عودة مقتدى الصدر .. أسئلة وتوقعات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نزار حاتم
لعل الطرف الأميركي هو الأكثر اهتماما من بين الأطراف الأخرى في التساؤل عن عودة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الى النجف عقب غياب دام نحو اربع سنوات قضاها في مدينة قم الايرانية. كما أن الأطراف السياسية العراقية ــ رغم ترحيب الكثير من رموزها بهذه العودة ــ ما انفكت هي الأخرى تطرح في ما بينها خلف الأبواب الموصدة أسئلة تتعلق بتوقيت عودة زعيم الصدريين بالتزامن مع تشكيل الحكومة، وما الذي سيترتب لاحقا على الخطوة المفاجئة للجميع.
الانتخابات البرلمانية الأخيرة أكدت ــــ عمليا ــــ احتفاظ التيار الصدري بقوته الجماهيرية وقدرته على توظيف هذه القوة في تحقيق المكسب السياسي متفوقا على جميع القوى الاسلامية في حيازته أربعين مقعداً برلمانياً، ومن ثم توليه سبع وزارات، ونيابة الرئاسة البرلمانية، الأمر الذي جعل زعيم التيار لاعبا سياسيا ذا قدرة كفيلة بالتأثير في مجمل العملية السياسية.
مكاسب الحصانة
وهذا الثقل السياسي من شأنه أن يمنح الصدر ما يشبه الحصانة التي تقف بوجه أي ظرف طارئ مماثل للظروف التي كانت قد حاقت به قبيل أن يغادر العراق، لا سيما على خلفية مذكرة التوقيف القضائية التي تم التلويح بها ابان الاشتباكات التي حصلت مع ميليشيا "جيش المهدي" في مدينة النجف في عهد حكومة الدكتور اياد علاوي بسبب اتهامه بمقتل السيد عبد المجيد الخوئي عام 2003.
تفعيل مذكرة الاعتقال
وهنا لا بد من التذكير أن السيد حيدر مجيد الخوئي المقيم في لندن قد دعا الى تفعيل مذكرة الاعتقال بحق السيد مقتدى عقب عودته الأخيرة الى النجف، متهما أحد أعضاء التيار الصدري، الذي يشغل موقع النائب في البرلمان وأحد القضاة، بالتلاعب في ملف الدعوى المقامة على زعيم التيار الصدري، فيما يشعر الصدر وأتباعه أن مثل هذه الدعوة التي أطلقها نجل السيد الخوئي لم تعد تحظى بكبير اهتمام، في ظل المكاسب السياسية التي حققها الصدريون، والتي تمثل بدورها غطاء واقيا يصعب معه فتح هذا الملف القضائي، ما دام التيار الصدري أصبح قادرا على "لخبطة" العملية السياسية برمتها من دون اللجوء الى العنف فيما لو تعرض الى اي هزات.
صمام أمان انضباطي
كما أن عودة زعيم الصدريين من شأنها أن تشكل صمام أمان انضباطي في داخل التيار وتعزيز شوكته، بما يجعل أداءه مرتبطا ارتباطا مركزيا لا يخرج في ايقاعاته عن توجيهات السيد مقتدى التي لا تحتمل التأويلات والتفسيرات الانتقائية الممكن حصولها فيما لو بقي بعيدا عن تياره.
أميركا والتعرف على منهج الصدر
الجانب الأميركي ــــ حسب مصادر مطلعة ــــ يرغب في التعرف على المنهج الذي سيعتمده الصدر عقب عودته الى بلاده في التعاطي مع مجمل الوضع السياسي والأمني، فيما يعتقد بعض المعنيين أن الصدر قد عاد معتمدا على أسلوب أقل راديكالية من ذي قبل رغم تركيزه في خطابه الأخير على ضرورة ما وصفه باخراج المحتل، كما أنه في الوقت ذاته قد توعد الحكومة باستخدام أساليب سياسية ضدها في حال لم تهتم بأمور الشعب العراقي، داعيا الى أن ينال كل العراقيين بمختلف أديانهم وطوائفهم حصتهم من الثرورة النفطية.
تهميش رئاسة التحالف
ولأن التيار الصدري يمثل الثقل الأكبر في كتلة التحالف التي تمخضت عنها رئاسة الحكومة، فان وجود السيد مقتدى في الساحة العراقية ربما يكون من شأنه أن يهمش دور رئيس التحالف الدكتور ابراهيم الجعفري، لأن جميع القوى السياسية العراقية الأخرى سوف تتعامل مع الصدر بصفته زعيما لأقوى كتلة سياسية داخل التحالف، وبالتالي فان رأيه يمثل حجر الزاوية المحورية في هذا الكيان المؤلف من القوى الاسلامية الشيعية.
الضغط على المالكي.. ومسألة خروج الأميركيين
ولأن التيار الصدري يشعر أنه صاحب السهم الأوفى في أيصال رئيس الوزراء نوري المالكي الى دورة ثانية، فإن وجود زعيمه في الساحة قد يجعله أكثرا تأثيرا في اداء الجهاز التنفيذي، وبالتالي سيشكل قوة ضاغطة على رئاسة الحكومة لتنفيذ مطالب التيار في اخراج "المحتل" دونما مماطلة تنفيذا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين العراقي والأميركي، الأمر الذي ربما يضع حكومة المالكي في حرج قد يقود الى صدام مع الصدريين، لأن رئيس الوزراء باعتباره صاحب تحقيق المكاسب الأمنية ربما لم يعد مستعدا لمطالبة الأميركيين بمغادرة البلاد كليا اذا أحس أن القوات العراقية لم تزل بحاجة الى مزيد من الوقت حتى تكون بكامل جاهزيتها لمواجهة الهزات الأمنية المحتملة.
ممالأة الأقوى
ولأن البنية السياسية ما زالت تعيش كثيرا من الحساسيات الراهنة، ومفتوحة على حساسيات مستقبلية رغم حصول الشراكة الفعلية في ادارة البلاد، فإن القوى السياسية قد تتسابق مستقبلا على استمالة التيار الصدري والتوكؤ على قوته في الصراعات بين هذه القوى التي لم تتخلص بعد من حساسياتها المتبادلة التي تدعوها ــــ في خضم الصراع ــــ الى ممالأة الأقوى.
تأسيسا على ذلك يمكن توصيف عودة الصدر الى الساحة بأنها خطوة مفتوحة على احتمالات عدة: فقد تحمل بين طياتها تقلبات مستقبلية ذات زوايا حادة، أو تضيف الى العملية السياسية أبعادا دينامية بالاتجاه الايجابي، فيما ستتحدث الأيام المقبلة عن رجحان أحدى الوجهتين.
التعليقات
ال الصدر
حازم -لايخفى على اي عراقي او المهتم بالشان العراقي بان ال الصدر في قيادات المرجعية لهم تاريخ طويل وناصع ويقتدى به !! وقوة السيد مقتدى الجماهيرية ليست لذاته فقط وانما امتدادا لمرجعية اقرباءة المتوفين او الحاليين وعلى راسهم اية الله حسين اسماعيل الصدر الموجود في الكاظمية والوحيد الذي زارة وزير خارجية امريكا في داره بالكاظمية !!! وهذه القوة الجماهيرية ليست وليدة مقاومة الاحتلال فقط ولكن شعبية راسخة تراكمية ولذلك فالمستقبل في قيادة الساحة الشيعية ستكون من حصة الصدر الذي هو القوة الاكبر في القياس بين الكتل الشيعية وان لم يكن له وجود يذكر داخل السلطة التنفيذية الحقيقية التي احتكرها حزب الدعوة بعد الاحتلال مباشرة لكونه القوة الاكثر تنظيما من المجلس الاعلى الذي انخرطت كوادره بالاجهزة الامنية والجيش ومن ثم تعرضوا للتصفيات والقتل في الانفجارات والاستهداف منذ الاحتلال !!! فقوة السيد الصدر تحتاج الى حكمة الصدريين الكبار اضافة الى قيادات الشباب المطلوبة بعد ان شاهدنا نهزلة الانتخابات وما رافقها وزتشكيل الحكومة لحد الان !! الامر الذي يستدعي عقلية اخرى لكسب كافة العراقيين حول مشروع وطني لاتشوبه المصالح الخاصة الضيقة وخدمة المحتل دون مناقشة والتي كانت تضر ضررا بليغا بالعراق والعراقيين ؟؟ فهل سيكو الصدر مستقلا بالقيادة عن النفوذ الايراني الذي تشوب عراقيته ؟؟؟ وهل سيتمكن من خلق خط عراقي وطني بعيدا عن صراعات الداخل الايراني التي بدات تظهر الى العلن من توريث خامنئي لابنه ونجاد لعشيرته والايرانيين مكتوين بنار العقوبات !! فهل تخف الضغوط عن السيد مقتدى بعد ان تشتد صراعات الداخل الايراني المرجحة في ذلك ؟؟؟ ام اراد الصدر العودة الى العراق بقونه البرلمانية ليناى من الضغوط الايرانية ؟؟؟ وكما يقول الشاعر بلادي وان جارت علي عزيزة ؟؟؟