جريدة الجرائد

لبنان: التقسيم ليس تهويلاً؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سعد محيو

هل كان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يُبالغ حين حذّر قبل أيام من ldquo;الانفصال والتقسيمrdquo; في لبنان؟

ميشال عون يعتقد ذلك . وهو ردّ بالتساؤل: ldquo;أي جيش خارجي سيأتي لكي يقوم بتقسيم لبنان؟ هذا البلد أكبر من أن يُبتلع، وأصغر من أن يُقسّمrdquo; .

حزب الله وقوى 8 آذار تعتقد هي الأخرى أن ثمة تهويلاً في تصريح الوزير السعودي، هدفه خلق ldquo;توازن رعبrdquo; بين الأطراف السياسية المتصارعة في لبنان، من جهة، وتحميل سوريا مسؤولية أي تدهور أمني مُحتمل في البلاد، من جهة أخرى .

ربما كان ذلك صحيحاً، خاصة حين نضع في الاعتبار أن الأطراف اللبنانية كافة تُدرك تمام الإدراك بأنها ستكون محكومة في نهاية المطاف بضرورة الوصول إلى تسوية أو حل وسط يُجنّب البلاد الانزلاق إلى حرب أهلية لا أحد يريدها . وهي تسوية ستحدث سواء قبل انفجار الأوضاع أو بعد ذلك . سواء بسيل من الدماء أو بلا نقطة دم واحدة .

وهذا ما يجعل البون شاسعاً بين ظروف الحرب الأهلية عام 1975 وبين الظروف الراهنة . ففي الحرب الأولى كان الانقسام بين اللبنانيين أيديولوجياً ودينياً وطبقياً وحتى ldquo;حضارياًrdquo; (على الأقل بالنسبة إلى الطرف المسيحي المُقاتل آنذاك) . هذا في حين أن الصراع الراهن يكاد يقتصر على مسألة الخلاف حول المحكمة الدولية التي لولاها لما وصلت الأمور الآن إلى هذا الحد من التأزم والتدهور .

صحيح أن ثمة تنافساً على السلطة وخلافات عن المقاومة والسياسة الدفاعية بين الطوائف الإسلامية على الأخص، لكن هذه الخلافات لاتحتاج إلى حرب أهلية، ولاحتى إلى فوضى أهلية، لفضها . وهذا، على أي حال، ماكشفت عنه جلسات الحوار الوطني في بعبدا التي، وإن لم تحل المشكلات، إلا أنها نجحت في رسم خريطة طريق لكيفية الخروج منها .

لكن مهلاً، كل هذه المعطيات المُطمئنة تبقى كذلك طالما لم تدخل على خطها عوامل خارجية يكون من مصلحتها قلب الأوضاع رأساً على عقب . أي: طالما أن الخلافات بقيت لبنانية ولم يجرِ تدويلها . إذ حينها سيفلت الزمام من أيدي اللبنانيين وسيكون عليهم انتظار حل مشكلات أفغانستان والعراق وإيران وطاجكستان قبل أن توضع أزمتهم على سكة الحل .

ومن أسف فإن الأمور في لبنان بدأت تسير في هذا الاتجاه . فالوساطة السعودية- السورية انهارت بشكل مريع، والوساطة التركية- القطرية كان عمرها من عمر الورود والفراشات . ومالم يتدارك المسؤولون السعوديون والسوريون فجوة عدم الثقة التي برزت بينهم مجدداً، فهذا يُهدد بطلاق جديد وخطر (وإن مؤقتاً) بين الرياض ودمشق، الأمر الذي سيكشف الساحة اللبنانية تمام الانكشاف أمام صراعات إقليمية حادة، وأمام صدامات أمريكية- إيرانية مباشرة بأدوات لبنانية وغير لبنانية .

في حال وصلنا إلى هذه المرحلة، والجميع يُصلّون كي لانصل، ستتطاير كل الأوراق اللبنانية في الهواء، وسيُشرع الباب على مصراعيه أمام انضمام لبنان إلى السودان واليمن والعراق وبقية الدول الأخرى الموضوعة الآن على نار التقسيم والتفتيت الحامية .

وحينها لن يكون تحذير سعود الفيصل عن الانفصال (وهو هنا يعني انفصال شمال لبنان عن جنوبه) والتقسيم (أي قيام دويلات مسيحية ودرزية) تهويلاً أو مبالغات، بل سيكون أمراً واقعاً وبقرار إمبراطوري أمريكي - ldquo;إسرائيليrdquo; على أعلى المستويات .



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صراع حضارتان
محمد عربي -

من قال أن الصراع الديني في لبنان انتهى. أما اصطفاف قسم من المسيحيين مع الشيعة وقسم آخر مع السنة فهو ليس إلا توزيع للادوار هدفه اشعال حرب بين طرفي الاسلام وبالتالي تعزيز موقع المسيحيين. فميشال عون هو مسيحي حتى العظم ولا أحد يستطيع أن يخدعنا ويقول أن هذا الرجل مهتم بمقاومة اسرائيل أو بحماية حزب الله من الغرب المسيحي.كذلك الامر بالنسبة لأحفاد منفذي جرائم صبرا وشاتيلا. في المعركة القادمة لن تسال أي دم مسيحي بل ستكون الدماء المسالة فقط مسلمة كما هي الحال في فلسطين. أرجو أن لا تمنعنا ايلاف من قول الحقائق وأن تنشر آرائنا لانها تعكس الواقع

صراع حضارتان
محمد عربي -

من قال أن الصراع الديني في لبنان انتهى. أما اصطفاف قسم من المسيحيين مع الشيعة وقسم آخر مع السنة فهو ليس إلا توزيع للادوار هدفه اشعال حرب بين طرفي الاسلام وبالتالي تعزيز موقع المسيحيين. فميشال عون هو مسيحي حتى العظم ولا أحد يستطيع أن يخدعنا ويقول أن هذا الرجل مهتم بمقاومة اسرائيل أو بحماية حزب الله من الغرب المسيحي.كذلك الامر بالنسبة لأحفاد منفذي جرائم صبرا وشاتيلا. في المعركة القادمة لن تسال أي دم مسيحي بل ستكون الدماء المسالة فقط مسلمة كما هي الحال في فلسطين. أرجو أن لا تمنعنا ايلاف من قول الحقائق وأن تنشر آرائنا لانها تعكس الواقع

ألمشاكل
سيف العرب -

ألمشاكل فى لبنان أساسها ألديانة وهى أكبر خيانة وطنية. ألشيعة مع اءيران بعض المسيحسسن مع فرنسا ألسنيين مع ألسعودية والبيك مع سوريا هل هؤلاء سياسيين وطنيين؟ألحل ألوحيد للبنان التخلى عن الديانة وهذا صعب جدا ويبقى أن تحكم هذه ألدولة من ألأمم ألمتحدة ليعش هذا الشعب بألراحة وألحرية.كلهم لبنانيين لماذا التفرقة؟

