جريدة الجرائد

العماد قهوجي : الجيش اللبناني لا يخضع للمحكمة الدولية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت

أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أن الجيش يخضع لسلطة مجلس الوزراء مجتمعا، ولمرجعية رئيس الجمهورية بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يتلقى أوامره من المحكمة الدولية الخاصة بملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري ولا من أية جهة أخرى. وأوضح أن الجدل الحاصل حول المحكمة وما يمكن أن يحصل بعد صدور القرار الظني جزء من الحياة الديمقراطية. مؤكدا أن الجيش لن يسمح لأي كان بتحويل التجاذبات السياسية إلى اضطرابات أمنية، وسيتصدى بحزم لردع المخلين بالأمن.
وقال في حوار مع "الشرق" إن الجيش في جهوزية تامة للتصدي لأي عدوان إسرائيلي منوها بنجاح الجيش في كشف شبكات التجسس، لافتا إلى أن الخروقات الإسرائيلية بلغت حوالي 4 آلاف خرق جوي وبحري وبري.
واعتبر أن المقاومة حالة وطنية ينظر لها بتقدير واحترام مؤكدا أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة ماتزال قائمة لمواجهة العدوان الإسرائيلي.

التفاصيل
قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في أول حوار مع الصحافة القطرية عبر الشرق: نعتز بدور سمو الأمير ودعمه الدائم للبنان
جاهزون لإخماد شرارة الفتنة في مهدها مهما كان الثمن
أجزم بقدرتنا على تجاوز تجاذبات المرحلة الراهنة
لن نسمح بتحويل التجاذبات السياسية إلى اضطرابات أمنية
لا توجد مصلحة لاي فريق لبناني باندلاع فتنة مذهبية
الفتنة تخدم إسرائيل وأعداء لبنان وهي مرفوضة من جميع اللبنانيين
قبل اتفاق الدوحة شهدنا ظروفاً أصعب بكثير مما نمر به اليوم
التاريخ الحديث حافل بمواقف سمو الأمير الداعمة للبنان في جميع المحافل الدولية
معادلة الجيش والشعب والمقاومة لاتزال قائمة لمواجهة العدوان الإسرائيلي
ما نشهده وما قد يحصل بعد القرار الظني جزء من الحياة الديمقراطية اللبنانية
علاقات تعاون متينة ومميزة بين الجيشين اللبناني والقطري
كل الشكر والتقدير لمساعدات قطر للجيش والحرس الجمهوري
اللبنانيون يقدرون عالياً حضور سمو الأمير لاحتفالات الجيش
المقاومة حالة وطنية ننظر لها بتقدير واحترام
مرجعية الجيش رئيس الجمهورية والإرادة الوطنية الجامعة
لبنان نهض من جميع المحن بوحدة الجيش وإيمان اللبنانيين بوطنهم
وحدات الجيش في حالة جهوزية تامة للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية
التعديات الإسرائيلية بلغت 3261 خرقاً جوياً و115 بحرياً و468 برياً
نجحنا في التصدي لإسرائيل في العديسة وحققنا إنجازات في كشف شبكات التجسس
من حق لبنان استخدام المقاومة لاسترجاع حقوقه المشروعة في أرضه ومياهه
شكلنا لجاناً متخصصة في إدارة الكوارث ومسح الأضرار ونطمح لتعزيز الإمكانات
نجحنا في إزالة حوالي نصف مليون لغم وقنبلة عنقودية من الجنوب
استطعنا تفكيك شبكات إرهابية وإعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق اللبنانية
أجرى الحوار في بيروت: جابر الحرمي-حسن حاموش-حسين عبد الكريم:
مع استقالة الحكومة اللبنانية واشتداد حركة التجاذبات السياسية في لبنان ارتفع منسوب القلق على مصير هذا البلد الذي لايكاد يخرج من أزمة حتى يدخل بمحنة. غير أن هذه المخاوف تتبدد بمجرد الالتفات إلى الدور التاريخي والكبير الذي يضطلع به الجيش اللبناني، حيث أثبت قدرته على حماية الاستقرار الوطني والسلم الأهلي وإخراج لبنان من محنه سليماً معافى.
ولعل ما يعطي قيمة مضافة لاهمية دور الجيش في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان وجود قائد للجيش من طراز العماد جان قهوجي الذي استطاع أن يضاعف رصيد الجيش من الإنجازات النوعية والرائدة التي يعتز بها اللبنانيون، سواء على صعيد حفظ الأمن والاستقرار، أم على صعيد التصدي لاسرائيل وكشف شبكاتها التجسسية، أم في مجال مكافحة الارهاب وتفكيك الخلايا الارهابية.
وتتجلى أهمية دور الجيش اللبناني في قدرته على طمأنة الجميع وإشاعة أجواء الاستقرار وضبط الأمن على امتداد الاراضي اللبنانية خلافا لما يشعر به المتابع للشأن اللبناني من الخارج، حيث وسائل الاعلام تعكس صورة مضخمة للخلافات والتجاذبات السياسية تثير الهواجس والمخاوف. واذا كانت زيارتنا الى لبنان جعلتنا نلمس أن الأمور تسير في إطار الحياة السياسية اللبنانية فان لقاءنا مع قائد الجيش العماد جان قهوجي كرس لدينا قناعة راسخة بقدرة الجيش على حماية الاستقرار وأن لبنان بخير مادام الجيش اللبناني بخير.
لقد أتاح لنا العماد قهوجي فرصة التعرف عن قرب على دور الجيش اللبناني في الأزمات، حيث إن اللبنانيين يدركون أن السياسة تتغير وتتبدل بتغير الأحوال لكن الثابت الوحيد هو الجيش الوطني الذي نجح في حماية الوحدة الوطنية في أصعب الظروف والمحن فهو الثابت، لانه فوق الطوائف وهو الثابت لان عقيدته الواضحة في مبادئها وأهدافها شكلت مظلة أمان لبلاد الأرز. فلا لبس أوغموض في العداء لإسرائيل والتزام واضح بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي توافق عليها الجميع، ولا مراوغة في اتخاذ الموقف تجاه من يهدد الوحدة الوطنية ولا تردد في التدخل الحاسم تجاه المخلين بأمن الوطن والمواطن.
في حوارنا مع قائد الجيش لمسنا مدى ارتياحه وثقته بالقدرة على استيعاب الأمور وعدم خروجها من تحت السيطرة، لان الجيش موضع إجماع جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وأحزابهم، ولذلك يجزم العماد قهوجي بأن لافتنة مذهبية في لبنان لان القادة السياسيين لن يقدموا خدمة مجانية لإسرائيل، التي تعمل ليل نهار على تصديع وحدة الصف الداخلي واضعاف روح المقاومة لدى الشعب اللبناني، مؤكدا أن الجيش على أتم الاستعداد لإخماد شرارة الفتنة في مهدها مهما كانت الأثمان، لانها تبقى أقل بكثير مما من الثمن الذي يدفعه الوطن في حال انجراره للفتنة.
أما بخصوص ما قد يشهده لبنان في حال صدور القرار الظني فان قائد الجيش بوصفه المؤتمن على أمن اللبنانيين واستقرارهم فانه يؤكد أن الأمور لن تتجاوز التجاذبات السياسية والحياة الديمقراطية وفي الوقت نفسه فان الجيش لن يسمح بتحويل التجاذبات إلى اضطرابات أمنية، وسيتصدى بحزم لكل من يخل بالأمن. موضحا أن الجيش لا يتلقى أوامره من المحكمة الدولية او من أية جهة خارجية او داخلية انما يخضع لسلطة مجلس الوزراء مجتمعا، وفي غياب مجلس الوزراء فان مرجعية الجيش هي رئيس الجمهورية بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة وايضا الارادة الوطنية.
وبالرغم من تسارع التطورات في لبنان فإن العماد قهوجي حرص على لقاء "الشرق" القطرية ليعبر من خلالها على اعتزاز الجيش اللبناني بمواقف حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى ومبادراته النوعية لمساعدة لبنان وتعزيز استقراره. مشيدا بأهمية حضور سموه لاحتفالات الجيش اللبناني الصيف الماضي. معربا عن شكره لقطر اميرا وحكومة وشعبا على دعمها الدائم للبنان.
لقد حظيت "الشرق" بمكرمتين من قائد الجيش اللبناني اولاهما اختيارها للتحدث الى الصحافة القطرية عبرها وثانيتهما طمأنة الناس عبر "الشرق" بان الاوضاع في لبنان مستقرة ولن تخرج من تحت السيطرة.. وهذا نص الحوار:
لبنان أقوى من الأزمات
- نبدأ السنة الجديدة ولبنان يجتاز أصعب المراحل وأدقها، كيف تنظرون إلى مستقبل الأوضاع اللبنانية؟
* لو تأملنا بتاريخ لبنان الحديث، لوجدناه حافلاً بالمحطات الصعبة والحرجة، بدءاً من الأحداث الداخلية عام 1958 وعام 1975، مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978 وعام 1982، وعمليتي تصفية الحساب عام 1993 وعناقيد الغضب عام 1996، وصولاً إلى العدوان الإسرائيلي الكبير على لبنان في عام 2006، ومن ثم معركة نهر البارد ضد الإرهاب عام 2007 وأحداث 7 أيار 2008.
لكنه في كلّ مرة، كان لبنان يتخطى المصاعب وينهض من جديد، وهذا يعود إلى إيمان اللبنانيين العميق بهذا الوطن، رسالة ودوراً وموقعاً. كما يعود ذلك أيضاً إلى وحدة الجيش اللبناني وثقة الجميع بدوره الوطني، وأنا على يقين بأننا سنستطيع تجاوز المرحلة المقبلة، وسيكون مستقبل لبنان زاهراً على مختلف الصعد.
القرار للسلطة السياسية
mdash;: ماذا سيكون موقف الجيش في حال اتهم القرار الظني فريقاً لبنانياً، وهل الجيش ملزم باعتقال من تطلبه المحكمة؟
*: ترتبط هذه المسألة بجهات ثلاث: أولاً، السلطة السياسية، ثانياً، القضاء، وأخيراً القوى العسكرية والأمنية، لكنه في مطلق الأحوال، فإن الجيش يخضع لقرار السلطة السياسية المتمثلة بمجلس الوزراء مجتمعاً، وليس لأي قرارٍ آخر، خارجياً كان أم داخلياً.
الاضطرابات الأمنية ممنوعة
mdash;: لبنان بلد الاحتمالات المفتوحة، كيف سيتصرف الجيش إذا وقعت عملية تمرد ضد قرارات المحكمة؟
*لقد أوضحنا مراراً وتكراراً أن التجاذبات السياسية على اختلاف دوافعها، ومن ضمنها الجدل الحاصل حول عمل المحكمة، الذي يمكن أن يحصل بعد صدور القرار الظني، هو جزء من الحياة الديمقراطية اللبنانية، لكننا أوضحنا في المقابل، بأن الجيش لن يسمح لأي كان، بتحويل هذه التجاذبات إلى اضطرابات أمنية، تهدد المواطنين في أرواحهم وممتلكاتهم. وهو سيتصدى بحزم لردع المخلين بالأمن في المناطق اللبنانية كافة.
لافتنة مذهبية
mdash;: هناك إجماع على أن الجيش هو الضامن للسلم الأهلي ولكن هل سيكون الجيش قادراً على فعل شيء إذا اندلعت حرب مذهبية يجري الترويج لها منذ مدة؟
*لا مصلحة لأي فريق لبناني في اندلاع حرب مذهبية، لأنها ستلحق الضرر بالجميع من دون استثناء. وأنا أجزم بأن القادة السياسيين ومعهم اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم، لن يقدموا خدمة مجانية لأعداء الوطن وفي مقدمتهم إسرائيل، التي تعمل ليل نهار على تصديع وحدة الصف الداخلي، وإضعاف روح المقاومة لدى الشعب اللبناني. كما أن الجيش هو على استعداد دائم لإخماد شرارة الفتنة في مهدها ومهما كانت الأثمان، لأن أي ثمن يقدمه الجيش في هذا المجال، يبقى أقل بكثير من الثمن الذي يمكن أن يدفعه الوطن بأسره في حال انجرار البلاد إلى أتون الفتنة البغيضة.
مرجعية الجيش اللبناني
mdash; الانقسام الحاد بين طرفي السلطة، هل يضعكم أمام مشكلة مرجعية سياسية ومن المرجعية السياسية للجيش؟
*. لقد مررنا بين عامي 2005 و2008 أي قبل اتفاق الدوحة، بظروف أكثر صعوبة من الظروف التي نعيشها في هذه المرحلة، وما يجري حالياً هو اختلاف في المواقف السياسية بين الأطراف وليس انقساماً، لأن هذه الكلمة كبيرة ولها مفاعيلها الخاصة.
مرجعيتنا واضحة ولا توجد لدينا مشكلة في هذا الشأن، وهي تتمثل بفخامة رئيس الجمهورية كقائد أعلى للقوات المسلحة وفقاً لما نص عليه الدستور، وبالسلطة التنفيذية المتمثلة بمجلس الوزراء، في ما يتعلق بتنفيذ القرارات.
أمّا في حال غياب القرار الواحد للسلطة التنفيذية، وهو مسألة افتراضية، فإننا نعمل وفقاً للدستور والقانون، وفي إطار الإرادة الوطنية الجامعة والمصلحة الوطنية العليا.
رصيد الإنجازات
mdash; ما إنجازات الجيش اللبناني في عام 2010 وما تطلعاته للعام الجديد؟
*: نحن راضون جداً عن أداء الجيش خلال العام المنصرم، وقد كان لهذا الأداء بالغ الأثر في تثبيت الاستقرار وتحصين البلاد من الأخطار، رغم المصاعب التي مرّت بها على أكثر من صعيد. فعلى الصعيد الدفاعي، كانت وحدات الجيش ولا تزال في حال جهوزية دائمة لدرء أي اعتداء إسرائيلي، وقدمنا كوكبة من الشهداء في المواجهة البطولية التي خاضها الجيش ضد هذا العدو في منطقة العديسة الحدودية، عندما حاولت قواه دخول أراضٍ متحفظ عليها لبنانياً. وبهذه المواجهة أثبتنا أن لبنان لم يعد أرضاً مستباحة لإسرائيل، وأن قرار الجيش الثابت والنهائي هو التصدي لأي اعتداء إسرائيلي، بكلّ الإمكانات المتوافرة لدينا ومهما بلغت التضحيات.
وفي الإطار عينه، حققنا خطوات نوعية في مسار إحباط مخططات العدو وأعماله التجسسية، أذكر هنا بالتحديد كشف اختراقاته لأنظمة الاتصالات اللبنانية، وكشف أجهزة تنصت مفخخة في قرية مجدل سلم الحدودية، ومنظومتي تنصت وتصوير متطورتين في مرتفعات جبلي الباروك وصنين، إلى جانب توقيف عشرات الأشخاص الذين ثبت تعاملهم مع العدو.
أما على الصعيد الأمني، فقد استطعنا تفكيك العديد من الشبكات الإرهابية والقضاء عليها في مهدها، كما تدخلنا لإعادة فرض الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة، وخصوصاً في مناطق بيروت والبقاع والشمال، وإلى جانب ذلك أسهم الجيش بصورة فعالة في مكافحة الجرائم المنظمة، وفي ضبط الحدود البرية والبحرية من أعمال التهريب والتسلل غير الشرعي.
أخيراً، وعلى الصعيد الإنمائي والإنساني، فقد نفذ الجيش إلى جانب المهمات العادية التي يضطلع بها باستمرار، كإطفاء الحرائق وإغاثة المواطنين وشق الطرقات في الأماكن النائية وغيرها، مهمة استثنائية تمثلت في انتشال جميع ضحايا الطائرة الإثيوبية التي تعرضت لحادث سقوط قبالة شاطئ خلدة، إضافة إلى العثور على الصندوقين الأسودين، فيما يسجل التاريخ عجز أكثر الدول تطوراً عن القيام بهذه المهمة بالسرعة والدقة اللتين تميز بهما الجيش اللبناني.
ارقام قياسية
* الجيش يرصد يومياً الخروقات الإسرائيلية، فما مجموع هذه الخروقات في السنة الماضية؟
- وفقاً لإحصاءات الجيش، بلغ عدد الخروقات الجوية الإسرائيلية للأراضي اللبنانية نحو 3261 خرقاً، والبحرية 115 خرقاً، والبرية 468 خرقاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هيهات يا بو الزلف
سركيس -

دولة ام دولتين ام دولة ايرانية بلباس