اليمن السعيد سيكون سعيداً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إسحاق الشيخ يعقوب
الذي يتابع زخم الحراك اليمني السلمي في جنوب اليمن ويرى اتساع وعمق هذا الحراك الذي يشمل جميع قطاعات المجتمع بطبقاته وشرائحه الاجتماعية وعماله ومثقفيه وشبابه وطلابه يُدرك فوراً أن الاوضاع تسير إلى مخاطر جدية يجب تداركها.. وإعمال لغة العقل فيها والانتقال بها إلى طاولة الحوار وتذليل الصعوبات التي وصلت بها إلى ذروة تعقيداتها.. جراء سياسة غطرسة اشهار السلاح.
صحيح أنه ومنذ اكثر من أربع سنوات والحراك الجنوبي السلمي يأخذ مدّه وتمدده ويستحوذ على قطاعات واسعة من المؤيدين والمناصرين على طريق مقاومة سلمية.
واذا كان السائد في حراك الجنوب سلمياً في اهدافه ومنطلقاته.. فإن عمليات مسلحة ثأرية وانتقامية قد تجد منافذها من الحراك وخارج الحراك في الاعتداء المسلح على اجهزة الامن ومراكز الاستخبارات وفي مناطق مختلفة من جنوب اليمن.. وقد لا يمر يوم واحد الا يُسمع دوي انفجار في مدن ونواحي المناطق الجنوبية.. وقال شهود عيان كما تنقل جريدة (الشرق الاوسط) اللندنية إن الانفجار وقع في مبنى جهاز الامن السياسي (المخابرات) وتلاها تبادل اطلاق نار.. وقد اتت هذه العملية بعد اقل من 24 ساعة على انفجارات مماثلة في الحوطة.. اتضح انها وقعت في مبنى ادارة الامن العام بالمدينة.. وافادت المعلومات الاولية بمقتل 3 اشخاص في الاشتباكات التي تلت تلك التفجيرات كما شهدت مدينة الجبلين مركز مديرّية ردفان بمحافظة لحج اشتباكات بين مسلحين يُعتقد بانتمائهم الى الحراك الجنوبي.. وقال شهود عيان إن المسلحين هاجموا عدداً من الاطقم العسكرية وسط المدينة.. الامر الذي اسفر عن مقتل جندي واثنين من المسلحين واصابة 5 آخرين.. وتنقل فضائية عدن الحرّة العائدة لحراك الجنوب السلمي: حشود المتظاهرين الذين يطالبون بفك الحصار المسلح على مدن وقرى الجنوب.. وينادون بفك الارتباط وتطبيع الحياة السلمية.. السياسية على اسس من الحرية والديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان بين شطري اليمن!!
ان من يتابع الاوضاع المتفجرة في اليمن وما يواجهه النظام هناك بعد ان انفلت زمام الامن نهباً للقاعدة والحوثيين وحراك الجنوب.. فانه لا يمكن وضع هذه القوى الثلاث: القاعدة ـ والحوثيين.. وحراك الجنوب في سلة واحدة.. فهو ما يقود الى سياسة لا تنم الى العقلانية والموضوعية بشيء.. وانما تدفع باوضاع اليمن الى مزيد من التعقيد والتوتير والقلاقل والى مخاطر لا احد يرضاها لليمن الشقيق!!
واذا كانت السياسة فن الممكن فان فن هذا الممكن في المسألة اليمنية.. اخذ مسائل ازماتها واحدة واحدة وليس كلها دفعة واحدة من واقع موضوعي عقلاني بأن حل مسألة الجنوب اولاً تسهل حل مسألة الحوثيين وأن حل مسألة الحوثيين والجنوبيين يسهل الاجهاز على القاعدة وتصفية ممارساتها الظلامية والارهابية.. هكذا يمكن ادارة عقدة الازمات اليمنية في تناول معضلاتها واحدة واحدة وفي اولوية مفتاح مغاليقها في حل مشكلة الحراك السلمي في الجنوب اولاً الذي يؤدي الى الوصول الى حل المسألة الحوثية.. ومن ثم الاجهاز على القاعدة!!
واذا كان حل المسألة اليمنية لا يمكن ان يرى النور الا بروح من الموضوعية والعقلانية.. فلا الحوثيين ولا القاعدة اقرب الى الروح الموضوعية والعقلانية مثل الحراك السلمي في الجنوب.. وهو الباب الاوسع والاكثر مصداقية وعقلانية في انتشال الوضع اليمني المأزوم والاخذ بيده الى برّ الامان... ولا يعني هذا اننا نضع الحوثيين والقاعدة في سلّة واحدة.. فالحوثيون لهم قضية خلاف القاعدة التي ليس لها قضية... الا قضية الارهاب والظلام والتطرف والقتل والتكفير!!
ان اليمن بشعبه الكادح الجميل وكرم روحه.. وطيب معشره.. وانسانية معدنه.. يُشكل ضرورة فائقة الاهمية في ان يشق طريقه الى حياة الحرية والتقدم والازدهار... والقضاء على جميع مخلفات وظلام القرون الوسطى.. وسوف تتطهّر ارضه من رجس القاعدة ومخازي الاسلام السياسي الارهابي البغيض وسوف يصبح يمناً سعيداً عن حق بحرية ابناء وبنات شعبه!!