مجلس التعاون أمام المشروع الصهيوني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
علي محمد فخرو
للفيلسوف البريطاني إسايَهْ برلين قول مؤدّاه أن هناك فجوة عميقة بين أولئك الذين يحكمون على الأمور من نظرة ورؤية مركزية، وأولئك الذين يتعاملون مع كل أمر، انطلاقاً من رؤى منفصلة عن بعضها بعضاً ومرتبطة مع ظروف كل أمر يخصه . فالصنف الأول يشبه القنفذ الذي يرمز إلى الهدوء في مواجهة التحديات، وبالتالي استعمال كل ما لديه من إمكانات جسدية للتغلب على كل التحديات، أما الصنف الثاني فيشبهه الفيلسوف بالثعلب الذي يستعمل الحيل والمناورات لمواجهة التحديات، ففي أي الخانتين تقع طريقة رؤية مجلس التعاون للأمور؟
هذا سؤال متمم للسؤال الذي طرحناه في مقال الأسبوع الماضي، عندما تساءلنا عن مدى وجود رؤية مشتركة لدى دول مجلس التعاون بالنسبة لقضايا السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة .
سؤالنا اليوم سيكون أكثر تحديداً ويتعامل مع أكبر وأخطر قضايا الأمة العربية: قضية فلسطين . من الواضح أن تعامل المجلس مع هذا الموضوع هو تعامل الثعلب، إذ لكل حالة لبوسها، ولكل جهة معنية خطابها الخاص بها .
فمماشاة السلطة الفلسطينية، تحكم بعضاً من مواقف مجلس التعاون، ومساعدة الرئيس الأمريكي وحزبه أمام اللوبي الصهيوني يحكم بعض المواقف، وعدم إحراج هذه الدولة العربية أو تلك مع حليفها الأمريكي أو مع التزامات معاهدتها، يحكم مواقف طرف آخر، ومدى قوة العلاقة الإيرانية مع هذه المقاومة أو تلك يهيمن على بعض المواقف .
هذه الأحكام المنفصلة عن بعضها تتمّ مع أنها تناقض الادعاء والخطابين الرئيسين اللذين تقدمهما حكومات الدول لشعوبها، والقائلين إن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب وكل المسلمين، وإن التفريط في القدس هو تفريط في دين الإسلام، فإذا كانت قضية سرقة أرض عربية وإسلامية من قبل قوى استعمارية صهيونية مزوّرة للتاريخ والواقع هي بالمنطق والتاريخ والدين والأخوة العروبية والمصالح، قضية تمسنا حاضراً ومستقبلاً أفلا يستوجب كل ذلك رؤية مركزية تحكم التعامل مع هذا الموضوع في جهات الدنيا الأربع وفي كل الأوقات؟
لو وجدت الرؤية المركزية هذه لأدركت دول المجلس أنه حتى ولو وقع الفلسطينيون اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني، فإن قياداته قد اعتمدت سياسات مستقبلية ستطالهم في المستقبل، فهناك تصريحات بأن الكيان الصهيوني لن يقبل بوجود قواعد عسكرية قريبة من حدوده، إذ اعتبر قادته أن قوة أو حجم تسليح تلك القواعد قد يهدد أمن الكيان في المستقبل . وقد ذكروا بالتحديد قاعدة تبوك السعودية وضرورة تقليص إمكاناتها الحربية . وبالطبع فإن ذلك سيشمل الاعتراض على كل صفقات التسلح الخليجية مع دول الغرب والشرق أو تحجيمها يما يرضي هذا العدو، وكما يجرهم اليوم، بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة عبر أمريكا ودول الغرب، باسم إثارة الخوف والهلع، لدخول معاركه مع بعض دول الإقليم العربي - الإسلامي، فإنه لن يكف في المستقبل عن التدخل في كل شؤونهم الداخلية، باسم معاداة السامية ولن يسمح قط لا لدين ولا لثقافة ولا لإعلام أن يتصدى لمشروعه المهيمن الاستيطاني الشيطاني .
هذه الأمثلة لإمكانات الصدام مع هذا المشروع الاستعماري، المنطلق من فلسطين نحو كل الأرض العربية والإسلامية، أمثلة من بين مئات الأمثلة الأخرى، هي التي تستصرخ وجوب وجود رؤية مركزية لقضايا مجلس التعاون الموجودة والممكنة مع عالم معقَّد وخطر يحيط بنا .
هناك قول مأثور بأنه حيث ينعدم وجود رؤية مركزية ثاقبة فإن الشعوب تندثر . في حالتنا نحن العرب والمسلمين مع الأحلام الصهيونية المجنونة لن تندثر الشعوب فقط، بل الحضارة التي أسس لها الإسلام .
من هنا نأمل ألا تستمر قيادات مجلس التعاون بالاكتفاء بمواقف سياسية إرضائية مؤقتة، بل عليها أن تنتقل إلى تكوين رؤية عميقة مفصلية لمجابهة أكبر وأخطر مشروع اجتثاثي عرفته أرض العرب وأرض الإسلام .
التعليقات
لقوة الخليج العربي!!
ابو تركي -لابد من اشراك اليمن والعراق بحيث تصبح دول الخليج العربي ثماني دول عربية بشروط امنية وعسكرية واقتصاديةوثقافية!!!! تحفظ امن المنطقة من التدخلات الفارسية والصهيونية بالمنطقةبحيث يكون للسعودية مواني استراتيجية باليمن على مضيق عدن والبحر العربي من جهة عمان قريبا من ( الخرخير) وذلك في حالة قفل مضيق هرمز ولفتح التجارة مع قارة اسياوان يكون للسعودية استثمارات قوية باليمن والعراقوان يفير مسمى درع الجزيرة الى مسمى درع الخليج العربي!!!وان تكون فيه قوة للتدخل السريع تقدر 300.000 مقاتل!!!!!
رؤية عوراء
بن ناصرالبلوشي -وماهي(الرؤية العميقة المفصلية)المطلوبة من دول مجلس التعاون الخليجي لمجابهةالمشروع العبري من وجهة نظركم!؟هل هي بالاستسلام للمشروع الصفوي الفارسي(المشروع واقعي وليس افتراضي كالمشروع الذي تتاجرون به)؟هل هي بالتضحية وخداع و(تغرير)الشعب الخليجي في سبيل ملئ جيوب مرتزقة وسماسرةوتجار(اوهام واكاذيب وشعارات)مقابل رفاهية وسلامة ابناءهم واوطانهم؟هل هي بعرقلة اوبوقف مشاريعهم واستثماراتهم التنموية الفكرية منهاوالمادية مقابل(أكاذيب)؟الاتعلم ان هدف صاحب(الرؤية)التي تسوقونها الحقيقي هي خراب(نشرالفوضى والفتن)وتخلف وافلاس واستعباددول الخليج العربي؟هل تعلم ان من يستخدم في تسويق(رؤيتهم)في الحقيقة يعتبرونه(مغفل)!
أماني
بوسالم ١ -الاخ ابو تركي تعليق رقم 1 .. كلامك جميل و النظرية صعب تطبيقها لان هناك اختلاف كبير بين دول مجلس التعاون و العراق و اليمن ،، اذا استثنينا اليمن بعد سنين من التأهيل ليصل الى وضع باقي دول مجلس التعاون نجد صعوبة في دخول العراق و خصوصا مع تناقضاته على المستوى المحلي و الاقليمي . لكن نترك العراق و اليمن و نرجع الى تركيبة مجلس التعاون نفسة ، لنجد التناقض القائم بين دولة ،، و آهم تلك المشاكل الحدود البرية و البحرية ،، للنظر مثلا المشاكل التي حصلت بين قطر و البحرين بالنسبة للصيد البحري و كذلك الحدود البرية بين الامارات و السعودية ، و هيمنة دول بعينها في مقرات و مؤسسات مجلس التعاون و عدم التوزيع الصحيح لتك المؤسسات ، و القرارات الفردية بقفل و فتح الحدود ، وهذه المشاكل تعمم على باقي اعضاء المجلس . ما لم تتغير عقلية الكبير والصغير في التعامل الحضاري فيما بين دول الخليج و النظر الى امن المنطقة ككل و اشراك الشعوب في ابداء ارائهم ووضع اليات مشتركة و قوانين تحكم العمل في جميع شؤن المجلس و محكمة تلزم الجميع عند نشوب الازمات و ليس بقرار فردي من هنا و هناك و عكس ذلك لن تقوم قائمة دول مجلس التعاون بالصيغية الحالية .
الصقور
سيف الحق العربي -يوجد في العالم العربي ما يكفي من الصقور والأسود لتحجيم إسرائيل وإيران وجميع أعداء الأمة العربية بفضل الله وحده فلاتهتم أكثر من اللازم فهم ثقة وهم يعملون بصمت كالصقور تماماً