، أو تحذير لإيران، أو استعداد لحرب على إيران.

أقول وأتحمل مسؤولية كلامي ان المملكة العربية السعودية، لا تريد أن تحارب ايران، ولن تشارك في حرب عليها. والفارق بيني وبين مروّجي الأخبار في الغرب أنني أعرف السعودية وهم لا يعرفونها، وانني أحاول أن أكتب بموضوعية وأنهم يكتبون تمنياتهم.

السياسة الإيرانية في ظل الرئيس "الحكيم جداً" محمود أحمدي نجاد تقلق الجار القريب، وحتى البلدان البعيدة، والحكومة السعودية تريد أن تكون قادرة على حماية حدودها وشعبها إذا انفجر الوضع في الشرق الأوسط على شكل مواجهة عسكرية بين اسرائيل وإيران تُجرُّ اليها الولايات المتحدة. غير أن هذا شيء، وإقحام السعودية في مثل هذه المواجهة شيء آخر.

"الغارديان" اللندنية، وهي موضوعية ومعتدلة، قالت ان الصفقة للرد على التهديد الإيراني، وهذا معقول، ومثله خبر لوكالة الصحافة الفرنسية زاد أن الصفقة للرد أيضاً على تهديد المتمردين في اليمن. بل كان هناك خبر في "تشاينا تايمز" الصينية عن الموضوع.

غير أن الصحافة الإسرائيلية زادت ما تتمنى ان يكون، لا ما هو كائن، و "جيروزاليم بوست" اليمينية قالت ان السعودية وإِسرائيل لهما عدو مشترك هو إيران. وأقول ان اسرائيل عدو السعودية وإيران حتى لو اختلف هذان البلدان. وسيفر بلوكر في "يديعوت أخرونوت" كتب مقالاً عنوانه "بدء صداقة رائعة" يفيض طمعاً، فهو يقول نقلاً عن رجل أعمال يهودي يزور الخليج باستمرار ويخلع قبعته اليهودية فيه، ان لدى دول الخليج 2.5 ترليون دولار للاستثمار في الخارج، وهي لا تريد استثارة الدول الأجنبية، وقد بدأت تتطلع نحو اسرائيل في خطة، خلاصتها "عقول يهودية ومال عربي" وهو كلام يعني ان الخليجيين من دون عقول تدير المال.

عندي ردان على هذا الكلام العنصري: الأول ان لأهل الخليج خلفية تجارية معروفة، من أفريقيا الى الهند والشرق الأقصى قبل النفط، وإنني لو كان عندي مال للاستثمار لاخترت أن أشارك رجل أعمال كويتياً لا يهودياً، أو لطلبت من الشيخ حمد بن جاسم بن جبر أن ينصحني لأنه يستطيع أن يعلّم أي انسان كيف يستثمر ماله.

الرد الثاني هاذر ولتخفيف وطأة الموضوع على القارئ، فقد كان للصحافي اللبناني سليم اللوزي، رحمه الله، نكتة مفضلة تحكي عن لبناني وخليجي اتفقا على العمل والاستثمار معاً، فاللبناني عنده الخبرة والخليجي عنده المال. وسئل الخليجي بعد ذلك عن نتيجة الاستثمار فقال: "الحمد لله، الآن عندي الخبرة، وعند اللبناني الفلوس".

يبقى الموضوع جدياً للغاية، والوضع هو التالي:

- التعاون العسكري الأميركي - الإسرائيلي في أعلى مستوى له، وأعلى في إدارة أوباما مما كان في إدارتي ريغان وبوش الابن، وقد أجرت قوات من البلدين الشهر الماضي مناورات عسكرية برّية هي الأكبر في تاريخهما، وتقول مصادر اسرائيلية ان المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل ستصل الى ثلاثة بلايين دولار سنة 2011، ما يعني ان تحصل اسرائيل على أكثر الأسلحة الأميركية تقدماً مجاناً، وقد وعدت إدارة أوباما بالمشاركة في بناء "القبة الحديد" ضد صواريخ حماس من غزة.

- الدول العربية القادرة تشتري السلاح نقداً من الولايات المتحدة، ولا أوكازيون أو تنزيلات، والصفقة السعودية التي أطلقت الجدل هي بمبلغ 67 بليون دولار، لا 60 بليوناً كما قدرت أنا في مقالي السابق، والإمارات 35 بليوناً، وعُمان 12 بليوناً، والكويت سبعة بلايين. وهكذا تقدر "الفاينانشال تايمز" إنفاق دول الخليج على السلاح الأميركي فقط بحوالى 123 بليون دولار. وأكمل غداً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أتركنا وشأننا
عماد السليمان -

يبدو أن الكاتب يعتقد بأنه مهم ، وأن أصحاب القرأر الأمريكي والأوروبي ينتظرونه للكتأبة عن السعودية ليتخذون قرارتهم من خلال أفكاره ، دعنا وشأننا ياجهاد فقد شبعنا ومللنا من نوعيتك التي أصبحت مكشوفة عند النخب السعودية ، ونعلم بأنك لاتمثل تأثيراُ لادأخلياً ولاخارجياً ، جتى أن عدد قراءك لايتجاوزون بضعة مئات ، أتركنا ياجهاد يكفى

أتركنا وشأننا
عماد السليمان -

يبدو أن الكاتب يعتقد بأنه مهم ، وأن أصحاب القرأر الأمريكي والأوروبي ينتظرونه للكتأبة عن السعودية ليتخذون قرارتهم من خلال أفكاره ، دعنا وشأننا ياجهاد فقد شبعنا ومللنا من نوعيتك التي أصبحت مكشوفة عند النخب السعودية ، ونعلم بأنك لاتمثل تأثيراُ لادأخلياً ولاخارجياً ، جتى أن عدد قراءك لايتجاوزون بضعة مئات ، أتركنا ياجهاد يكفى

الى المعلق رقم 1
ابو رعد -

لماذا ياخيو تتكلم باسم الجميع ، باستطاعتك قراءة المفضل لديك دوما ...واترك لنا الخازن لنقرأ من مخازنه

الى المعلق رقم 1
ابو رعد -

لماذا ياخيو تتكلم باسم الجميع ، باستطاعتك قراءة المفضل لديك دوما ...واترك لنا الخازن لنقرأ من مخازنه

خليك في حالك
مصعب ابو محمد -

كم انت مسكين و محزن يا جهاد. السعوديه ترى ان خيار الحرب حقيقي و لذالك تتسلح. انت تروج ان السعوديه دوله لا يمكنها الدخول في نزاع مسلح مع ايران. نحن لا نرغب في الحرب انما نحن مستعدين لها و كفى تتكلم و كأنك العالم بأمرنا

خليك في حالك
مصعب ابو محمد -

كم انت مسكين و محزن يا جهاد. السعوديه ترى ان خيار الحرب حقيقي و لذالك تتسلح. انت تروج ان السعوديه دوله لا يمكنها الدخول في نزاع مسلح مع ايران. نحن لا نرغب في الحرب انما نحن مستعدين لها و كفى تتكلم و كأنك العالم بأمرنا

تنبيه
عبد السلام -

مثل شعبي يقول عدو عدوي صديقي

تنبيه
عبد السلام -

مثل شعبي يقول عدو عدوي صديقي