الهدف التاريخي !
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف الحربي
لا أعرف لماذا يتخذ الدكتور يوسف الأحمد موقفا حادا من كرة القدم، ويحرم حتى مشاهدة اللاعبين الأوروبيين وهم يتقاذفون الكرة، فهو لو لم يكن أستاذا في الشريعة وكبير المحتسبين في هذا الزمان لأصبح أفضل لاعب كرة قدم سعودي، خصوصا أن خلفه خط وسط محترف يصنع التمريرة الذكية وغير المتوقعة، فيجد الأحمد نفسه أمام المرمى مباشرة فيسدد الكرة فورا في الشباك، ويصبح الحكم أمام خيارين: إما أن يلغي الهدف لأن الأحمد في وضع تسلل، أو أن يستجيب لصراخ الجماهير ويحتسب هدفا غير صحيح.
سأستعرض معكم ثلاث مناسبات تم فيها تمرير الكرة للأحمد بتكتم شديد، حتى جاءت اللحظة الأخيرة التي يصبح فيها إلغاء الهدف أمرا محرجا جدا، وسأترك الأمر لذكائكم وتقديركم.. فقد يكون ذلك من قبيل المصادفات النادرة أو أن لدى الأحمد فريقا يحسن اللعب الجماعي!.
في الهجمة (الملعوبة) الأولى لم يكتشف المشاركون في الحوار الذي عقد في نجران أن يوسف الأحمد أحد المشاركين المعتمدين إلا في اللحظة الأخيرة قبل افتتاح جلسات الحوار، أقسم لكم أن أغلب المشاركين وحتى بعض موظفي مركز الحوار علموا بمشاركته قبل ركوب الطائرة، ثم علموا بخبر استبعاده بعد وصولهم إلى نجران!، كان الأحمد في وضعية التسلل فهو لا يؤمن إطلاقا بالحوار، وهو بالطبع ينظر الى أغلب المشاركين في الحوار باعتبارهم (منافقين)، ولأن إقصاء الإقصائي الكبير هو الإجراء الطبيعي في جلسة للحوار تضم مواطنين من مختلف الأطياف، فقد اضطر الحكم (الجهة المشرفة) لاستبعاد الأحمد وإلغاء هدفه بداعي التسلل!.
وفي الهجمة الثانية، تسلل الأحمد بطريقة محترفة إلى مؤتمر الحسبة الذي نظمته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يظهر اسمه إلا في اللحظات الأخيرة، في هذه الهجمة المرتدة مررت الكرة له بإتقان، فهو يلعب في أرضه وبين جمهوره!، ولأن الأحمد يروج لفكرة المجموعات الاحتسابية الشعبية، وهو أمر يلغي بشكل أو بآخر دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد اضطرت الهيئة قبيل افتتاح المؤتمر لاستبعاده وأنكرت أنها قامت بدعوته أصلا!، وبعد مشاورات بين الحكم (الهيئة) ومساعديه تم إلغاء هذا الهدف أيضا بداعي التسلل!.
وفي الهجمة الثالثة، تم التكتم على اختياره كأحد مؤلفي المناهج المطورة، حيث تم وضع اسمه في طليعة أسماء مؤلفي كتاب (الفقه والسلوك)، ولم يظهر أي خبر عن هذا الموضوع إلا قبل بداية العام الدراسي بساعات قليلة، حيث لم يتسرب الخبر إلا في نهاية دوام الأربعاء، بعد أن تم توزيع الكتاب على المدارس، وأصبح هدف الأحمد أمرا واقعا يصعب إلغاؤه. وللأمانة، فإن هذا الهدف يعد هدفا تاريخيا، مثل هدف سعيد العويران في بلجيكا، فأول درس في السلوك يتلقاه التلميذ في المملكة العربية السعودية من تأليف يوسف الأحمد.. وسجل يا تاريخ.. أقصد سجل يا شيخ يوسف.. وتحياتي لخط الوسط!.