جريدة الجرائد

إما التكفير أو القتل!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بدرية البشر


من يشاهد الحشود وهي ترش الورود على القاتل، ويتساءل عن نوع الجريمة محل تقدير هذه الحشود، سيكتشف أن القاتل هو الحارس الشخصي وهو مسلم متطرف قتل حاكم البنجاب المسلم، لأن الحاكم اعترض على قانون التكفير، والذي تسبب بحكم إعدام سيدة مسيحية تلفظت أثناء مشاجرة مع مسلمة بكلمات غير لائقة ضد دينها.

قام القاتل بإطلاق ٢٧ رصاصة في صدره بفخر واعتزاز وهو متأكد أن طريقه سالكة إلى الجنة، ولأن الحاكم لم يدعم قانون التجديف أمام المحكمة فقد كان الحل الوحيد هو قتله، وسيتأكد القاتل من كونه قام بالفعل الصحيح أكثر حين يرى الجموع من الأحزاب الدينية، وهي تستقبله بالورود والتصفيق مثل فاتحٍ أو بطلٍ قومي. هذا التشجيع للقاتل واعتباره مجاهداً، ودعم مواقف التكفير والتشدد السفيهة هي حرية تعبير، يراها المتشددون حقاً لهم، بينما ما يفعله غيرهم من زلات سفيهة أيضاً هو تجديف وكفر.

معظم الأحزاب الدينية المسلمة اليوم لا تفعل شيئاً واضحاً وجلياً مثل الإساءة للإسلام، ولا تخجل من اتباع الإساليب الميكافيلية، مثل الكذب أو القتل والتصفية أو التورط في عمليات بيع المخدرات وغسيل الأموال طالما أنها تصب في مصلحة دعم الجهاد (بمفهومها هي طبعاً)، وحالما تصل للسلطة عبر وسائل الديمقراطية التي يكفلها الدستور أو عبر الانقلابات والحروب فإن برنامجها السياسي لايتعدى منع حلق اللحى وتغطية وجوه النساء وإجلاسهن في البيوت وتنفيذ أحكام الجلد، وإذا ما انتهت خطتهم الاجتماعية هذه لإصلاح المجتمع، فإنهم لابد أن يبحثوا عن عدو ليدخلوا معه في حرب وليصدقوا الناس أنهم المنقذون.

بعض الحكومات لا تجد حرجاً في رعاية هذه التيارات والتي تبرر وجودها بأنها تمارس فهماً صحيحاً من الإسلام أو أنها تمارس حقاً في التعبير عن فهمها لأنه لصيق بثقافتها وعاداتها وتقاليدها، لكن هذه الحكومات نفسها لاتستطيع أو ربما تتكاسل في الدفاع عن التيارات الأخرى المختلفة مع هذا التيار، والتي لا تشعر بأن هذه المواقف المتشددة تمثلها اجتماعياً أو ثقافياً أو دينياً، خصوصاً إذا ماوجدت أقلية غير مسلمة، وهذا ما تسبب في انفصال السودان والفتن الطائفية في مصر والعراق ولبنان، وبعض من دول بدأت شرارة التعصب أو التطرف الديني تشتعل فيها، الأحزاب والتيارات الدينية في تعصبهم وتكفيرهم ليسوا خليقة أنفسهم بل هم نتيجة فشل المشروعات التي أحاطت بهم والتي جعلت من جموع تخرج بالورود تحيي مسلماً قتل مسلماً آخر وكأنها مباراة كرة قدم. هذا هو قانون التكفير الذي احتج عليه الحاكم ولم يفهموه. بل قتلوه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
One law for all
Salem -

As we know is Islamic World no one can criticized Islam and this is wrong.It up to the person if he or she believes in any religion or ideaBut as we know in these countries any person can make things up and the rest will follow because there is no such a decent law for all.I think the Governor of Punjab was rightbut these days the right is wrong and the wrong is right

One law for all
Salem -

As we know is Islamic World no one can criticized Islam and this is wrong.It up to the person if he or she believes in any religion or ideaBut as we know in these countries any person can make things up and the rest will follow because there is no such a decent law for all.I think the Governor of Punjab was rightbut these days the right is wrong and the wrong is right

Look who''s behind th kk
Ibn ElNile -

If you want to know who is behind these kind of teaching look at every Imam at every mosque and any religion class at ant school, they teach hate to everyone doesn''t believe the same believe

Look who''s behind th kk
Ibn ElNile -

If you want to know who is behind these kind of teaching look at every Imam at every mosque and any religion class at ant school, they teach hate to everyone doesn''t believe the same believe

Moderate Muslims!
Najeeb Haddad -

Where are the moderate Muslims?Al-Azhar claims to be moderate and keeps criticizing the Pope for condemning crimes against non-Muslims. Why does not the Azhar come out and condemn specifically these acts?

Moderate Muslims!
Najeeb Haddad -

Where are the moderate Muslims?Al-Azhar claims to be moderate and keeps criticizing the Pope for condemning crimes against non-Muslims. Why does not the Azhar come out and condemn specifically these acts?