ولماذا التقسيم؟
أحمد توفيق -

الحل دائماً موجود، الدولة الفيدرالية ومجلس للشيوخ ليس لأن اللبنانيون طائفيون ولكن لأن السياسيون يعتمدون إنتخابياً على الطائفية، وهذا شيء بغيض حقاً، إلغاء الطائفية السياسية من أوائل بنود إتفاق الطائف ولكن لا يريدون تنفيذه، في الحقيقة أنا طوال عمري من الذين يتفاءلون بأن الوطنية ستتغلب في يوم ما على الطائفية لكني وصلت الآن لمرحلة أُعايشها منذ فترة وهي أن سياسيو لبنان غير مخلصين لأبناء الشعب ولا يهتمون حقاً بأعباء المواطن المتكدسة على كاهله، الدولة لا تهتم إلا بتحصيل الضرائب ثم الضرائب ومن ثم الضرائب دونما النظر إلى أن هذا المواطن في كثير من الأحيان لا يجد قوت يومه، لا يوجد فرص عمل، الكهرباء وسرقاتها الطبابة وسرقاتها وحتى الأدوية المزورة والمواد الغذائية المنتهى صلاحيتها يطبع لها تاريخ جديد، إذا أحد المتنفذين جاء بدواء يريد تصريفه إنتشر الوباء الخاص بهذا الدواء بقدرة قادر، بلد المياه يشترى الماء معلباً، لا يوجد مراقبة للأسعار في منطقة تجد سعر الطماطم 500 ليرة ونفس الطماطم تجدها 2000 ليرة بعد شارعين فقط الدولة ترفع الغاز 2000 ليرة ثم في اليوم التالي تخفضها 100 ليرة ليفرح المواطن بالتنزيلات وبأن الدولة تسانده غير البنزين الذي وصل إلى 35000 ليرة مع أنني عنما جئت للبنان مستقراً به 2001 كان 11000 ليرة ولا أحد يتكلم الشعب أصبح غير معني بما يحصل وكأن هذه الأمور تحصل في بلاد أُخرى مع أن الشعب يعيش على فتات ما يرسله أبناؤه من بلاد الهجرة والإغتراب ولولا هذا لمات 90% من الشعب اللبناني من الجوع، حسناً أين السياسيون من كل ما يحصل في لبنان؟ كل منهم يبحث عن مكاسبه الخاصة وأتحدى أن يقول لي أحدهم أنه يعمل لأجل هذا الشعب الذي يبني نفسه بساعده دون وجود الدولة وشكراً

ولماذا التقسيم؟
أحمد توفيق -

الحل دائماً موجود، الدولة الفيدرالية ومجلس للشيوخ ليس لأن اللبنانيون طائفيون ولكن لأن السياسيون يعتمدون إنتخابياً على الطائفية، وهذا شيء بغيض حقاً، إلغاء الطائفية السياسية من أوائل بنود إتفاق الطائف ولكن لا يريدون تنفيذه، في الحقيقة أنا طوال عمري من الذين يتفاءلون بأن الوطنية ستتغلب في يوم ما على الطائفية لكني وصلت الآن لمرحلة أُعايشها منذ فترة وهي أن سياسيو لبنان غير مخلصين لأبناء الشعب ولا يهتمون حقاً بأعباء المواطن المتكدسة على كاهله، الدولة لا تهتم إلا بتحصيل الضرائب ثم الضرائب ومن ثم الضرائب دونما النظر إلى أن هذا المواطن في كثير من الأحيان لا يجد قوت يومه، لا يوجد فرص عمل، الكهرباء وسرقاتها الطبابة وسرقاتها وحتى الأدوية المزورة والمواد الغذائية المنتهى صلاحيتها يطبع لها تاريخ جديد، إذا أحد المتنفذين جاء بدواء يريد تصريفه إنتشر الوباء الخاص بهذا الدواء بقدرة قادر، بلد المياه يشترى الماء معلباً، لا يوجد مراقبة للأسعار في منطقة تجد سعر الطماطم 500 ليرة ونفس الطماطم تجدها 2000 ليرة بعد شارعين فقط الدولة ترفع الغاز 2000 ليرة ثم في اليوم التالي تخفضها 100 ليرة ليفرح المواطن بالتنزيلات وبأن الدولة تسانده غير البنزين الذي وصل إلى 35000 ليرة مع أنني عنما جئت للبنان مستقراً به 2001 كان 11000 ليرة ولا أحد يتكلم الشعب أصبح غير معني بما يحصل وكأن هذه الأمور تحصل في بلاد أُخرى مع أن الشعب يعيش على فتات ما يرسله أبناؤه من بلاد الهجرة والإغتراب ولولا هذا لمات 90% من الشعب اللبناني من الجوع، حسناً أين السياسيون من كل ما يحصل في لبنان؟ كل منهم يبحث عن مكاسبه الخاصة وأتحدى أن يقول لي أحدهم أنه يعمل لأجل هذا الشعب الذي يبني نفسه بساعده دون وجود الدولة وشكراً