جريدة الجرائد

ورطة نوري المالكي المقتدوية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

داود البصري

الأيام المقبلة في العراق ستكون ساخنة وبركانية بعد عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر
هل يمكن إعتبار العودة السريعة والمفاجئة لزعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر لمعقله النجفي قبل أيام بمثابة التحدي الحقيقي لكل المبادئ والشعارات المعلنة لدولة القانون المالكية التي اكتسبت تسميتها ووهجها وإنجازها الذي تفتخر به من خلال القضاء على حالات ومظاهر التسيب والانفلات الأمني, ومن ثم القضاء على العصابات والميليشيات الفوضوية في الشارع العراقي والتي يعتبر "جيش المهدي" أبرز صنوفها وأشكالها في الساحة العراقية? فهذا الجيش الفوضوي يضم عتاة المجرمين والفوضويين والقتلة والطائفيين, وكان أحد أطراف الحرب الاهلية الطائفية الرهيبة التي نشبت في العراق قبل أربعة أعوام, وأدت نتائجها إلى خسائر بشرية مهولة وخلق حواجز نفسية مرهقة بين العراقيين, ونوري المالكي كان يفتخر علنا بأن نجاحه الحكومي لم يتأت إلا من خلال القضاء على تلك العصابات والتصدي لها, ولكن متغيرات اللعبة السياسية العراقية والمزاج الشعبي العام أفرزا في النهاية تناقضات ومفاجآت عجيبة كانت قمتها مع النصر الانتخابي الكبير الذي حققه أتباع مقتدى الصدر "وجيش المهدي" في الانتخابات الأخيرة في مارس الماضي مما أعطاهم أربعين مقعدا برلمانيا جعلهم في صدارة قوى التحالف الشيعية, وبما حتم في النهاية وبحكم الضرورة وطبائع الأمور وأصول اللعبة السياسية اعتبار زعيم ذلك التيار الذي كان هاربا لإيران بناء على نصيحة إيرانية سابقة لاعبا رئيسا وفاعلا, بل صانع ملوك في عراق الطوائف والملل والنحل القائم حاليا, وهي مسألة محرجة وتمثل تحديا حقيقيا لسمعة ومصداقية الحكومة العراقية الراهنة التي لم تكتمل تشكيلتها النهائية بعد بسبب الصراع المحتدم على المناصب الأمنية والسيادية الحساسة في "الداخلية" و"الدفاع" وجهاز المخابرات وبقية التشكيلات الأمنية.
يأتي التحدي الأكبر والحقيقي من خلال الملف الحاضر الغائب والدائم, وهو ملف جريمة قتل السيد عبد المجيد الخوئي الزعيم الشيعي المعروف في مدينة النجف في التاسع من إبريل عام 2003 ومسؤولية مقتدى الصدر المباشرة عنها كما تؤكد مذكرة إلقاء القبض الحكومية الرسمية الصادرة في أغسطس عام 2003 والتي لم يتم تنفيذها أبدا, بل على العكس كوفئ مرتكب الجريمة أو المثارة حوله الشبهات وتحول رقما سياسيا وحتى مذهبي صعب, بل مقدس! رغم أن كل عناصر الاتهام والإدانة مازالت حية تسعى تظهر لسانها لأهل دولة القانون الذي بات وجود واستمرار حكومتهم يعتمد على طلب ود ومساندة "التيار الصدري" وزعيمه المطلوب للعدالة, إنها بالفعل ورطة سياسية وأمنية ونفسية كبرى تواجه نوري المالكي شخصيا الذي كان في عام 2006 يسعى سعيا حثيثا الى احضار وجلب مقتدى الصدر للمحاكمة, فإذا به اليوم يحاول الالتفاف الواضح على مذكرة إلقاء القبض, بل ويطلق سراح القتلة والمجرمين والإرهابيين من "جيش المهدي" كجزء من مساومات كثيرة ويوليهم أيضا المناصب الأمنية والحساسة في إدارة الدولة العراقية. وهي ورطة لا نتمناها لأحد بمختلف المقاييس, فكيف سيستطيع المالكي وأركان حكومته لحس كل تعهداتهم السابقة? وكيف يتخلصون من الحصانة المقدسة التي أحاط مقتدى الصدر نفسه بها, وهو يعود لقلعته النجفية الحصينة ويتخذ من داره هناك ومن مرقد والده الضخم المحاذي للمرقد العلوي كمركز للعمليات والقيادة الصدرية الخاصة, حتى بات يوجه الخطابات للشعب العراقي! في زعامة شعبية لن يرتاح لها المالكي أبدا وهو الحريص, بل المريض في حرصه على أن يكون "بطل الفيلم الأوحد"! ووحش الشاشة العراقية الوحيد, بل وفتى الشاشة الأول, في ما تحصن مقتدى الصدر في قلعته الحصينة بعد عودته من قم ليكون مرجعا سياسيا مقدسا لا تتناوله الانتقادات, وعصيا على التطويع فضلا عن المساءلة القانونية التي تحولت مهزلة حقيقية! لأن من يريد اليوم الوصول الى مقتدى الصدر وجلبه للمحاكمة أو التحقيق فإنه سيتسبب لا محالة في حرب أهلية داخلية طاحنة ستكون لها الكثير من التداعيات التي ستمتد الى خارج العراق أيضا, الوضع على كف عفريت, وقد نجحت المخابرات الإيرانية فعلا نجاحا مذهلا في خلق مراكز قوى شيعية تمارس عملية الضد النوعي, وبما من شأنه أن يعرقل حركة نوري المالكي, بل وتشله بالكامل أمام الزعامة الطائفية الجديدة المطلوبة للعدالة والتي تظهر لسانها سخرية وإستهزاء, بشعارات دولة القانون التي ذهبت مع الريح? الأيام المقبلة في العراق ستكون ساخنة, بل بركانية, وانتظرونا في محطتنا المقبلة حول أسرار العودة المفاجئة لمقتدى الصدر.. العراق أمام فوهات براكين هائلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
.....
علي الربيعي -

لايحق لمن يقتات على فتات موائد دولة الكويت ان يتكلم ... .

Churchill
Rizgar -

It has been said that democracy is the worst form of government except all the others that have been tried." (1874 - 1965) Winston Churchill أربعين مقعدا برلمانيا ,فقد قيل ان الديمقراطية هي أسوأ أشكال الحكم, لا احد يدعي أن الديمقراطية ليست مثالية ,ولكن التفضيل مع كل تلك الأشكال الحكم المجْرِبَةالأخرى ,

nice article
mustafa -

Well written article and anlysis of this retrded person Muqtada and his retrded followers.

بالفعل ورطة حقيقية
سالار احمد -

اصاب الكاتب البصري كبد الحقيقة في مقاله،والاكثر من هذا هو ان عائلة السيد عبد المجيد الخوئي طالبت قبل يومين المالكي زعيم دولة القانون بتطبيق القانون او اللجوء الى تدويل القضية،وكلنا يعرف ان للخوئي الاب مقلدين ومريدين وكذلك للابن الراحل علاقات عربية ودولية،فاين سيكون القانون في دولة القانون؟وردا على تعليق علي الربيعي اقول ان الكويت دولة شقيقة عربية ومخلصة في انتمائها،فما بالك بمن يقتات على موائد ايران الفارسية الطامعة بالعراق وبالخليج؟

منغولي
نزيه -

كل الاحزاب الشيعية صنيعة ايران ونابعة من افكار والد مقتدى ابتداءا من حزب الحكيم والدعوة وحزب الاة وتيار مقتدى وغيرها كثير..ان كان هناك من وجه مقارنة بين افعال تيار القتل والتدمير والمالكي فسوف نرى بوضوح ان افكارهما نابعة من حب التسلط والسلطة ...

تأييد
محمد العبيدي -

ولم لايكون عكس ماجاء بالمقال هو الصحيح فقد تكون العودة بمثابة تأييد لحكومة المالكي خصصوصا ان التيار الصدري نال مايريدة في تشكيلة الحكومة الحالية.

مع القانون
حسن البندر -

تطبيق القانون أولى بمن يدعي انه يمثل دولة القانون مهما كانت منزلة المجرم وعلو كعبه . وكي لا تكون الحكومة غطاء شرعيا يلوذ به القتلة والمجرمين والارهابيين ، وبذلك تصبح الحكومة موضع اتهام ومساءلة ومسؤولية تاريخية تضعها بالضد من مصلحة الشعب العراقي وقيم العدالة والالتزام بالقانون والدستور ، وقبل ان لا ينفع الندم لأن الزمن لايعمل في صالح المنحرفين والخارجين على القانون .

كلمة الحق
محمد -

كلمة الحق تقال .. انتم تطالبون بالديمقراطيه .. التيار الصدري حصل على 40 مقعد و من حقهم ان يتبوؤا مكانتهم و استحقاقهم .. هذا لا يسمى ارهاب انما نتائج حصلوا عليها بالانتخابات التي الكل يشهد بصحتها .. فهذا حقكم و نتمنى لهم كل التوفيق ه

رفقا بالعراق يا داود
Albaghdady -

السلام عليكم اولا الاخ الكاتب والاخوة المعلقون الكراماما ان لكم ان تتركوا هذه الاسطوانة المشروخه من ان الشيعه هم صنيعه ايرانية وان جيش الامام هم من الفوضويون ومن هذه التشابيه اللا اخلاقيه ؟هل وجهت من قبل او ستوجه مثل هذه الاتهامات للاحزاب السياسية الاسلامية السنية بارتباطها او انتمائها للتيارات السلفيه والوهابيه في السعودية وقطر ؟؟؟؟ وهي المصرحه والواضحه الميول اتجاه كل من هاتين الدولتين ؟ لا اريد ان اطيل لكن اقول موتوا بغيضكم فالله متم نوره ولو كره الكافرون

وجهة نظر
maitham ali -

اي على الاقل نوري المالكي ضحك على التيار الصدري بطريقة ذكية واخذ منهم التصويت لصالحه ووعدهم وعود كثيرة منها نائب رئيس وزراء ووزارات امنية وسيادية وخدمية وغيرها ولكن بالنهاية ما عطاهم غير وزارة العمل ووزارة دولة, والله المالكي مو سهل .... ديرو بالكم منه يا بعثية

ورطة أم جريمة؟
رائد -

الأخ الكاتب كان الأحرى ان تقول خيانة نوري المالكي وجريمته وليس ورطته بالتحالف مجددا مع التيار الصدري الذي يضم بين صفوفه كما تقول عتاة المجرمين والقتلة والسفاحين لأن الورطة تظهر المالكي مسكينا ومغلوبا على أمره في حين انه اقترف هذا الفعل الرهيب أي بالتحالف مع القتلة من اجل مصلحته الشخصية في البقاء في السلطة وبأي ثمن. وليكن الله في عون العراق والعراقيين على هذه المصائب المتأتية من اناس لاهمّ لها سوى مصالحها قبل كلّ شيء وفوق اي اعتبار.

معارضه من اجل لاشي
مراقب -

انا لا اعلم سبب تحامل الكاتب على كل الاطراف حتى انه لايضيف مع كل تقدير اي فائده للقارئ اتمنى عليه لتحليل الموضوعي والحيادي مع العلم اني لست عراقي

معارضه من اجل لاشي
مراقب -

انا لا اعلم سبب تحامل الكاتب على كل الاطراف حتى انه لايضيف مع كل تقدير اي فائده للقارئ اتمنى عليه لتحليل الموضوعي والحيادي مع العلم اني لست عراقي

فوضى
شلال مهدي الجبوري -

الحكومة الحالية هي حكومة بعثية واسلامين شيعة مبنية على اساس المحاصصة الطائفية بالاظافة الى الاكراد .حكومة تحمل بين طياتها كل التناقضات واشك ان المالكي يستطيع ان يحقق شئ لهذا الشعب.وتبقى الحكومة تدور في حلقة مفرغة وفي الايام القادمة سنرى بروز التناحرات بين اقطابها و اعتقد سيكون مصيرها الفشل لان المشاركين بالحكومة، كل طرف فيها له اهداف متناقضة مع الاخر ويصعب على المالكي التوفيق بينها.اللوحة لاتبشر بخير واتمنى ان اكون على خطأ

فوضى
شلال مهدي الجبوري -

الحكومة الحالية هي حكومة بعثية واسلامين شيعة مبنية على اساس المحاصصة الطائفية بالاظافة الى الاكراد .حكومة تحمل بين طياتها كل التناقضات واشك ان المالكي يستطيع ان يحقق شئ لهذا الشعب.وتبقى الحكومة تدور في حلقة مفرغة وفي الايام القادمة سنرى بروز التناحرات بين اقطابها و اعتقد سيكون مصيرها الفشل لان المشاركين بالحكومة، كل طرف فيها له اهداف متناقضة مع الاخر ويصعب على المالكي التوفيق بينها.اللوحة لاتبشر بخير واتمنى ان اكون على خطأ

الى البغدادي 8
هارون الرشيد -

الشيعة لا يمثلون نور الله بل ينطبق عليهم (( بدء الاسلام غريبا ويعود غريبا )) وظهور الشيعة هي بداية غربة الاسلام وتقلصه.

الى البغدادي 8
هارون الرشيد -

الشيعة لا يمثلون نور الله بل ينطبق عليهم (( بدء الاسلام غريبا ويعود غريبا )) وظهور الشيعة هي بداية غربة الاسلام وتقلصه.

Sick
Ali -

MR. Hassan Why you hate my country (IRAQ) ?

Sick
Ali -

MR. Hassan Why you hate my country (IRAQ) ?