جريدة الجرائد

من الوزير القادم لـ "داخلية العراق"?

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

داود البصري

وزارة الداخلية العراقية أم الفساد فملفات الرشوة والمحسوبية في دوائرها عامرة بالفضائح

الصراع الشرس على المناصب في العراق تميز بوحشيته وبحالته الانتهازية وباتت جميع القوى السياسية العراقية لا تؤمن أبدا بعقلية المعارضة البرلمانية, بل تفضل التمتع بامتيازات السلطة والنهل من ينابيعها وترفها والتقاتل بالمناكب على المناصب , وقد ظلت الوزارات الأمنية كالدفاع والداخلية مفتقدة لترشيح أي شخصية سياسية لحساسية تلك الوزارات وحرص الأحزاب المتنفذة على السيطرة عليها مباشرة لان في ذلك مفاتيح السيطرة الحقيقية على العراق الضائع بين المشاريع والرؤى والأحلام والأجندات , ووزارة الداخلية العراقية بما لها من أهمية استثنائية قصوى في زمن الإرهاب والفوضى ومحاولة بناء الهياكل القوية والفعالة للدولة العراقية الجديدة ظلت هي الهدف الأسمى لمختلف التطلعات , فمن يجلس على عرش وزارة الداخلية المليء بالدبابير والثعابين السامة والعقارب السوداء والعامرة بكل ملفات الفساد والإفساد والتنفيع فإنه سيكون مهيمنا على ملفات حساسة وستراتيجية بطبيعة الحال , ورغم الدعوة العلنية الى توزير شخص حرفي وتكنوقراطي بعيدا عن المحاصصة الحزبية والطائفية, إلا أن لأحد المرشحين للوزارة, وهو وكيلها الأقدم بائع الخضراوات والمضمد والصراف وتاجر الذهب الدنماركي السابق الذي تحول لرتبة لواء أركان حرب السيد عدنان هادي الأسدي رأيا آخر في الموضوع عبر عنه قبل أيام تلفزيونيا بالقول ان وزير الداخلية ينبغي أن يكون حزبيا لا مستقلا لكي لا يخضع لضغوط الآخرين وليبقى ثابتا على رؤية وسياسة حزبه وهو طبعا يقصد الترويج لنفسه بإعتباره أحد أعضاء حزب "الدعوة" من الفرع الذي يتزعمه نوري المالكي , فmacr; "الدعوة" كما تعلمون تحول دعوات وتيارات متضاربة منذ زمن طويل ! ويبدو أن عدنان الأسدي الذي يروج لنفسه من خلال الآخرين أيضا بات لا ينام الليل اذ تؤكد معلوماتنا الخاصة بأنه يتصل لأكثر من ثلاث مرات يوميا بمكتب نوري المالكي متسائلا عن الشخصية التي سيختارها الأخير لتولي حقيبة الداخلية التي يتطلع إليها تطلع الولهان الى معشوقته , فالسيطرة على وزارة الداخلية تعني أساسا بناء المواقع المستقبلية وتعزيز الوجود السلطوي لحكومة "دعوية" تحاول الهيمنة على مفاتيح ومفاصل الدولة العراقية تمهيدا لقيام دولة حزب الدعوة الحلم وحيث لن يسلمها الدعويون كما كان العباسيون وبعدهم البعثيون يتأملون سوى للمسيح المنتظر. وهوطبعا حلم إبليس في الجنة فالوقائع تشير إلى أن السلطة في العراق لن تخرج أبدا عن إطار المحاور والرغبات الدولية والمصالح المتغيرة , ومن جعل نظام صدام حسين الشرس والعدواني مجرد "دمعة في التاريخ" لن يتردد أبدا في تغيير كل قواعد اللعبة لوحتمت الظروف ذلك. إنها لعبة السلطة والموت لشعوب الشرق القديم وإياك أعني واسمعي يا جارة.
ولعل واحدا من أكبر المنافسين للواء أركان حرب عدنان الأسدي هوالمفتش العام الحالي لوزارة الداخلية منذ عام 2005 السيد عقيل الطريحي, وهو اسم قد تردد كثيرا خلال الأسابيع الماضية , وهذا المرشح لا يعرف عنه الكثير سابقا وسنحاول في هذا المقال سبر أغوار تاريخه وتتبع ملفه لتسليط الأضواء على عناصر سلطوية باتت تتواجد في محيط السياسة العراقية الحافل والعامر بالعجائب والمفاجآت , والسيد عقيل هو مرشح قوي ومحتمل للوزارة , فمن عقيل الطريحي?
إنه عقيل عمران محمد سعيد الطريحي , من مواليد مدينة كربلاء عام 1964, ويتحدر من أسرة متواضعة وعلمية ومعروفة أصلها من مدينة النجف ولكن عقيل من أهل كربلاء , والده السيد عمران الطريحي كان من الدعاة القدماء (أي من الجيل القديم لحزب"الدعوة") في أواسط خمسينيات القرن الماضي , ولكنه تخلى عن الارتباط الحزبي "الدعوي" منذ مرحلة السبعينات وتفرغ لعمله الخاص ولتربية أبنائه , درس عقيل الطريحي في كلية القانون والسياسة قسم القانون في جامعة بغداد , وتخرج عام 1987 , لم يلتحق بالخدمة العسكرية الإلزامية , ولكن نظام صدام كان قد أصدر مطلع عام 1988 قرارا بإعدام المتخلفين عن الخدمة العسكرية ما اضطره للانخراط في الجيش العراقي كجندي عادي ثم انتمى الى نقابة المحامين العراقيين, وهو في الجيش عام 1989 , اشترك بشكل فاعل في أحداث الانتفاضة الشعبية في ربيع عام 1991 بعد الهزيمة العراقية في الكويت في معارك كربلاء ضد السلطة ثم بعد تدخل الحرس الجمهوري وقمعه للجماهير المنتفضة رحل جنوبا بصحبة الثوار المنسحبين لمدينة صفوان على الحدود مع دولة الكويت, وحيث أقام في معسكر لاجئين تابع للأمم المتحدة وبإدارة "قوات التحالف" وحيث فضل مع 3000 عراقي آخر اللجوء والرحيل صوب إيران, وهناك اشتغل في صحيفة "الجهاد" التابعة لحزب "الدعوة" في طهران ككاتب مقال , وكتب مقالات أدبية رفيعة المستوى إلى حد ما بتوقيع عقيل سعيد بعد ذلك لم تعجبه الحياة لا في طهران ولا في صحيفة الجهاد , فخرج للشام ليعيش في سورية كالآخرين وليواصل من هناك كتاباته في نشرة "الموقف" التابعة لحزب الدعوة والتي كان يصدرها نوري المالكي , ويراسل أيضا مجلة "الفكر الجديد" الصادرة في لندن والتي كان يديرها السيد حسين الشامي, وحيث كتب بها بحوث علمية وأكاديمية بحتة وكالعراقيين الآخرين قرر الخروج من سورية والبحث عن لجوء آخر أكثر أمنا واستقرارا ودخلا وحياة كريمة فسافر وعائلته الى الدنمارك وحصل على اللجوء هناك عام 1996, وظل يمارس نشاطه الكتابي من هناك بعيدا عن الإنتماء لأي جهة سياسية معارضة حتى سقط نظام صدام حسين عام 2003 ليعود الى دمشق ويركب من هناك في السيارة نفسها التي أقلت نوري المالكي في طريق العودة الى العراق وحيث ذهب لملاقاة أهله في كربلاء مع التردد الدائم على بغداد في وقت كانت الأمور فيه في العراق ضائعة ولم تتشكل بعد أي تشكيلات حكومية عراقية كما كانت الفوضى الأمنية تضرب أطنابها في بلد محتل ومنهار القوى , الصدفة وحدها هي التي قادته للمناصب وبفضل العلاقات الشخصية وحدها فقد كان نائب الرئيس العراقي وقتها إبراهيم الجعفري يبحث عن شخص ليتولى منصب مفتش عام في وزارة الداخلية بعد إعادة تشكيلها فتوسط أحد أصدقاء الطرفين وهوشخصية سياسية عراقية معروفة ومرموقة أترك اسمه للزمان لترشيح السيد عقيل الطريحي لذلك المنصب خصوصا وأنه- أي عقيل- يمتلك خلفية قانونية تتيح له مباشرة مسؤولياته الحساسة , وفعلا فقد سعى إبراهيم الجعفري الى تعيين الطريحي في ذلك المنصب بعد رئاسته للوزارة مطلع عام 2005 ووزارة الداخلية العراقية لمن يعرف الأوضاع, هي أم الفساد في العراق , فملفات الوساخة والرشوة والمحسوبية والشطط في استعمال السلطة وملفات السرقة والإفساد عامرة بها وتعج بدوائرها, وقد اطلع الطريحي بحكم منصبه على ملفات فساد رهيبة لم تتح له الظروف السياسية إعلانها , كما أن رغبات رئيس الوزراء كانت تمنع على الدوام من إعلان الحقائق لأنها محرجة لأطراف كثيرة وإعلانها ستترتب عليه مضاعفات غير مرغوبة في عراق هش , وفساد وزارة الداخلية العراقية الأسطوري انعكس بحكم الضرورة وطبائع الأمور على الاتهامات المثارة ضده شخصيا وهي وفقا لمعلوماتنا اتهامات ظالمة ومجحفة بحق الرجل الذي يتصرف بمهنية محضة , فهونزيه لا يمتلك ما يثير الشكوك فمثلا عاتبه البعض على أن الرشوة متفشية في وزارته وان اصدار جواز السفر العراقي لا يتم إلا بعد دفع رشوة مقدارها 300 دولار! وفعلا باشر إجراءات النقل والتغيير الإداري فارتفعت قيمة الرشوة المتوجب دفعها للحصول على جواز السفر لأكثر من 1000 دولار! ما اضطره الى الغاء الإجراءات التغييرية لتعود سعر بورصة الرشوة 300 دولار. إنها مهزلة الفساد العراقي العظيم والذي تعتبر وزارة الداخلية العراقية أول باب من أبواب مغارة علي بابا العراقية الأسطورية.
اختيار عقيل الطريحي لوزارة الداخلية قد يساهم في تصحيح جزء بسيط من صورة المشهد العراقي الخرب , وقد يكون الخطوة الأولى في طريق طويل للإصلاح , والرجل لا غبار عليه من الناحية المهنية الصرفة قياسا بقطط سمينة طائفية أخرى, هذا ما لدينا والله أعلم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العمل شرف
علي محسن الخزاعي -

بائع خضره بائع ذهب افضل من ان يعيش على فضلات الكويتين.

العمل شرف
علي محسن الخزاعي -

بائع خضره بائع ذهب افضل من ان يعيش على فضلات الكويتين.

Aqeel Al Taraihi
The Observer -

For record. Aqeel Al Tarihi was a member of the Iraq Reconstruction and Development Council (IRDC) headed by Emad Dhia when US invaded Iraq in 2003. He was deployed from Washington DC to Baghdad to work as an advisor for the ministry of Interior during the rule of US Adminstrator Paul Bremer. He remained in his position until the CPA was dissolved in June 2004.

سيد!
نزيه -

شبعنا من كلمة سيد فانها تذكرنا اما بالفساد والمحسوبية واما التخلف فالسيد الكاتب هنا رفع من شأنه او حط منها..! فالداخلية بؤرة فساد عقيم ابتداءا من انضمام مليشيات الشيعة فيها انتهاءا بمايجري خلف الكواليس حيث ان الكاتب سرد لنا سيرة الطريحي المشابهة لسيرة المالكي ..مسيرة فاشلة لشخص مبهم تطلعاته فلا يزكيه الا انه سيد

سيد!
نزيه -

شبعنا من كلمة سيد فانها تذكرنا اما بالفساد والمحسوبية واما التخلف فالسيد الكاتب هنا رفع من شأنه او حط منها..! فالداخلية بؤرة فساد عقيم ابتداءا من انضمام مليشيات الشيعة فيها انتهاءا بمايجري خلف الكواليس حيث ان الكاتب سرد لنا سيرة الطريحي المشابهة لسيرة المالكي ..مسيرة فاشلة لشخص مبهم تطلعاته فلا يزكيه الا انه سيد

الشخص المناسب
فرات -

اعتقد ان الشخص المناسب لتولي وزاره الداخليه هو الدكتور احمد الجلبي قد يختلف معي الكثيرين ولكن واقع العراق الان يقول انه الشخص المناسب

ابقى عل راي
سعد جعفر -

ذاك اليوم تكول الاستاذ علي الدباغ بمقالتك واليوم تحجي عليهم فانزع العكال واحجي خاطر نفتهم

ابقى عل راي
سعد جعفر -

ذاك اليوم تكول الاستاذ علي الدباغ بمقالتك واليوم تحجي عليهم فانزع العكال واحجي خاطر نفتهم

أسمن رجل في العالم
Rizgar -

الرد خارج الموضوع

السيرة الذاتية
احمد حسين علي -

اعتقد انه كان يمكن لايلاف ان تنشر السيرة الذاتية للسيد عقيل الطريحي و ينتهي الامر! فالمقالة عبارة عن استعراض للسيرة الذاتية مع تزكية من الكاتب.

الأسدي يتوسل المنصب
حسام الدين النجفي -

لقد قرأت قبل أياما تصريحا ( ) لعدنان الأسدي وهو يقول: لا زلت مرشحا قويا لمنصب وزير الداخلية ، بالله عليكم هل هناك شخص يحترم نفسه يصرح بمثل هذا التصريح ؟ فواضح جدا أن الرجل يستقتل للوصول إلى المنصب ويتوسل في سبيل ذلك ، فهمه بالتالي ليس الأمن والأمان في العراق بقدر تحقيق مصلحته الشخصية وترؤس الوزارة بأي شكل كان ، أما بالنسبة لعقيل الطريحي فلن يحصل على المنصب أيضا وذلك لأن الأكراد باسلوبهم الخبيث أحرقوا ورقته عندما أعلنوا دعمهم له وفعلت نفس الشيء القائمة العراقية ، مما سيحرج المالكي في حال تعيينه لأن الأكراد والقائمة العراقية سيمنون وسيتفضلون عليه وقتها بأنهم هم السبب في وصوله إلى منصبه مما يعني أنه سيقدم تنازلات لهاتين الجهتين وهذا لن يكون في صالح المالكي ولن يقبل به ، لذلك أعتقد شخصيا أن شخصا ثالثا سيتقلد منصب وزارة الداخلية ونتمنى أن لا يكون ممن يركضون وراء المناصب الدنيوية الزائلة.

السيرة الذاتية
احمد حسين علي -

اعتقد انه كان يمكن لايلاف ان تنشر السيرة الذاتية للسيد عقيل الطريحي و ينتهي الامر! فالمقالة عبارة عن استعراض للسيرة الذاتية مع تزكية من الكاتب.

الطريحي أفضل
جبار -

عائلة الطريحي ليست من السادة وهذا معروف... وهذه المعلومة لا تقدم ولا تؤخر... شهادة داود البصري بحق الطريحي محترمة لأن داود لا يرضى بسهولة عن الآخرين... بصراحة، من بين المرشحين الآخرين للوزارة فإن الطريحي يبدو أفضل بكثير من غيره، على الأقل الرجل محامي وهو مفتش عام الوزارة من خمس سنوات ويعرف كل مشاكلها... وهو بالتأكيد أفضل من المضمد بائع الخضروات عدنان الأسدي (وهذا ما قاله الكاتب وعلى إيلاف عدم الحذف).

الطريحي أفضل
جبار -

عائلة الطريحي ليست من السادة وهذا معروف... وهذه المعلومة لا تقدم ولا تؤخر... شهادة داود البصري بحق الطريحي محترمة لأن داود لا يرضى بسهولة عن الآخرين... بصراحة، من بين المرشحين الآخرين للوزارة فإن الطريحي يبدو أفضل بكثير من غيره، على الأقل الرجل محامي وهو مفتش عام الوزارة من خمس سنوات ويعرف كل مشاكلها... وهو بالتأكيد أفضل من المضمد بائع الخضروات عدنان الأسدي (وهذا ما قاله الكاتب وعلى إيلاف عدم الحذف).

كاكا حمة
سمير صبيح -

الأكراد باسلوبهم الخبيث أحرقوا ورقته عندما أعلنوا دعمهم له,أرجوك أخ حسام الدين النجفي ,علمنا اساليبكم الحضارية أرجوك . اناكردي مهتم بصفة شخصية باساليبكم الحضاريةالعربية.شكرا

حسام الدين النجفي
Rizgar -

فإن الشيعة العرب دائماأقل عنصرية من أهل السنة و الجماعة العرب, ويبدو أنني كنت مخطأ. وإذا كان لديكم 30% من قوة صدام ماذا سيكون مستقبلنا...........