جريدة الجرائد

تركي الحمد و وائل مرزا:الليبرالية ببساطة...و الليبرالية السعودية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الليبرالية ببساطة: عش.. ودع غيرك يعش..تركي الحمد الرياضإن الله جل جلاله يحب من عباده من يخطئ ويستغفر ويعيد تحديد مسار حياته، فهو لا يحب الخانعين مهما كانوا عليه من الطاعة المطلقة، وإلا لأبدلهم بقوم آخرين. هذا هو جوهر الحرية التي هي أساس الفردية"أيتها الليبرالية.. كم من الرذائل تلصق باسمك، وكم من الجرائم تربط باسمك"، أقول ذلك تأسياً بمقولة دانتون حول الثورة الفرنسية وهو يُقدم لقطع عنقه بالمقصلة، وهو الذي كان من آبائها: "أيتها الحرية.. كم من الجرائم ترتكب باسمك"، فالحرية قيمة إنسانية عليا، ولكن البعض استخدمها تبريراً لجرائم لا علاقة لها بالحرية ارتكبت في عهد الثورة الفرنسية، وخاصة في عهد روبسبير، أو عهد الإرهاب كما يسميه المؤرخون، الذي أكلته مقصلة الثورة الشهيرة التي أكلت من قبله المئات وعلى رأسهم الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت. كل التهم اليوم تكال إلى الليبرالية في سبيل تشويهها وتوشيمها بكل ما ليس فيها، بأوشام العهر واللامسؤولية وانعدام الهوية بحيث وصفها البعض بأنها "هوية من لا هوية له"، فيما هي في الحقيقة هوية الإنسان الحق الذي يستحق أن يُطلق عليه صفة الإنسان. فالليبرالية لا تسعى إلا لخير الإنسان، فهي في النهاية فلسفة الإنسان، ولكنها توصم بكل مثلبة، بمثل ما كانت الأديان توصم بكل خبث في بداياتها قبل أن تتبين حقيقتها الإنسانية، رغم أن الليبرالية ليست ديناً بقدر ما هي فلسفة تكريم للإنسان الفرد الملموس.
قيل في الليبرالية الكثير، كما قيل في دين محمد والمسيح وموسى، بل وكما قيل في بوذا وغاندي وأرباب الإصلاح في تاريخ الإنسان، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، فما هو لخير الإنسان سيثبت ويستقر رغم كل الأعاصير، أو كما قال المهاتما، رسول الإنسانية في هذا الزمان ما معناه: "عندما أشعر بالإحباط واليأس، أتذكر أن الخير هو المنتصر في النهاية". نعم.. قد ينتصر التعصب يوماً، وقد يسود الحقد أياماً، وقد يفوز الباطل سنوات، وقد تحتل البغضاء القلوب قروناً، ولكن في النهاية ينتصر الإنسان، وتنتصر قيم الإنسان من حرية وعدل وحق، وهذا هو جوهر الليبرالية، أو بأي اسم أسميناها. قد لا نرتقي في سلوكنا إلى النموذج الذي تضعه أمامنا الليبرالية، وهل هناك كمال في هذه الدنيا؟، فما الكمال إلا لرب الوجود، ولكنه مجرد وجود النموذج هو حكم لنا وعلينا.. نعم، لا يمكن لأحدهم أن يكون من الكاملين، ولكنه يحاول أن يكون كذلك، وهذا هو المهم، ففي المحاولة يكمن سر الحياة ومعناها.
الليبرالية بكل بساطة، لمن تشوهت لديهم المفاهيم، ودون الدخول في فذلكات فلسفية تدور حول أفكار أساطين الفكر الليبرالي في لحظة زمنية أوروبية ماضية هي شبيهة بلحظتنا العربية الراهنة، مثل جون لوك وجون ستيوارت ميل وجان جاك روسو وفرانسوا فولتير وديفيد هيوم وغيرهم رغم أهميتها، هي فلسفة حياة، بل ولنبسط الأمر أكثر، هي أسلوب حياة يقوم على أساس احترام الفرد وحقوقه وحرياته التي تشكل دوائر مستقلة لا تتقاطع مع دوائر الآخرين، فحرية الفرد وحقوقه تتوقف حين تتقاطع مع دوائر الآخرين. أنا حر وأنت حر، ولكن حين تتقاطع حريتي مع حريتك، وحقي مع حقك، هنا يأتي دور القانون الذي ينظم العلاقة بين الأفراد وحدود حرياتهم وحقوقهم. فالليبرالية لا تعني انتفاء القيد على إطلاق العبارة، أو حرية حرب الكل على الكل وفق عبارات توماس هوبز، بل تعني تلك الحرية المسؤولة المقيدة بالقانون، وهو القيد الذهبي كما سماه أفلاطون، الذي يحدد العلاقة بين الفرد والجماعة، فلا الجماعة تطغى على الفرد باسم المصلحة العامة، ولا الفرد يمارس حرية غاب القانون فيها هو الناب والمخلب، وهو ما عبر عنه فيلسوف الثورة الفرنسية جان جاك روسو عندما تحدث عن مفهوم الإرادة العامة. الليبرالية تقوم على حقيقة في غاية البساطة. حقيقة نراها ونلمسها في كل يوم آلاف المرات، ولكننا لا نعطيها قيمتها الحياتية التي تستحقها. هذه الحقيقة هي أن الإنسان يولد فرداً عارياً، ويموت فرداً عارياً، بل وفي كل الأديان يُحاسب فرداً عارياً أمام رب كون رحمن رحيم على اختلاف أسمائه وصفاته في أديان الرب إلى الإنسان. فطالما أن "الفردية" هي أساس الوجود، فلماذا تنفى بين لحظة الميلاد ولحظة الموت؟ الإنسان كائن اجتماعي، قال بذلك أرسطو وآخرون، وهي حقيقة معاشة، ولكنها لا تنفي الحقيقة الأولى وهي أن الإنسان فرد قبل أي شيء آخر، ومن ثم تأتي بقية الإضافات، ولكن الأساس هو فردية الإنسان. الإنسان هو مفهوم قبل أن يكون حقيقة ملموسة، ولكن الفرد حقيقة ملموسة، أستطيع تبينها مع صراخ الطفل حين الولادة، أو انقطاع النفس حين الوفاة، هذا هو الإنسان الملموس، وكل ما عداه هو مفاهيم قد يستوعبها عقلي ولكن لا تقرها بالضرورة حواسي. حقيقة بسيطة، ولكن المشكلة هي أننا أضعنا البساطة في حياتنا، فتجاهلنا الشمس وهي في رابعة النهار. هذا لا يعني إلغاء دور العقل في استيعاب حقائق الحياة من حولنا، ولكنه يعني عدم تجاهل حقائق ملموسة تفرض نفسها علينا كل يوم دون أن نستوعب ما تعنيه، وعن طريق العقل الذي لا يعني تجاهل الموجود لما هو غير موجود، أو توظيف العقل لما هو غير معقول.
يولد الإنسان فرداً، ويموت فرداً، ويعيش فرداً في وسط اجتماعي معين، ويُحاسب في العالم الآخر فرداً، وبالتالي فإن الفردية هي الأساس، أي أنها حقيقة ملموسة في هذه الحياة. صحيح أن الفرد في النهاية لا يستطيع العيش إلا في ظل جماعة، ولكن ذلك لا يعني أن تلغي هذه الجماعة وجوده الملموس، كما تفعل الفلسفات والإيديولوجيات الشمولية المجردة التي تدعي الحديث عن إنسان مجرد لا وجود له من شيوعية ونازية وإسلاموية، ضحت بالفرد على مذبح الجماعة، فلا جماعة أدركت ولا فرداً حققت. مصلحة الجماعة، حتى لو أتت على حساب حرية الفرد وحقوقه أحياناً، ونكرر هنا أحياناً، هي مسألة أساسية، ولكن بشرط أن تكون الجماعة، أي مجموعة الأفراد، هي من يُحدد هذه المصلحة، وليست نخبة سياسية أو اجتماعية أو فكرية هي من يُقرر ذلك. نعم، قد يُخطئ الفرد في تحديد ماذا يُريد وإلى أين يتجه، ولكن هذه هي الحياة.. تجربة وخطأ.. ومن حق الفرد أن يُخطئ، بل إن الله جل جلاله يحب من عباده من يخطئ ويستغفر ويعيد تحديد مسار حياته، فهو لا يحب الخانعين مهما كانوا عليه من الطاعة المطلقة، وإلا لأبدلهم بقوم آخرين. هذا هو جوهر الحرية التي هي أساس الفردية، بل وأساس كل حق وأي حق، وهي الحرية التي وهبها الخالق للإنسان حين وهبه النجدين، وحذره من الشجرة المحرمة التي أكل منها، فاختار مصيره بنفسه، غير مجبر ولا مسير.
