جريدة الجرائد

د. القرضاوي: المتطاولون على زوجات وأصحاب النبي حمقى وسفهاء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


الدوحة - العرب

حمل العلامة د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة على مواقف الدول الغربية المعادية للمسلمين.
وأعرب عن أسفه لموقف المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" من تكريم الرسام الدنماركي الذي سن سنة سيئة باتخاذ أعظم شخصية في الوجود، شخصية الرسول ﷺ مجالاً للسخرية الكاريكاتورية.


واعتبر- في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع عمر بن الخطاب - تكريم المستشارة الألمانية للرسام الدنماركي تحديا لمشاعر المسلمين واستهانة بأمة الإسلام ومقدسات المسلمين، ولا يوجد ما يبرره، مبينا أن مناسبة الرسوم مرت عليها سنوات.
وقال: لا أدري ما الذي يدعوها في هذا الوقت لتكرم رجلا أساء للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وهو ليس ألمانيا.
وأوضح أن قدس الأقداس عند المسلمين هما محمد رسول الله -ﷺ- وكتاب الله ، ومن أساء إليهما أساء إلى مليار وثلاثة أرباع المليار مسلم.
وأبدى دهشة من موقف الحكومات المسلمة التي تفتح أبوابها لاستقبال المستشارة الألمانية التي كرمت رساما تطاول على مقام نبي الإسلام.
وقال: لم نجد دولة إسلامية تستنكر موقف المستشارة ميركل ولو برسالة احتجاج بالطرق الدبلوماسية.
وأبدى حزنه؛ لأن أمر النبي- ﷺ- لم يعد يعني حكام المسلمين من قريب أو بعيد.
وأوضح أن الخطورة في تكريم الرسام الدنماركي أنه يدفع آخرين للسير على نهجه في التطاول على مقدسات الإسلام. مشيرا إلى قيام رسامة أميركية بالتقرب إلى الصليبية الغربية برسوم مسيئة لمحمد -ﷺ-.
ونفى الشيخ القرضاوي وجود أية علاقة بين حرية التعبير والتطاول على المقدسات الدينية، مبينا أن حرية التعبير أن يكون للإنسان رأي يدافع عنه، كأن يقول لا يعجبني في الإسلام كذا وكذا، مثل أن يقول: لا أوافق على تحريم الإسلام للربا أو فرض الحجاب على المسلمات، أو دعوة الإسلام للجهاد. تلك اختلافات يمكن فهمها في معرض حرية الرأي والتعبير.
واستطرد مبينا أن سب الأنبياء والرسل والتطاول عليهم لا يدخل في حرية التعبير بأي حال.
ونبه إلى أن قلة الأدب والشتم والسباب للآخرين لا تمثل حرية رأي، ولا علاقة لها بحرية التعبير بأي حال من الأحوال.
وأكد أن الشتم والسباب والتطاول على المعتقدات والأعراض والمقدسات لا يدخل في إطار حرية التعبير، معتبرا ذلك "إساءة وقلة أدب وقلة احترام للناس ".
وجدد استغرابه من موقف الغرب ضد حرية المرأة المسلمة، ويحرمها من حقها الشخصي والديني في ارتداء الحجاب والنقاب، ثم يدافع عن حرية الرأي والتعبير.

فرنسا والعداء للنقاب
وانتقد موقف فرنسا "العلمانية" التي يفترض أنها تقف موقفا محايدا من الدين لا تؤيده ولا تعارضه، لأنها تحولت إلى عداء للدين والأخلاق، فمنعت ارتداء المسلمات للنقاب أو البرقع.
واستطرد قائلا: إنه شخصيا لا يرى وجوبا لارتداء النقاب، لكنه يحترم آراء العلماء الذين يقولون إن النقاب فريضة، ويحترم موقف المسلمات اللاتي اقتنعن بالنقاب ورأين أنه فضيلة يتقربن إلى الله بها.
وأكد أن ارتداء مسلمات للنقاب يدخل في صلب الحرية الشخصية والحرية الدينية، ولا يجوز التعدي عليهما.
وطالب الذين يشرعون قوانين تمنع المسلمات من ارتداء النقاب بأن يمنعوا العاريات والمتبرجات اللاتي يكشفن أجسادهن في الشوارع بقوانين مماثلة.
تراجعت عن موقفي من الغرب
واعترف الشيخ القرضاوي بأنه تراجع عن موقفه المعارض لمقولة أحد الأدباء الغربيين بأن "الغرب غرب والشرق شرق ولن يلتقيا" وقال: كنت ضد هذه المقولة، وأرى أن الغرب والشرق كلهم بنو آدم، يعيشون في مملكة الله و"لله المشرق والمغرب "ويمكنهم التعايش معا تحت مظلة الإنسانية، لكن بعد مواقف الغرب المتكررة في العداء للإسلام أيقنت أن المقولة صحيحة، وأن الغرب له دينه وأخلاقه ومفاهيمه وتقاليده، ولا يشاركنا في شيء من تقاليدنا وأخلاقنا وديننا".
وتمنى أن يتحلى الغرب بالحكمة والعقلانية فيترك المسلمين في شأنهم كما يتركونه في شأنه، فلا يفرض قيمه وتقاليده ومفاهيمه على المسلمين عملا بقوله تعالى "لكم دينكم ولي دين".

المتطاولون على زوجة النبي
وهاجم الشيخ القرضاوي في خطبة الأمس بعض الشيعة المقيمين في لندن الذين أقاموا حفلا تطاولوا فيه على أم ألمؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
وذكر أنه لم يكن ينوي التعليق على الموضوع، معتبرا أن الشخص الذي تطاول على أم المؤمنين "أقل وأذل من أن يرد عليه، وأن مقام السيدة عائشة -رضي الله عنها- أجل وأعز من أن يمس به سفيه معتوه".
وقال: إن إخوانا له تساءلوا: لماذا لم يصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا يرد فيه على من هاجم أم المؤمنين عائشة، فاضطر للرد في خطبة الأمس.
ووصف الذين يتطاولون على زوجات وأصحاب النبي - ﷺ- بـ "الحمقى والسفهاء".

أحب زوجات النبي إليه
وعدد الشيخ القرضاوي مناقب السيدة عائشة -رضي الله عنها- قائلا: إنها كانت أحب زوجات النبي إلى قلبه، وإنها الوحيدة التي كان ينزل القرآن الكريم على النبي وهو في بيتها.
ولفت إلى أنها كانت الوحيدة التي تزوجها النبي بكرا، بينما زوجاته الأخريات كن ثيبات، لهن أزواج قبله، مشيرا إلى أنها ولدت في الإسلام، في بيت من أعظم بيوت المسلمين، هو البيت الثاني بعد بيت النبوة، بيت أبي بكر وتلقنت الإسلام من أبيها أبي بكر، وأخذت القرآن من فم أبي بكر الذي أخذه من الرسول -ﷺ-، وكانت بحسن ذكائها ووعيها تلتقط كل شيء، ونشأت نشأة إيمانية ربانية، وقصت علينا قصصا لم يروها غيرها.
وأشار إلى أنها ثاني أكثر الصحابة رواية للحديث النبوي بعد أبي هريرة -رضي الله عنه-، وبلغ عدد الأحاديث النبوية التي روتها أكثر من "2210" أحاديث نبوية.

تبرئة من السماء
وذكر أنها الصحابية الوحيدة التي نزلت براءتها من السماء بقرآن يتلى إلى يوم القيامة، وكان ذلك عندما اتهمها المنافقون في قصة "الإفك" المشهورة، وأنزل الله عز وجل في تبرئتها قوله تعالى: "إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم. بل هو خير لكم. لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، والذي تولى كبره منكم له عذاب عظيم.." وقد علقت -رضي الله عنها- على ما نزل من القرآن فقالت: (ما كنت أحسب أن ينزل فيَّ وحي وقرآن يتلى، وإن كنت أعرف أن الله سيبرئني.
وأفاض في سرد جوانب من حياة السيدة عائشة قائلا: إن سيرتها حافلة بالأمجاد في تقواها وورعها وعبادتها وبذلها وإنفاقها وعلمها وفقهها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف