جريدة الجرائد

الإسرائيليون يعجبون بثورة الياسمين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ريم خليفة

إنّ ما حدث في تونس تكلم عن واقع، ما كان يراد أن يسمع في أكثر من بلد، وهي إشارة واضحة للأنظمة العربية الأخرى بأن المخاوف من حدوث التغيير لا يمكن الاحتماء منها من خلال التضييق على الأحزاب السياسية وملاحقة النشطاء وتكميم الأفواه وإنما تأتي من خلال إشراك المجتمع في القرارات، وتفعيل الديمقراطية، وإلا فإن الشعب المحبط يحقق المستحيل عندما يبتغي الحياة يوماً بعد أن يسأم من وضع غير مستقيم، ومن سلطة فاسدة تقهره سياسياً واقتصادياً.

هكذاهي ثورة تونس الشعبية وهكذا انطلقت وهكذا قال التونسيون كلمتهم بألف لا لسلطة زين العابدين بن علي، تلك السلطة التي قمعتهم على مدى 23 عاماً ووزعتهم بين المنافي والقتل والتعذيب والزج في السجون والترعيب المستمر.

القادة الإسرائيليون، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبدوا إعجابهم بثورة التونسيين أكثر مما أبداه نظراؤهم العرب، والذي استغرب أحدهم من حدوث ذلك مثل الرئيس الليبي معمر القذافي.

ونقلاً عن صحيفة "هآرتس" العبرية فقد قال نتنياهو: "إن ما شهدته تونس من الإطاحة برئيسها زين العابدين بن علي بعد انتفاضة شعبية ضده يمثل نموذجاً ومثالاً لعدم الاستقرار في المنطقة التي تشكل تل أبيب جزءاً منها".

وأضاف نتنياهو - الذي كان يتحدث خلال افتتاح جلسة حكومية صباح أمس - أن "هناك عدة بؤر لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط"، لافتاً إلى اهتمام "إسرائيل بالاطلاع على آخر التطورات لما يحدث في تونس والدول العربية خلال هذه الفترة".

الصحيفة الإسرائيلية كتبت أيضاً "إنه بعد 23 عاماً من الانقلاب الذي جاء بزين العابدين إلى الحكم أجبر الشعب التونسي رئيسه إلى مغادرة البلاد هو وعائلته لتعد هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تقوم فيها ثورة شعبية مدنية ضد النظام في الشرق الأوسط، وهي الثورة التي أعطت رسائل للدول العربية الأخرى بأن الحل لا يقتصر على ثورة إسلامية أو عسكرية وإنما يكفي شعب مقهور أن يزيح سلطة وإدارة غير مرغوب فيها".

نقول إلى نتنياهو إن الديمقراطية العنصرية التي يعملون بها على حساب الفلسطينيين هي أحد الأسباب في انتشار الاستبداد وفي تعذر الحكام بالطوارئ، وإنهم - إلى جانب الاستبداد العربي - أهم أسباب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

إن التونسيين أذهلوا العالم بسلمية وسرعة ثورتهم الياسمينية، وهم بإذن الله سيقدمون أنموذجاً ديمقراطياً لا يتعذر بوجود إسرائيل أو بخوف من متطرفين ولا يفسح المجال لعودة الاستبداد.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف