جريدة الجرائد

خلل خطير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان


ردّ الشاعر العربي أبو فراس الحمداني على زعيم الروم، الذي عيَّره بأن العرب أهل تجارة لا حرب، بقصيدة مشهورة مطلعها: "يا ضخم اللغابيب مَن للحرب ان لم نكن لها". هذا الموقف رفضه السنّة في لبنان. تمدّنَ السنّة. وهو سلوك أكده كاتب حقيبة جريدة "النهار" ميشال أبو جودة، في مجلس ضم أكثر من 60 صحافياً حضروا قمة مجلس التعاون في الكويت، منتصف ثمانينات القرن العشرين، حين سئل عن الحرب الأهلية في لبنان قال: سيُكتب تاريخُ سنّة لبنان بماء من ذهب. السنّة لم يشاركوا في الحرب. هم شبعوا من الحروب. وصل أجدادهم حتى حدود فرنسا. الدور والباقي على الذين لم يحاربوا من قبل. هذا الوضع تغير اليوم. صار السنّة في قلب المعركة في لبنان، تحولوا من أمة الى طائفة. وفي أسف صاروا كذلك في العراق. ترك التجار حوانيتهم، استعذبوا لغة التثوير والعنف. بات السنّة يتصرفون على طريقة الأقليات.

الأكيد أن موقع السنّة اختل. وهو تغيير كارثي وخطير خلط الأوراق وصار سبباً رئيساً في أزمة المنطقة. القضية هنا لا علاقة لها بالمذهبية والطائفية والتعصب. ليس المطلوب أن يهيمن السنّة على السلطة، ولا ينبغي حرمان بقية الطوائف حقها، بحجج دينية وعصبية. المهم ألا تتحول الأمة الى طائفة. بلال الحبشي صار سيداً للمسلمين. لكن حين دخل الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) مكة فاتحاً وجد أبو سفيان، قال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"، على رغم أن كل من جلس في بيته كان كذلك. لكن النبي أراد تكريس ما يمثله أبو سفيان. كرّس احترام الأمة. من المقبول والمنطقي ان يصبح رئيس وزراء العراق، وربما لاحقاً لبنان، شيعياً أو درزياً أو مسيحياً. لكن السنّة هم جسد الأمة، ومدماك الحضارة العربية الإسلامية. هم الطبقة الوسطى. صحيح ان المنطقة شهدت طغياناً وتعصباً سنياً ضد بعض المذاهب الإسلامية والطوائف، وهو خطأ، لكن الخطأ لا يعالج بالثأر. الحل ليس بقمع السنّة، وتحويلهم أقلية. تهميش السنّة يعني تهميش المنطقة، وإخراج العرب من التاريخ. السنّّة هم الأمة العربية. العراق تورط بتهميش السنّة. لبنان يجب ألا يمارس الخطأ ذاته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لكن ماهو دور السنة
جعفر -

سؤال الى الاستاذ الشريانعلى ضوء مقالكم يااستاذ داوود يقفز سوال بشكل بديهي اليس من المفروض من الطائفة السنية الكريمة نفسها بان تتصرف كامة؟وليس كما تتصرف بعض فعالياتها الان كطائفة تتعصب لماضيها وترفض الاخر حتى وان كان هذا الاخر شريكها في الوطن او في صناعة التاريخ

لكن ماهو دور السنة
جعفر -

سؤال الى الاستاذ الشريانعلى ضوء مقالكم يااستاذ داوود يقفز سوال بشكل بديهي اليس من المفروض من الطائفة السنية الكريمة نفسها بان تتصرف كامة؟وليس كما تتصرف بعض فعالياتها الان كطائفة تتعصب لماضيها وترفض الاخر حتى وان كان هذا الاخر شريكها في الوطن او في صناعة التاريخ

من المسؤول
سعيد كريم -

أحيي الكاتب على هذه النظرة الاستراتيجية لدور السنَة في لبنان. لقد ضعف السنَة ودورهم في لبنان بداية باغتيال الرئيس رشيد كرامي ثم بدخول رفيق الحريري للعمل السياسي وتنافسه الشرس مع أقطاب السنَة التقليديين واضعافه لهم ومن ثم اغتياله (رحمه الله) واستغلال ولده سعد الحريري للسنة في معاركه السياسية مع سورية وخصومه الشيعة. الدول العربية تغاضت عن اغتيال رشيد كرامي وبعضها يستقبل قاتله بكل حفاوة وهذا أضعف هيبة السنَة جدا والمطالبة بدم الحريري لن تنقذ هيبة السنَة بل ستدخلهم نفق الصفقات السياسية تماما كما كالصفقة مع قاتل كرامي، من ناحية أخرى اختزل رفيق الحريري السنَة في شخصه فأصبح هو الطائفة ولم يراع المحافظة على رموز السنَة بالتحالف معهم واستمالتهم وأما سعد الحريري فقد زج السنَة في تحريض طائفي ليس له مثيل وعبَأهم ضد سورية الجار السنَي الطبيعي (بغض النظر عن حكام سورية) حتى أن تلفزيون المستقبل أصبح يسخر من كل ما هو سوري حتى اللهجة الدمشقية وهذا اضعف السنَة جدا لما بينهم وبين السنَة السوريين من مصاهرة وصلات قربى وكرد فعل وقف السنَة السوريين خلف حكامهم وهذا ايضا اضعاف للسنَة في لبنان! فهل هناك من يعي ما يجري ويصحح السياسات الخاطئة؟

من المسؤول
سعيد كريم -

أحيي الكاتب على هذه النظرة الاستراتيجية لدور السنَة في لبنان. لقد ضعف السنَة ودورهم في لبنان بداية باغتيال الرئيس رشيد كرامي ثم بدخول رفيق الحريري للعمل السياسي وتنافسه الشرس مع أقطاب السنَة التقليديين واضعافه لهم ومن ثم اغتياله (رحمه الله) واستغلال ولده سعد الحريري للسنة في معاركه السياسية مع سورية وخصومه الشيعة. الدول العربية تغاضت عن اغتيال رشيد كرامي وبعضها يستقبل قاتله بكل حفاوة وهذا أضعف هيبة السنَة جدا والمطالبة بدم الحريري لن تنقذ هيبة السنَة بل ستدخلهم نفق الصفقات السياسية تماما كما كالصفقة مع قاتل كرامي، من ناحية أخرى اختزل رفيق الحريري السنَة في شخصه فأصبح هو الطائفة ولم يراع المحافظة على رموز السنَة بالتحالف معهم واستمالتهم وأما سعد الحريري فقد زج السنَة في تحريض طائفي ليس له مثيل وعبَأهم ضد سورية الجار السنَي الطبيعي (بغض النظر عن حكام سورية) حتى أن تلفزيون المستقبل أصبح يسخر من كل ما هو سوري حتى اللهجة الدمشقية وهذا اضعف السنَة جدا لما بينهم وبين السنَة السوريين من مصاهرة وصلات قربى وكرد فعل وقف السنَة السوريين خلف حكامهم وهذا ايضا اضعاف للسنَة في لبنان! فهل هناك من يعي ما يجري ويصحح السياسات الخاطئة؟

الشيعة يرفضو التعامل
مازن -

الطائفة السنية تضم تحت جناحها كل عناصر الامة وترعاهم فعندما كان الاتراك في بلاد الشام كانت اهم الوزارات الحساسة بيد مسيحيين او دروز او ارمن وعندما انتفض لبنان لاجل مطالب اجتماعية انتخب السنة في لبنان كمال جنبلاط الدرزي العربي ليكون صوتهم بدون اي حساسية وفي العراق اختار السنة اياد علاوي الشيعة ليمثلهم وعندما هاجمت اسرائيل جنوب لبنان قامت السعودية والكويت باعادة اعمار المدن والطرق وقام الحريري السني بتقديم تعويضات مالية وتوظيفات ومنح تعليم لكل الشيعة لكن الشيعة اذا سيطروا على اي حكومة فهم يعزلوا السنة والمسيحين ويحاولوا تهميشهم وابعادهم عن المراكز بشكل غريب فالشيعة في بيروت يتعلموا بمدارس مجانية سنية او يشتغلوا بشركات سنية ومسيحية لكنهم لا يقدموا نفس التسهيلات في التعليم والعمل او في التقديمات لغيرهم مثلما هم يأخذوه

الشيعة يرفضو التعامل
مازن -

الطائفة السنية تضم تحت جناحها كل عناصر الامة وترعاهم فعندما كان الاتراك في بلاد الشام كانت اهم الوزارات الحساسة بيد مسيحيين او دروز او ارمن وعندما انتفض لبنان لاجل مطالب اجتماعية انتخب السنة في لبنان كمال جنبلاط الدرزي العربي ليكون صوتهم بدون اي حساسية وفي العراق اختار السنة اياد علاوي الشيعة ليمثلهم وعندما هاجمت اسرائيل جنوب لبنان قامت السعودية والكويت باعادة اعمار المدن والطرق وقام الحريري السني بتقديم تعويضات مالية وتوظيفات ومنح تعليم لكل الشيعة لكن الشيعة اذا سيطروا على اي حكومة فهم يعزلوا السنة والمسيحين ويحاولوا تهميشهم وابعادهم عن المراكز بشكل غريب فالشيعة في بيروت يتعلموا بمدارس مجانية سنية او يشتغلوا بشركات سنية ومسيحية لكنهم لا يقدموا نفس التسهيلات في التعليم والعمل او في التقديمات لغيرهم مثلما هم يأخذوه

لا تزج العراق
المنصف -

كان السنة من يحكمون العراق ولثمانين عاما فهل كانوا يتصرفون كأمة..لم التأسي على فقدانهم السلطةوتكرار كلمات مع الاسف؟ لم الحديث بعدم الطائفية والكاتب يبكي على حضارات سادت ثم بادت... يجب ان نتعامل مع الواقع السكاني والسياسي يا استاذ الشريان واذا دامت لغيرك لما وصلت اليك

لا تزج العراق
المنصف -

كان السنة من يحكمون العراق ولثمانين عاما فهل كانوا يتصرفون كأمة..لم التأسي على فقدانهم السلطةوتكرار كلمات مع الاسف؟ لم الحديث بعدم الطائفية والكاتب يبكي على حضارات سادت ثم بادت... يجب ان نتعامل مع الواقع السكاني والسياسي يا استاذ الشريان واذا دامت لغيرك لما وصلت اليك

ملاحظة
ايمن العربي -

عزيزي كاتب المقال بعد قراءة مقالك شعرت بالأسف الشديد لضياع وقتي في قرائة عبارات ركيكة ومعاني لم توفق في ابرازها الا اللهم فكر طائفي لم تفلح في اخفائه بين كلماتك حقا انكم ابواق الفتنة ولكن من غير لحى . تقبلوا رأينا المخالف لفكركم هذا .. تحياتي ونرجوا النشر

ملاحظة
ايمن العربي -

عزيزي كاتب المقال بعد قراءة مقالك شعرت بالأسف الشديد لضياع وقتي في قرائة عبارات ركيكة ومعاني لم توفق في ابرازها الا اللهم فكر طائفي لم تفلح في اخفائه بين كلماتك حقا انكم ابواق الفتنة ولكن من غير لحى . تقبلوا رأينا المخالف لفكركم هذا .. تحياتي ونرجوا النشر