الليبرالية ليست إلا فلسفة حق الفرد في الحياة، كما أراد له ذلك الخالق حين جسده إنساناً يصرخ بحق الوجود وهو خارج من رحم أمه، بكل ما تعنيه تلك الحياة من حق في التعبير عن حياته وما يختلج في ذاته، مع كل الحقوق الطبيعية المولودة معه والتي تضمن له ذلك. نعم، هي حقوق طبيعية وليست مكتسبة، فلا فضل لعربي أو أعجمي في هذه الحقوق، ولكن قاتل الله من سلب تك الحقوق، فالإنسان، وعلى رأي روسو، يولد حراً ولكنه مقيد بالأغلال في كل مكان، ورحم الله ابن الخطاب الذي قال: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً". لم توجد الجماعة إلا لخدمة الفرد، فالجماعة ليست إلا وسيطا لمنح الفرد القدرة على الإنجاز في جو حر وآمن، وإلا ما فائدة الجماعة؟ ولم توجد الحكومات إلا لخدمة الفرد، فما الحكومة إلا جهاز لتنظيم حركة الأفراد وفرض القانون الذي يحمي الحرية التي هي جوهر الفردية، ولكن انقلاب منطق التاريخ على نفسه، جعل من الفرد خادماً للحكومة بدلاً من أن تكون الحكومة خادماً للفرد، ولا أقول الشعب، فالفرد هو الحقيقة وليس الشعب، فما الشعب أو الأمة أو غيرها، إلا مفاهيم مجردة قامت وتقوم على حقيقة ملموسة واحدة هي الفرد.. الفرد الذي يولد ويموت ويحاسب وحيداً: ففي النهاية "كل نفس بما كسبت رهينة، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت".. وللحديث بقية إن قُدر لنا البقاء.

الليبرالية السعودية


وائل مرزا

المدينة

لابد من استماحة القارىء عذراً في بدء هذا المقال بما بدأتُ به تقديمي لكتابي الأخير عن السعودية.
"يقولون أن للمجتمعات قلباً ينبض كما ينبض قلب الإنسان. ولو كان التاريخ طبيباً يضع سمّاعته الطبّية على قلب المجتمع السعودي اليوم لأصابته الدهشة. فكما تتسارع خفقات قلب إنسانٍ يجري بحثاً عن عزيزٍ عليه، ينبض قلب مجتمع المملكة اليوم بسرعةٍ غير اعتيادية. قد يكون بإمكانك أن تصف حركة هذا المجتمع بكثير من الصفات. لكنّ الصفة الأساسية الواضحة هي أنه مجتمعٌ يجري في جميع الاتجاهات بحثاً عن إجابات على كثير من الأسئلة التي طرحت نفسها عليه في السنوات القليلة الماضية.
فكل شأن مطروحٌ للبحث بدرجةٍ أو أخرى.
وكل الملفات مفتوحةٌ وموضوعة على طاولةٍ من طاولات الحوار.
وكل القضايا باتت تحتمل الرأي والنظر، وتستحق النقاش والدراسة والمراجعة.
.. ولايلوحُ بأن الحراك الثقافي والاجتماعي والإعلامي والسياسي والاقتصادي المتزايد في المملكة سيقف عند حدٍ في المستقبل القريب".
ألحَّت علي الأفكار المطروحة أعلاه وأنا أتابع (المعركة) الثقافية التي تجري في المملكة منذ بضعة أسابيع بخصوص (الليبرالية). حصل هذا ويحصل بعد أن ألقى الدكتور عبد الله الغذامي محاضرته الشهيرة بعنوان (الليبرالية الموشومة) في جامعة الملك سعود.
ولو أن الغذامي لم يُثر مثل هذه العاصفة لكان الأمر غير طبيعي. فالرجل، بعيداً عن ادّعاء الكمال له، وبعيداً عن موافقته في جميع مواقفه وآرائه، مثقفٌ متميز، أمضى حياته في محراب النقد والبحث العلمي. ولقيَ في سبيل ذلك الكثير من العنت والاتهامات. والأهمّ من هذا، أنه يطرح مقولاته في مجتمعٍ يمرّ بمرحلة تحولٍ عميقة على جميع المستويات وفي جميع المجالات، وخاصة فيما يتعلق بمسألة الهوية.
والضجة التي ثارت حول محاضرته توحي بكثيرٍ من الدلالات الكامنة في الحراك الثقافي والإعلامي الذي تشهده المملكة خلال السنوات الأخيرة، في تلك القضية على وجه الخصوص. وهي دلالات لايتسع المقال إلا للحديث في بعضها وبسرعة.
فالغذامي من المفكرين القلائل المنسجمين مع أنفسهم فكرياً، وهو يعلم ويعي مايقول إذا قرأناه بدقة. وانتقاده لليبرالية في تلك المحاضرة كان يتركز على ممارسات أفراد قد لايكون لديهم نصيب من قيم الليبرالية سوى التمسّح باسمها. لهذا يقول من بداية الكلمة: "لكن السؤال الأخلاقي والعلمي دائما: هل ممارسات الناس تصبح حكما على المصطلح؟ هل ممارسات المسلمين تصبح حكما على الإسلام؟ هل ممارسات الليبراليين تصبح حكما على الليبرالية؟ الجواب: لا. ويجب أن نقول لا ويجب أن نفصلها، لأن هذه مسألة أساسية وواضحة... أنا كباحث علمي أقول ولا يجوز لي أن أفعل ذلك، الذي يجوز لي أو يجب علي هو ان أنظر عمليًا في هذه الفئة اللي تسمي حالها ليبراليين وأرى ماذا فعلت، وهذا اللي حاولته وأقوله الآن". وقد ذكّرني هذا الموقف بما أورده في كتابه (الثقافة التلفزيونية: سقوط النخبة وبروز الشعبي) الصادر عام 2004م، حيث انتقد بشكلٍ موضوعيٍ مُفصّل موقف أدونيس الذي كان من أشد مؤيدي قانون (صيانة العلمانية) في فرنسا. فبعد شرحه لذلك الموقف وبكلمات أدونيس نفسها يقول الغذامي: ".. فنحن هنا أمام مفارقة ثقافية خطيرة جدا، وهي مفارقة تكشف عن الأنساق المضمرة التي يتحول فيها الحداثي إلى رجعي مبطّن، والديمقراطي إلى طاغية مغلّف بلباسٍ ناعم، والإنساني إلى تسلطي متحكم. وكم هي لغة أدونيس هنا لغة فحولية تسلطية، وهو هنا يلغي حقوق الاختلاف ويجعل المختلف منشقاً ومجرماً... عند أدونيس تسقط كل الحقوق وتسقط الأقليّة والمُهمّش، ويجري فرضُ رأيٍ عامٍ مُشترك وذوقٍ عامٍ إلزامي ويُصبح ذلك قانوناً.." ثم ينتقل الغذامي ليقول: "والعيب الجذري في الحداثة العربية هو أنها حداثة أفراد ولم تتمكن بعد من تأسيس خط حداثي كلي وبوعي جمعي عميق، وبقاؤها فردية صنعَ من الأفراد فحولاً جددا، وإذا ظل الفرد بوحدانيته تحوّل فكرهُ تبعاً لذلك إلى فكرٍ شمولي ووثوقي، وظل متعالياً على النقد، ونحن نلاحظ غياب النقد الذاتي ضمن خطاب الحداثة العربية..".
يأخذنا هذا إلى النقطة الثانية التي تتمثل في استمرار المشروع النقدي للغذامي. وهو مشروع لم يبدأ بنقد الخطاب الإسلامي التقليدي، مروراً بنقده المذكور للحداثيين العرب، ولايبدو أنه سينتهي عند نقده الحالي لليبراليين في السعودية. من هنا، فإن الاحتفاء الحقيقي يمكن أن يكون بالمشروع ذاته، ومن خلال الحوار والمشاركة فيه. والأهم من هذا التفكيرِ بمحتواه بشكلٍ شاملٍ وموضعي بعيداً عن تناقل الأخبار والأقاويل. أما الاحتفاءُ من أهل كل فئة بنقدهِ لأصحاب الفئة الأخرى فإنه لايؤكد إلا أمراً واحداً، هو مصداقية نقده لتلك الأطراف..
رغم هذا، ثمة مفارقة لاأزال أبحث عن تفسيرٍ لها، فقد ذكّرني نقد الغذامي بالنص التالي:
"نقطة الضعف الأساسية في الأيديولوجيا الليبرالية لاتكمن في نسقها المفتوح، ولا في أفكارها الفلسفية، بقدر ماتكمن في المعبّرين عنها، دولاً أو أفراداً أو جماعات، حين يمنحون مفاهيمها معاني مطلقة وفق ظروفهم ومحيطهم هم دون غيرهم، وبذلك يغلقون ماهو مفتوح أصلاً، ويزعزعون فكرة التعددية والتسامح والتعايش التي لا ليبرالية دونها. بمثل هذا الفعل، تتحول الليبرالية إلى أيدولوجيا بنصٍ مغلق، مثلها مثل غيرها من أيديولوجيات، ويغيب الوعي عن معتنقيها من أنهم يمارسون فعلاً أيديولوجياً في النهاية مهما بلغ الإيمان بالمقولات المطروحة، وبذلك تحكم على نفسها بالفناء في النهاية".
هذا النص ليس للغذامي وإنما هو للدكتور تركي الحمد. وهي فقرة من مقال له نشرهُ عام 2003م في عددٍ من مجلة (دراسات إسلامية معاصرة) كان موضوعه (التباس المفاهيم في الفكر الإسلامي المعاصر: التباس مفهوم الليبرالية)؟! يلفتُ النظر ويستحق التفكير نشرُ الدراسة المذكورة في الدورية المذكورة وتحت الموضوع المذكور، لكننا نتحدث هنا عن موضعٍ آخر. إذ يمكن القول أن الحمد كان يتحدث عن نقطة ضعف الليبرالية بشكلٍ نظري وأن الغذامي جاء ليُعطي أمثلةً محددة على تلك النقطة بعينها؟ فإلى أي درجة يبدو البون شاسعاً بين الرجلين، في هذه النقطة على الأقل؟ وماهي دلالات الخلاف الثقافي بينهما؟ وماهي طبيعة الظروف التي أنتجت تحولات الرجلين بناءً على ذلك؟..
وأخيراً. أليس من المصلحة أن يعرف كل مثقفٍ عربي طبيعة الحراك الثقافي ومواضيعه في باقي أرجاء الوطن العربي الكبير؟ يعرف الصغير والكبير أهمية التحولات الثقافية التي تجري في بلدٍ مثل السعودية، وماينتج وسينتج عنها من تغييرات على كل صعيد. وهي تغييرات ستؤثر بدورها على العرب بأسرهم. فمتى تُكسر أسوار العزلة الثقافية بين أقطار العرب؟ نأمل فقط أن يكون هذا المقال خطوةً صغيرة على هذا الطريق.
د. وائل مرزا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف