جريدة الجرائد

مساجد الإرهاب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سعد الدوسري

دعت المستشارةُ الألمانية أنغيلا ميركل الشعبَ الألماني إلى البدء بالتكيف مع المتغيرات البنيوية الحاصلة في المجتمع بفعل الهجرة و تزايد المهاجرين، مشيرةً بوضوح إلى أن المساجد ستصبح أكثر فأكثر جزءاً من الصورة العامة للبلاد. و في نفس الوقت، أوضحت ميركل أن على المهاجرين الذين لا يبذلون جهوداً كافية للاندماج، أن يتوقعوا التعامل معهم " بحزم ".

و قبل هذا التصريح بأقل من أسبوعين، كانت المستشارة الألمانية، قد كَرَّمتْ الرسامَ الدنماركي كورت فيسترغارد، الذي أثارت رسوماته المسيئة للنبي المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي قبل 5 أعوام، و ذلك تقديراً " لالتزامه الراسخ بحرية الصحافة والرأي وشجاعته في الدفاع عن القيم الديمقراطية" ، و هي بذلك تمرر رسالة بأن "حرية الصحافة كنز ثمين"، كما قال ستيفن شيبرت المتحدث الرسمي لميركل.

إذاً، فالواقع الجديد لمشهد المساجد في ألمانيا، سيقابله حزم شديد مع المسلمين، كما سيقابله تكريم لمن يصوِّر هادي البشرية و رسول التحاب و التواد و التسامح، على أساس أنه إرهابي يضع المتفجرات في عمامته. و في كلا الحالتين، الأمر كله في صميم حق المستشارة، سواء في إدارة شؤون بلادها أو في اعتبارها المسيء شجاعاً و مدافعاً عن القيم. و من حقنا نحن كمسلمين، أن نقول لميركل و لغيرها، بأن الإسلام أكبر من المكان و أعظم من الأشخاص. إنه كالهواء و كالنور، يدخلان للحيز الجغرافي و الزمني، وفق مشيئة و نظام إلهيين، لا يعترفان لا بدولة و لا بمهاجرين. و لذلك، فإن غالبية المسلمين لا يعبأون بتشويهٍ مجحفٍ من قبل كاتب أو رسام، كما لا يعبأون بإجراءات تعسفية من قبل إدارة أو حكومة، فالهواء سيهبُّ لا محالة، و النور سيُشعُّ في آخر المطاف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف