جريدة الجرائد

انفصال بالإكراه.. أم بالتوافق؟!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يوسف الكويليت خلال الأيام القادمة ستُدفن وحدة الشمال مع الجنوب السوداني، ودواعي الأزمة لم تبدأ حديثاً، بل تخللتها عوامل قهر وتجويع، أوما يشبه الفصل العنصري من قبل الحكومات الانقلابية المتعاقبة التي حطمت الديموقراطية الوليدة بعد الاستقلال في الشمال وحولت البلد من مصدر للأغذية إلى جائع مدمر اقتصاديا، عندما وجهت موارده للتسلح والصرف على أجهزة الاستخبارات والأمن التي تلاحق المعارضين واللا "راضين" عن الأوضاع سواء من علق نياشين ستالين، أو شعار الدين، وأعلام الغرب..الانفصال صار أمراً حتمياً، والمنطق يفرض استيفاء شروط هذه المرحلة من دون تسييل للدماء بين القطاعين، وحتى مرحلة الأيام الأولى التي قد تبدأ بالأفراح في الجنوب، والحزن في الشمال سوف تلقي بظلالها على ما بعد الانفصال والبدء في بناء الدولة الجديدة في الجنوب، ومن يعتقد أن الوليد بلا عاهات أو تعقيدات يرى الأمور بنصف عين، لأن متطلبات إنشاء دولة، هي بذاتها معجزة في مجتمع تحوطه أمية قياسية، وتنافر بين القبائل وأصحاب الديانات وتداخل هذا المجتمع مع بلدان الجوار التي لا يُخفى دور تدخلها في الماضي والمستقبل..قد تكون هذه الصورة غير متفائلة، لكنها الحقيقة، يبقى دور الشمال في الدعم وعدم التدخل، فبتر العلاقة لا يؤثر في أمن الجنوب فقط، بل أيضاً في الشمال، لأن الجغرافيا سوف تأخذ مدارها في ترسيم الحدود، وتقاسم مياه النيل، والنفط، والتعايش بين أبناء القطاعين سواء من سيبقى في أي من الدولتين، وهي مسائل ستكشف الأيام مآزقها على طرفي العلاقة..وكما ظل الدور العربي مفقوداً والإفريقي مشلولاً، فإن اللاعبين الأساسيين ظلوا من خارج القارة، وهي مسألة تخدم مصالح تلك الأطراف، والدليل أن الانقسامات في أوروبا أو من ظل يعلن انفصالاً في أي دولة، يُردع بقوة القانون، والأمثلة كثيرة في إيطاليا، وبريطانيا وإسبانيا، بل إن توحدهم لم يحدث إجراءات سياسية معقدة، وتوحد الشرق مع الغرب الألماني نموذج ذلك..ليست هناك أوراق ضاغطة عند الشماليين أو الجنوبيين إذا ما تم الاستفتاء والانفصال، وهنا لا بد أن يكون الواقع أقوى من أي مبرر آخر، بحيث لا تنقطع العلاقة ولا يتم القفز على المجهول، وعلى مطالب الشعبين أن تبدأ بخلق أجواء مصالحة تُبنى على أسس الجوار الآمن المبدد لأي مخاوف..وعلى حكومة الخرطوم باعتبارها الأقوى في مؤسساتها وكيانها، أن تتعاون مع جارتها، وإلا ستدفع الجنوب إلى أحضان دول أفريقية، أو خارجية بما في ذلك التعامل مع إسرائيل، فالأمور إذا تراكمت الشكوك فيها، قد تبدأ بشرارة تنتهي إلى حريق، ففي زمن الانفصال تبقى حاجات الطرفين الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، أساسيات لكليهما..المتفائل والمتشائم من أحداث المستقبل يضع مقاييسه ويخضعها للماضي ومناوشات الحاضر، وفي كل الأحوال رحلة السودانيين عسيرة، ولكنها ليست النهايات البائسة..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عقدة الخواجة
فاضل عثمان -

لقد نجح كثير من الاعلاميين باللعب على وتر الانفصال من خلال مقالاتهم اللاقيمة حول الفصل العنصري بين الشمال والجنوب وحقوق الانسان(على المسطرة الامريكية) المستباحة والتي اصبحت السوط الذي يملكه الغرب المتصهين والمعادي للعرب والمسلمين لجلد كل من لا ينفذ اوامر واجندة السيطرة الاستعمارية الجديدة . لقد وظف الغرب واسرائيل الكثير من الوسائل السياسية والعسكرية والاعلامية للسير في طريق تقسيم السودان وابواق الفرح والبهجة والالعاب النارية الغربية والاسرائيلية تنتظر يوم المنى, يوم التقسيم . والملفت للنظر ان كثير من الاعلاميين العرب الذين يدعون الليبرالية واليسارية كانواضمن جوق التهييج ضد السودان ووحدته وهم بذلك ينفذون اجندة الغرب واسرائيل بوعي او غير وعي وهم كالعادة لا يمكنهم التخلص من عقدة الخواجة التي ادت بهم الى التملق الفج محاولين بذلك اثبات ليبراليتهم العرجاء يستجدون بذلك رضى واعتراف الغرب بهم ولكن هيهات فمهما عملوا سوف لن يلتفت اليهم اي شخص عندما تدور الدوائر.فضلا عن الكثير من الكتاب العرب المأجورين الذين باعوا عروبتهم ودينهم واوطانهم من اجل الاوراق الخضراء السحرية.

عقدة الخواجة
فاضل عثمان -

لقد نجح كثير من الاعلاميين باللعب على وتر الانفصال من خلال مقالاتهم اللاقيمة حول الفصل العنصري بين الشمال والجنوب وحقوق الانسان(على المسطرة الامريكية) المستباحة والتي اصبحت السوط الذي يملكه الغرب المتصهين والمعادي للعرب والمسلمين لجلد كل من لا ينفذ اوامر واجندة السيطرة الاستعمارية الجديدة . لقد وظف الغرب واسرائيل الكثير من الوسائل السياسية والعسكرية والاعلامية للسير في طريق تقسيم السودان وابواق الفرح والبهجة والالعاب النارية الغربية والاسرائيلية تنتظر يوم المنى, يوم التقسيم . والملفت للنظر ان كثير من الاعلاميين العرب الذين يدعون الليبرالية واليسارية كانواضمن جوق التهييج ضد السودان ووحدته وهم بذلك ينفذون اجندة الغرب واسرائيل بوعي او غير وعي وهم كالعادة لا يمكنهم التخلص من عقدة الخواجة التي ادت بهم الى التملق الفج محاولين بذلك اثبات ليبراليتهم العرجاء يستجدون بذلك رضى واعتراف الغرب بهم ولكن هيهات فمهما عملوا سوف لن يلتفت اليهم اي شخص عندما تدور الدوائر.فضلا عن الكثير من الكتاب العرب المأجورين الذين باعوا عروبتهم ودينهم واوطانهم من اجل الاوراق الخضراء السحرية.

barzani
Sherko -Koii -

Shame on talabani and barzani they .........cant act as two great kurdish leader, they are pro-irak

barzani
Sherko -Koii -

Shame on talabani and barzani they .........cant act as two great kurdish leader, they are pro-irak

احترام ارادة الشعوب
ناصر الطاهري -

عندما ننحني امام ما هو واقع يمكنا ان نحكم على الامور بشكل صادق وما كتبه الأخ يوسف الكويليت هو عين الصواب علينا الأعتراف بالوقع الجديد فيما بعد استفتأ جنوب السودان وعند ما يقرر الشعب الجنوبي مصيره ويختار الأنفصال يجب أحترم ارادة الشعب الجنوبي وأن لا نذهب بعيدا في نظرية المؤمرة بالحكم على القياداة الجنوبية بل الواجب الأخلاقي والحضاري هو ان يقوم الرئيس السوداني بالأعتذار للشعب الجنوبي عن الفترة التي مارس عليهم الحكم باالقوة وبالأكراه. ولا نذهب بعيدا في ما يمارسه نظام علي عبدالله صالح في اليمن الجنوبي من قمع وفرض الوحدة باالأكراه وسيـأتي اليوم الذي ستحترم ارادة الشعب الجنوبي العربي في اليمن مهما طال الزمن او قصر .

احترام ارادة الشعوب
ناصر الطاهري -

عندما ننحني امام ما هو واقع يمكنا ان نحكم على الامور بشكل صادق وما كتبه الأخ يوسف الكويليت هو عين الصواب علينا الأعتراف بالوقع الجديد فيما بعد استفتأ جنوب السودان وعند ما يقرر الشعب الجنوبي مصيره ويختار الأنفصال يجب أحترم ارادة الشعب الجنوبي وأن لا نذهب بعيدا في نظرية المؤمرة بالحكم على القياداة الجنوبية بل الواجب الأخلاقي والحضاري هو ان يقوم الرئيس السوداني بالأعتذار للشعب الجنوبي عن الفترة التي مارس عليهم الحكم باالقوة وبالأكراه. ولا نذهب بعيدا في ما يمارسه نظام علي عبدالله صالح في اليمن الجنوبي من قمع وفرض الوحدة باالأكراه وسيـأتي اليوم الذي ستحترم ارادة الشعب الجنوبي العربي في اليمن مهما طال الزمن او قصر .