جريدة الجرائد

7 أيار سياسي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان


المواجهة في لبنان بدأت قبل صدور القرار الاتهامي للمحكمة الدولية. المعارضة قررت النزول الى الشارع السياسي بأدوات اشد استفزازاً وفتكاً من العمل العسكري. سمت عمر كرامي لرئاسة الوزارة. ستواجه القرار الاتهامي بصراع سنّي - سنّي. وعمر كرامي لا يحتاج الى حافز. كان ينتظر الفرصة. وهو يملك ثأراً قديماً ضد بيت الحريري. عمر كرامي لم ينسَ أن رفيق الحريري هو الذي أخرج من السجن رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، المتهم بقتل شقيقه، رشيد كرامي. المعركة لم تعد تستخدم أوراقاً جديدة. "حزب الله"، مصرّ على استخدام مشاهد لبنانية سبقت عام 2005، وهي مشاهد لم تزل حيّة في الصدور، ولم تطوَ صفحتها.

"حزب الله" يريد صناعة ميشال عون سنّي، وعمر كرامي جاهز. هذا الاختيار سيخلط الأوراق أمام جماعة 14 آذار. المعركة ستبدو في احد ملامحها صراع قوى وطوائف، أطفأ لهيبه اتفاق الطائف. لبنان أمام معركة تصفية حسابات قديمة، وهي ربما أفضت الى أزمة تتجاوز المحكمة وتحرق البلد. وسيجد سعد الحريري ان موقعه في محيطه يتغير، وإن شئت يدمر. السياسة في لبنان تملك من الألغام ما يفوق صواريخ "حزب الله" وترسانة سلاحه. وإذا استطاع الحزب اختراق السنّة، بالطريقة التي نفذها مع المسيحيين، فإن غبار السياسة اللبنانية سيحرق كل ملفات المحكمة، فضلاً عن ان بعض الزعامات السنية في لبنان يشعر بالغبن والتهميش، محلياً وإقليمياً، ويعتقد بأن الحريري هو السبب.

لا شك في أن المواجهة التي يخوضها "حزب الله" لن تقف عند سعد الحريري، والغالبية، التي بدأ عقدها ينفرط بانحياز وليد جنبلاط الى المعارضة. المواجهة ستصل الى رئيس الجمهورية - الذي دخل المعركة بقبول استقالة الحكومة قبل عودة رئيسها من الخارج. وهي ستعاود - وهنا خطورتها - خلط الأوراق بين الطوائف والتحالفات. الوضع خطير، والحزب قرر تنفيذ وعده بمواجهة المحكمة بإشراك الجميع، برضاهم أو من دونه.

الأكيد أن العناد هو دليل الجميع، وسعد الحريري بإمكانه نزع الفتيل. عليه أن يتنحّى قبل أن يُنحّى. وإذا كان يعتقد بأن المحكمة باتت قراراً دولياً، وهو محق، عليه أن يتوقف عن استخدام أدوات محلية غير مفيدة لدعمها. اترك يا سعد المحكمة تدافع عن نفسها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حقائق
سعيد كريم -

يا أستاذ داود سمير جعجع خرج من السجن بعد استشهاد الحريري. الرئيس كرامي له كل الحق، فكيف نقبل باطلاق قاتل رئيس وزراء سني وبالمقابل نقيم الدنيا من أجل مقتل رئيس وزراء سني آخر؟ هذا التمييز الغير منطقي هو احد اسباب ضعف الطائفة السنية واذا كان هناك من هو حريص فعلاً على السنَة في لبنان فعليه احتوائهم والتوفيق فيما بينهم وتوحيدهم ونزع فتيل الصراع فيما بينهم حتى يكونوا أقوياء وليس ورقة بيد الدول سواء سوريا او السعودية. السنَة هم أضعف طائفة في لبنان وأسباب الضعف من داخل الطائفة نفسها فسعد الحريري لا يصلح اطلاقاً ان يكون رمزاً موحداً فهو على خطى والده من تهميش الزعامات السنية (المنافسين) ولكن بطريقة فاضحة للغاية تظهره كمراهق سياسي والتقرير الذي بثه تلفزيون الجديد هو فضيحة حقيقية وضربة قاتلة لن تفيد معها الاعتذارات والبيانات، فهل أفلست الطائفة السنية؟ من الواضح بلا لبس ان من يدفع باتجاه اعادة تسمية سعد الحريري كرئيس وزراء انما يريد تعميق جراح السنَة في لبنان وزيادة الفرقة فيما بينهم ويريد شخصاً ضعيف سياسياً ليضعف بتهوره مقام رئاسة الوزراء السني عندها ستكون المثالثة (سنة، شيعة، مسيحيين) أمر واقع وسهل التطبيق.