جريدة الجرائد

ياسر الحبيب أداة رخيصة للفتنة الطائفية !

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نجيب الخنيزي


السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما هي الأسباب والدوافع الكامنة وراء أقاويل وتخرصات ياسر الحبيب المتمترس ( بشجاعة لا يحسد عليها ) على بعد آلاف الأميال
( لندن )، وما هي أجندته واستهدافاته، ومن هي الجهة التي تدعمه وتقف وراءه إلى الدرجة التي يستطيع أن ينشئ قناة فضائية تنطق باسمه ؟، بداية ينبغي معرفة الجهة ذات المصلحة والمستفيدة بصورة مباشرة أو غير مباشرة من زرع وتأجيج الفرقة والفتن والصراع في المجتمعات العربية والإسلامية، بقصد إضعافها وتبديد طاقاتها وإمكانياتها في معارك عبثية جانبية، تدور حول أحداث تاريخية مضى عليها أكثر من ألف وأربعمائة عام، والتعرض المستفز والوقح لشخصيات إسلامية بارزة، حيث لم يوفر الحبيب أحدا، الخلفاء الراشدين ( أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ) والكثير من الصحابة، وتعرضه البذيء والمسيء للسيدة عائشة رضي الله عنها أحب زوجات النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والتي برأها الله تعالى في قرآنه الكريم، بل إن تهجمه الوقح طال رموزا وشخصيات شيعية قديمة ومعاصرة ووصمها بالردة والبترية ( الذين يخلطون في موالاتهم بين الحق بالباطل ) والسامرية ( نسبة إلى السامري اليهودي الذي سعى إلى تضليل جماعة النبي موسى أثناء غيابه كما جاء في القرآن الكريم ). ياسر الحبيب الذي هو صهر وتلميذ مجتبى الشيرازي الذي يشكل امتدادا لخطه المتطرف التكفيري، لم يكن معروفا (على غرار القس الأمريكي المتطرف تيري جونز ) بشخصه وبطرحه التكفيري على نطاق واسع بل كان منحصرا بين دائرة ضيقة ومحدودة جدا من أتباعه ومريديه، وبالتالي ليس له أي وزن أو موقعية دينية أو اجتماعية في الوسط الشيعي، غير أنه وجد نفسه فجأة محاطا بهالة إعلامية واسعة (كنظيره وشبيهه القس الأمريكي ) وأصبحت تصريحاته محورا ملتهبا في أجهزة الإعلام والمئات من مواقع الشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية العربية والإسلامية على وجه الخصوص. تلك الهالة المصطنعة والمزورة لشخصية الحبيب، ليس لأنه حقق منجزا علميا أو فكريا أو ثقافيا يشار إليه بالبنان وطنيا أو قوميا أو إنسانيا، إذ من الواضح بأن الحبيب ليس مجرد إنسان مريض أو نرجسي أو محب للظهور والبروز تحت أي عنوان صارخ واستفزازي وبذيء فقط، بل إنه سعى عامدا وبقصدية لا لبس فيها إلى سكب الوقود على الجمر لإشعال الفتنة وديمومتها لإنهاك المجتمعات العربية والإسلامية التي تتطلع جاهدة لاستعادة توازنها وقوتها وتجاوز عوامل الفرقة والتناحر في ما بينها والتأكيد على المشتركات الوطنية لحل حزمة القضايا والمشكلات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي تعيشها، ناهيك عن مواجهة مجمل التحديات الإقليمية والعالمية وتداعياتها على عموم المنطقة العربية، وما هو حاصل في فلسطين والعراق والسودان والصومال واليمن ولبنان والملف النووي الإيراني .. إلخ. إلا بعض تجلياتها..
من الواضح بأن مواقف وأقوال الحبيب المشينة إنما تتقاطع مع استهدافات ومصالح القوى الإقليمية والدولية في الهيمنة والسيطرة على مقدرات عموم المنطقة العربية والإسلامية عبر تقويض واستنزاف وتفتيت وحدة مجتمعاتها في صراعات عبثية ومفتعلة، ليس لها علاقة بالدفاع عن الدين أو المذهب، بل من شأنها استثارة الطرف الآخر وإعطاء المبرر للقوى المتطرفة الأخرى للمضي قي مواقفها التكفيرية المضادة، مما يخلق بيئة لن يستفيد منها سوى المتطرفين والتكفيريين من الجانب، وقبل كل شيء الجهات المعروفة أو المستترة التي تقف وراءهم. هذا التصرف الأخرق والصبياني دفع العديد من المراجع ورجال الدين والشخصيات الشيعية والسنية على حد سواء في العديد من البلدان العربية والإسلامية ومن بينها بلادنا إلى التحذير من مغبة هذه الدعوات والأطروحات المشبوهة باعتبارها تتعارض مع مفهوم وحدة الشعب والمجتمع الواحد تحت خيمة الوطن المشترك.. نستعيد هنا ما قاله جمال الدين الأفغاني الشخصية الإسلامية البارزة الذي تجاوز في العمق مظاهر التشطير المذهبي، ويعتبر أحد رموز النهضة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين كتب يقول: "ماذا يستفيد الشيعة لو قال السنة إن الشيعة على حق، وماذا يستفيد السنة لو قال الشيعة إن السنة على حق، في حين يعيش السنة والشيعة معا أوضاعا سيئة في جميع المجالات".
المهمة العاجلة تتطلب فضح أصحاب تلك الدعوات والأطروحات المشبوهة من قبل المتطرفين والتكفيريين من المذاهب كافة، والعمل على تبريد أجواء الاحتقان ونزع فتيل الفتنة ووأدها قبل أن تنفجر ويطال شررها الجميع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وهل يستوي الخبيث مع
صالح بن عبدالرحمن -

مشكلة المناقشين لنقاط الخلاف هي المساواة بين المعتدي مع المعتدى عليه... أهل السنة لم يعتدوا في يوم من الأيام على الرافضة ولم نكن نعرف شيء عن خبثهم حتى خرج علينا الخميني وسقوط العراق بيد الرافضه... بعد ذلك هجم الرافضة على أهل السنة والجماعة وبدئو بنشر أفكارهم وخباياهم فلو سكت الرافضة عن سب أصحاب الرسزل والتعرض لعرض النبي صلى الله عليه وسلم لما تعرضنا لهم ... ان سكتوا عن رموزنا الدينية وتعبدوا لمن يريدوا بالطريقة التي يريدون نحن لن نتعرض لهم ولو أننا فقط الآن ندافع عن أنفسنا من الهجمة الرافضية...

البادئ أظلم
عبد العزيز الهرش -

الشيعة الرافضة كانو متعودين يلعبوا دفاع,. والشيخ الحبيب قرر أن يلعب هجوم. لكن ما هو السبب في تغيير إستراتيجية اللعب؟السبب أن الحركات الوهابية (السلفية) في الكويت والعالم لم يرق لها أن يشارك الشيعة في حكم العراق وأن يكون لهم صوت مسموع. فقامت بالهجوم على التشيع بشكل عام، وقامت تطالب الشيعة بتغيير أفكارهم.الشيخ الحبيب كان يقول ما يقوله في مجالس شيعية خالصة، وهذه عقيدته، ولكنها لم تكن أبدا لإستفزاز الطرف الآخر. وعندما رفعوا عليه قضية وجعلوه يهرب من بلاده. قرر أن يواصل المسيرة. وأين يغير قواعد اللعبة. لكي لا يتعرض غيره لما تعرض هو له. نعم هي مسيرة تطرف تواجه التطرف.الأخ صالح يقول أن الحبيب هو المعتدي لكن المراجع للتاريخ يعرف من العتدي ولنترك التاريخ على جنب ونبدأ من الآنمن قبل من العرعور أولا أم الحبيبوصال وصفا أم فدك هم لم يتعرضوا لرموز أحد ولكن المتطرفين يريدون أن يكشفوا على قلوب الشيعة ليعرفوا إن كانوا يؤمنوا برموزهم أم لا.