جريدة الجرائد

الدراما المصريّة... سطوة إعلان وتفصيل أدوار وبحث عن الربح

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة - جمال عبدالقادر


سطوة الإعلان وتحكّمه في آليات الإنتاج، فرض النجوم وتحديد أجور خيالية لهم، بحث المنتجين عن الربح على حساب الجودة... كلّها أمور أثقلت كاهل الدراما المصرية إلى درجة أن ثمة مؤشرات تفيد بأن إنتاج الدراما سينخفض إلى النصف، كردة فعل على العثرات التي تعانيها.

يحمّل الكاتب محفوظ

عبد الرحمن الإعلانات مسؤولية تدهور الدراما المصرية، يضاف إليها حصر اهتمام المنتج بتحقيق الربح فحسب، فيتعاقد مع النجم المطلوب إعلانياً وبشروطه في مقدّمها فرض أجر خيالي، ما يؤدي إلى حصر موازنة أي عمل فني بأجور النجوم، "ثم تبدأ المهزلة بأن يأتي النجم بالمؤلف ليفصّل عملاً على مقاسه ويجعله محور الأحداث وبطلها، بغضّ النظر عن الضرورة الدرامية، لعدم وجود نص في الأساس، وإذا رفض المؤلف يستبعده النجم ما يفسّر ظهور ورشة عمل لتنفيذ رغبات النجم".

يضيف محفوظ: "ازداد الوضع تفاقماً مع فشل جهات الإنتاج الحكومية (قطاع الإنتاج، صوت القاهرة، مدينة الإنتاج الإعلامي) مع أنه كان يفترض بها أن تقوم بدورها الثقافي وتقدم أعمالاً جيدة ذات جودة عالية تأليفاً وإخراجاً.

ربح مضمون

يشير المؤلف وليد يوسف إلى أن المتحكّم بالدراما اليوم هو المنتج الذي يبحث عن الربح السريع بغض النظر عن قيمة الفن الذي يقدّمه، ولأن الإعلانات تدرّ الربح بات البحث عن النجاح المضمون هو الأساس، ما يفسر ظاهرة تحويل الأفلام القديمة إلى مسلسلات، للاستفادة من نجاحها المضمون لذا سرعان ما تختفي.

أما المؤلف محمد الغيطي فيحمّل المنتج والنجم مسؤولية تدهور الدراما لأنهما يستعينان بمؤلف يفصّل عملاً خصيصاً للنجم وعادة ما تكون الفكرة جاهزة ومعدة مسبقاً، بالإضافة إلى الاستسهال وتدلّ على ذلك إعادة تقديم الأعمال القديمة، "تبحث شركات الإنتاج عن الربح على حساب الجودة وتملك قنوات فضائية ووكالات إعلانية ما يخوّلها تحديد الأعمال التي تقدّمها لتحقّق أكبر استفادة مادية ممكنة".

يطالب الغيطي بضرورة تدخّل الدولة في الإنتاج لو أردنا الارتقاء بمستوى الدراما "لأن المنتج لن يضحّي بالمال في عمل يدرك جيداً أنه لن يحقق له مكاسب مادية".

استسهال

يلاحظ المخرج نادر جلال أن إعادة تقديم الأعمال القديمة، ظاهرة تحدث في العالم مثل إعادة أعمال شكسبير أو تلك المأخوذة عن روايات أدبية، لذا ليست سبباً لتدهور حال الدراما، بل يعزو ذلك إلى الاستسهال أو محاولة الاستفادة من نجاح الأعمال المقتبسة عنها الدراما.

يضيف جلال أن المجتمعات العربية مليئة بالقضايا التي تهمّ المشاهد أكثر من إعادة أعمال سبق تقديمها، "في هذا خلاص للدراما والخروج بها من أزماتها لأننا نقدم دراما للوطن العربي كله لا سيما أن القضايا التي تهم المواطن المصري قد لا تهم المواطن العربي".

يوضح نادر أن مشكلة الدراما ليست في عدم وجود أفكار أو نص جيد بل في غياب الإمكانات، لذا لا بد من أن تؤمن الدولة الدعم المالي وتمنح التسهيلات اللازمة للعمل وألا تهرِّب المخرجين الأجانب بسبب الكلفة العالية التي تفرضها على التصوير، بحيث يلجأ هؤلاء إلى سورية والمغرب، "لكن للأسف لا نفكر في المستقبل وهدفنا تحقيق أكبر استفادة مادية".

تدهور المجتمع

تربط الناقدة ماجدة خيرالله بين حال الدراما وحال المجتمع، لأن كلاً منهما يؤثر بالآخر، فإذا كان المجتمع يعاني من تدنٍّ في الأخلاق والذوق العام والتعليم والصحة... يتأثر الفن سلباً أيضاً لأنه جزء من الكل.

لا ترى خير الله في تحويل الأفلام إلى مسلسلات سبباً في تدهور حال الدراما مشيرة إلى أن هذا الأمر كان يحدث منذ بداية التلفزيون ويعتمد في العالم، "يبقى المعيار جودة العمل فإذا كان جيداً سيعيش بجوار العمل الأصلي بل قد يتفوق عليه، وإذا كان سيئاً سيختفي ويبقى العمل الأصلي خالداً".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف