جريدة الجرائد

الإعلام والتحريض

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان


الإعلام وسيلة اتصال لا سوط وصاية. دور الإعلام هو التنوير بالمعلومات وإثارة الأسئلة وليس التحريض. الإعلام هو أن تعرف أكثر، ثم تقرر. بعض الإعلام العربي بات هو الذي يقرر، بعدما ضرب صفحاً بأصول الإعلام الجماهيري وتقاليد المهنة، فبات يجبر الناس على ما يريد. والإعلام هو ان تنقل ما ترى لا ما تريد. بعض الصحافة العربية الذي تعلمنا منه صناعة النص الموضوعي، اختلط فيه الخبر بالمقال، وتحول التقرير الى خطبة سياسية. وبعض القنوات التلفزيونية العربية صار أشبه بحزب سياسي... فرّط بالأخبار، وتمسّك بالتحريض والصوت المرتفع، وهو يقدس الرأي على حساب الخبر والمعلومة.

أحداث تونس كشفت ميل بعض الإعلام العربي الى الدعاية، وتفريطه بالصدقية، إذ أصبح ينقل أخباراً عن مدوّنات، ومواقع غير معروفة، وساوى بين الإشاعات والمعلومات، وانضم الى الهتاف والتثوير، واستبدل التحريض بالإعلام.

صحيح ان الإعلام الجيد هو الذي ينزل الى الشارع وينقل حركة الناس، ولكنْ، ثمة فرق بين التواجد في الشارع، والسير في التظاهرات، وفرض صور غير حقيقية، وأحياناً مضلّلة. فساد الإعلام، وتبنيه أجندات محددة، يفوقان في خطورتهما فساد القضاء. وإذا كان الإعلام العربي عانى لسنوات من هيمنة الإعلام الرسمي الذي فرض صورة معينة، فنحن اليوم أمام قنوات فضائية وصحف تلعب دور الأحزاب السياسية، وتمارس حالاً من تزييف الوعي، وإثارة البلبلة، وتزيّن الفوضى في نظر العامة.

بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، شهد بعض دول أوروبا الشرقية حركات شعبية تشبه ما تشهده تونس هذه الأيام، لكن الإعلام الأوروبي لم يشجع الفوضى، ولم يُبِد حماسة لانفلات الشارع. وهو التزم نقل المعلومات، وكان شديد الحذر تجاه التحريض. لذلك عبرت دول أوروبية الى الاستقرار، وكان للإعلام دور إيجابي ساعد في لجم الغضب، وعدم استعذاب الانتقام، والتفريط بمكاسب الدول، وهدم المؤسسات.

الأكيد أن بعض الإعلام العربي أصبح يتدخل في خيارات الشعب التونسي، ويسعى الى فرض زعامات وتوجهات، بدعوى حرية الرأي، وهو ربما ساهم في خطف تونس من التونسيين.

خطير تحول الإعلام الى التحريض، والأخطر أن تصبح وسائل الإعلام أحزاباً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صح لسانك
توفيق البوركي -

الاعلام العربي المرئي اصبح اكثر غوغائيةرغم ادعائه الحياد و الراي و الرأي الاخر، هذا صحيح، لا ننكره، لكن المشكل هو انه ايضا اصبح انتقائيا في تعامله مع الاحداث فلا يختار منها الا مايناسب توجه القناة و حساسيتها. امل ان يدرك اعلاميونا ان الخبر حق مقدس لا يجب المساس به لحساب مصالح اخرىز

حرضوا حرضوا
د محمود الدراويش -

ان نقل الخبر بامانة وموضوعية في بلادنا يخدم هدف التحريض , فالصورة محرض والخبر محرض سواء اردنا ذلك ام لم نرده ,,, وفي حالتنا العربية فان الوضع من السوء والبؤس والهزائم والضياع ما لا يمكن للغة الاعلام مهما احتدت وتشنجت وحرضت وصفه او تحديد حجمه الهائل او التاثير عليه ,,, واذا كانت وسيلة الاعلام لا تحمل المصباح الى بيوتنا وتضيء جنباته ولا تدخل القنديل الى عقولنا المتخمة بالقاتم والحالك وظلمة ادوات اعلام السلطان ,فان اعلامنا يدور في حلقة السلطان ويخدم اهداف بقاءه واستمرار تسلطه وبطشه وسحقه لنا ولآمالنا وتطلعاتنا بالحرية والانعتاق من قبضة مصاصي الدماء الجاثمون على صدورنا , والمكبليي المكممين لافواهنا وايدينا وعقولنا ايضا ,,, ان الراس العربي قد تم حشوه بالاوهام والاكاذيب والوعود وتم غسل الادمغة والعقول بشكل عجيب لستة عقود ,, وان افراغ تلك العقول من اوساخ السلطان وقاذورات اجهزة اعلامه وادواته السامة القاتلة لفكر سليم نير يبني ويعمر ولا يقبل بالمهانة والذل والخنوع يحتاج الى جهد غير عادي لتفريغ حمولة عقولنا وادمغتنا من حشوة السلطان العفنة النتنة وابدالها بحشوة نقية رائعة انيقة تعيد لنا هيبتنا وكرامتنا وتعيد لنا امجادنا وتؤمن لاطفالنا الجوعى لقمة عيشهم ودفترا وقلما وحبة دواء وما يستر عوراتهم الهزيلة ببركات السلطان واجهزته ,,, يا ليته لدينا اعلام محرض فنحن في امس الحاجة اليه ,فنحن حتى بحاجة للشيطان لكي نتخلص من انظمة اساءت لنا والحقت بنا هزائم لا حصر لها وفجرت ودجلت وزيفت وفسدت ونهبت وبطشت وقتلت دون وازع من ضمير او خلق ,, ولا زالت تمارس ذات الفجور والدجلنة والاكاذيب ,, ان التحريض في حالتناامرا حيويا وملحا وبلسما بل واكسيرا يخدم خروجنا من نفق النظام وبؤسه ودمويته ,,, لكننا لا نعني بالتحريض القتل والعنف والتخريب والاعتداء على ممتلكات الناس ومؤسسات الدولة والمنشئات العامة , بل التعرض للنظام والاطاحة به وتخليصنا من بطشه واعادة حقوقنا وحريتنا المعتصبة و تقديمه للعدالة و محاسبته على كل خطاياه وآثامه بحق شعوبنا ,,, ان المعلومة الموضوعية هي ما نحتاج اليه وهي كافية في حالتنا لتكون محرضا اذ وصل الواقع العربي بفعل بركات السلطان واجهزته وادواته الى مستويات من الانحطاط والسوء بحيث لا ضرورة للتحريض مباشرة والدعوة للانقضاض عليه بل نقل الصورة بامانة لتتلقفها العقول الغائبة في سباتها وتدف

اعلاميو الأنظمة
ابو رعد -

بدأ اعلاميو الأنظمة الدفاع عنها، والتقليل من شأن الثورة التونسية، أعلام بن علي لم ينفع، وكذلك الآخرون. (سيهزم الجميع ويولون الدبر، ان شاء الله

وأنت ألم تحرض
سوري فهمان -

وأنت ألم تصف ....الأسد بانه وسيم ورشيق وهو يعيش على دم الشعب السوري المسكين وغدا حين يسقط ستكون أول الواعظين