جريدة الجرائد

طالبان تتمدد وتأخذ «القاعدة» إلى شمال أفغانستان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هدى الحسيني

في مقاله يوم الاثنين الماضي، قال لسلي جلب المتخصص في العراق وأفغانستان، إن الكثير من الجدران ستنهار عام 2011 داخل وخارج الولايات المتحدة. عدّد ثمانية أخطار بينها انهيار الأوضاع داخل أفغانستان وباكستان والعراق، لكنه أشار أيضا إلى ما سماه: "نقاطا مضيئة" منها: تجنب الكوريتين الحرب، وأن إسرائيل وأميركا لن تهاجما إيران.

وفي الوقت الحالي حيث العالم العربي والإسلامي مشغول في ما يجري في تونس، وما يمكن أن يجري في لبنان ومصر، وفي مصير السلطة الفلسطينية، ويبعد عن تفكيره التوقعات السوداء، تعمل طالبان و"القاعدة" على الانتشار في شمال أفغانستان لأهداف أبعد وأوسع من الاكتفاء بتحريك تمرد داخلي.

اعتقد الخبراء العسكريون في الحلف الأطلسي بأن "طالبان" يحصرون انتشارهم في جنوب أفغانستان لأن المناطق الشمالية هي للطاجيك والهزارة والأوزبك، ولا يمكن أن تتحول إلى قاعدة لطالبان وهم من البشتون.

ولأن دول الأطلسي تعد العدة لتخفض قواتها في أفغانستان وضعت خطة جديدة لتسهيل مشاركة الدول المجاورة لأفغانستان (روسيا والهند وأوزبكستان) للمساعدة في إلحاق الهزيمة بالمقاتلين الأصوليين، وبدأ فعلا التعاون مع روسيا لمكافحة المخدرات، وصار لأوزبكستان دور كبير في مشاريع لإعادة البناء في أفغانستان، دون أن ننسى دور الهند هناك "نكاية" بباكستان.

طالبان لاحقوا تفاصيل الخطة، فأرسلوا كبار قادتهم العسكريين إلى شمال أفغانستان وكانت وجهتهم الأساسية: قندز، وباغلان، ومزار شريف.

"القاعدة" من جهتها حركت جناحها الدولي "جند الله" وأعدت استراتيجية تغطي شمال أفغانستان وجمهوريات آسيا الوسطى، وهدف الاثنين تكرار ما حدث في المناطق القبلية على الحدود الأفغانية - الباكستانية عندما واجهت ثلاث قوى القوات الأميركية: القبائل الأصولية، وطالبان، و"القاعدة" ليندمجوا لاحقا وينضم إليهم الجيل الجديد من أبناء القبائل، وبعض الباكستانيين والأفغان الذين تشربوا آيديولوجية "القاعدة" وقرروا القتال معا على الجبهات الإقليمية والدولية.

اختارت "القاعدة" منطقة باغلان في الشمال لموقعها الاستراتيجي القريب من جمهوريات آسيا الوسطى حيث تدعم "القاعدة" بقوة المجموعات الإسلامية المعارضة، خصوصا في أوزبكستان والشيشان.

اعترف البنتاغون بذلك، فأطلق بالونات التجسس المزودة بكاميرات لمراقبة تحركات مقاتلي طالبان و"القاعدة" ولحماية قوافل الناقلات التي تنطلق من حدود أوزبكستان للوصول إلى باغلان حيث هناك قاعدة عسكرية يشرف عليها جنود من هنغاريا. ولا تتحرك القوافل إلا في النهار لأن الليل خطر، ولأنه طوال الليل يتعطل العمل في الهواتف الجوالة، وذلك بأمر من طالبان.

أبناء شمال أفغانستان لم يعترضوا على وجود طالبان، ذلك أنهم ضد الاحتلال الأميركي ولأن حكومة حميد كرزاي أهملتهم. والمثير أن هؤلاء كانوا في "جمعيتي إسلامي / الجمعية الإسلامية" التي قاتلت طالبان تحت قيادة الزعيم التاريخي أحمد شاه مسعود الذي قتلته "القاعدة".

يشرح لي مسؤول أمني آسيوي، السبب الإضافي لاختيار طالبان باغلان مركزا رئيسيا لهم في شمال أفغانستان، فيقول إن لطالبان منظورا أوسع وأبعد من عصيان أو تحرك محلي، إذ هناك عدد كبير من مقاتلي الأوزبك والشيشان. ويضيف أن اختيار طالبان لباغلان ليس صدفة، فهي مقاطعة استراتيجية، توفر وديانها وجبالها الفرصة لطالبان لإقامة ملاذات آمنة، لكنها ليست الوجهة الأخيرة لهم، إنها نقطة عبور، فممرات جبالها ووديانها تؤمن طرقا إلى مدن تقع على الحدود مع طاجيكستان وأخرى تقع على الحدود مع أوزبكستان، من هنا الإشارة إلى أن الأهداف أبعد من أن تكون محلية فقط لا سيما مع وجود مقاتلين من جنسيات آسيوية.

وكانت أجهزة الاستخبارات الأفغانية راقبت بأن "القاعدة" نشرت مقاتلي جناحها "جند الله" في مدينة "بوركا" في باغلان، والهدف تحريك المعارضة المسلحة في أوزبكستان، وطاجيكستان والشيشان. والمثير للانتباه أن "القاعدة" بدأت تستغل الأفغان الأوزبك، وهذا ما أقلق السلطات الطاجيكية والأوزبكية والروسية فزادت من دوريات الحدود.

ويقول الخبير الأمني الآسيوي، إن هناك عاملا آخر دخل على خط التوتر في شمال أفغانستان، إذ على الرغم من أن الود مفقود ضمنيا ما بين إيران من جهة وطالبان و"القاعدة" من جهة أخرى، فإن رغبة إيران في إشغال وتوريط الأميركيين والقوات الأطلسية يدفعها إلى دعم وتمويل الأطراف التي تعارضهم وعلى رأسها "القاعدة" وطالبان، ثم إن "القاعدة" تريد إثارة القلاقل والاضطرابات في روسيا وأوزبكستان، ويجب ألا ننسى بأن "القاعدة" أعادت تجميع نفسها في جنوب وزيرستان في باكستان (منطقة القبائل على الحدود الأفغانية) وتستعمل تلك المنطقة لتطوير وسائل الإعلام للدعاية لتجنيد من يلبي نداءها.

تكشف هذه الأمور، فشل قوات الأطلسي في تجنيب أفغانستان من أن تعود ثانية العصب الحيوي لانطلاق عمليات "القاعدة".

لقد بدأ شباب غربيون بالتوافد على مخيمات "القاعدة" في شمال وزيرستان للتدريب على الجهاد، وأخيرا انضمت مجموعة كندية إلى منظمة "الجهاد الإسلامي" المصرية التي ساعدتها للوصول إلى أفغانستان. ويخبرني محدثي، أن هناك مقاتلين من جنسيات مختلفة يخضعون لتدريبات شمال وزيرستان، المنطقة التي عجزت حتى الآن القوات الباكستانية عن السيطرة عليها، ويقول إنه إضافة إلى المجندين من دول عربية ودول آسيا الوسطى يوجد "جهاديون" أميركيون وبريطانيون وألمان.

في مقاله الأسبوعي، ينصح لسلي جلب الإدارة الأميركية، إما بالانسحاب من أفغانستان، أو الغرق في مستنقعاتها.

هذه السنة تنوي واشنطن الانسحاب كليا من العراق (لتسيطر عليه إيران) وجزئيا من أفغانستان. وزارة الدفاع الأميركية تؤكد أن "القاعدة" فقدت فعاليتها، الآسيويون وغيرهم يقولون قد يكون هذا صحيحا بالنسبة لمؤسسي "القاعدة"، لكن اتباع آيديولوجيتها في ازدياد.

في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، كثرت الإنذارات في العواصم الغربية، لا سيما لندن وباريس وبرلين، من أن تنظيم القاعدة يخطط لعملية ضخمة "تحصد" ضحايا كثرا من المدنيين الغربيين، ويوم الاثنين الماضي وقع الانفجار الإرهابي في موسكو في المطار الذي تحط فيه شركات الطيران العالمية، وكانت فرنسا تلقت تحذيرا من "القاعدة" بضرورة الانسحاب من أفغانستان وإلا..

لقد عادت طالبان إلى أفغانستان، و"القاعدة" لم تلفظ أنفاسها بعد، إنها تتمدد باتجاه جمهوريات آسيا الوسطى وهي موجودة في اليمن، وتتحرك في أفريقيا، والدول الأوروبية تتوقع هجماتها الانتحارية، وقد تجد لها منفذا قريبا في لبنان.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تفسير ديني منطقي
قطري -

.تقول ان عدم التعرض للشمس نتيجة الحجاب الكامل للنساء يؤدي: 1-مرض سرطان في الجسم(تقرير طبي في احدى القنوات الفضائيه الامريكية) 2-مرض هشاشه العظام. #كما يؤدي الى مشاكل عصبية ونفسية. #كما انة لاتوجد اية واحده صريحة تقول بتغطية الشعر(اتحدى)-.وكانت النساء يخرجن الى الخلاء لقضاء الحاجة ومان هناك من يضايقهن هذا هو السبب......-الان لا داعي الخروج نتيجه وجود كل الشيء في المنزل--عرفتم الفرق.

تعديل لرقم # 1
same -

دراسة طبية__ تقول ان عدم التعرض للشمس نتيجة الحجاب الكامل للنساء يؤدي: 1-مرض سرطاني في الجسم(تقرير طبي في احدى القنوات الفضائيه الامريكية) 2-مرض هشاشه العظام. #كما يؤدي الى مشاكل عصبية ونفسية. #كما انة لاتوجد اية واحده صريحة تقول بتغطية الشعر(اتحدى)-.وكانت النساء يخرجن الى الخلاء لقضاء الحاجة .و هناك من يضايقهن هذا هو السبب......-الان لا داعي الخروج نتيجه وجود كل شيء في المنزل--عرفتم الفرق.

مزيد من القتل
سعيد من الكويت -

لو كان هذا التمدد تمدد لانتشار نور الاسلام في هذه المناطق لما حزنا ولكن انتشار القاعدة وطالبان يعني المزيد من التفجيرات وقتل الابرياء على جراء ما يفعلونه في العراق وافغانستان وباكستان. ندعوا الى الله ان يمنع هذا الانتشار الذي سيؤدي الى المزيد من المصائب التي ستعود على الامة الاسلامية بضرر كبير.

ما هي خطة القاعدة ؟
ياسر حسني -

أتعجب .. ألم تتسبب ;القاعدة في سقوط إمارة طالبان الإسلامية ؟ ... ألم تعلن حركة طالبان انها تسعي في خط يخالف إتجاة وأسلوب القاعدة ; ؟ لقد كانت طالبان هي الجهة الحاكمة في أفغانستان في يوم من الأيام، وكان لإمارتها الإسلامية تبادل دبلوماسي مع بعض البلاد، وكانت الإمارة في طريقها للإستقرار لولا أن هبت الرياح بما لا تشتهي السفن وتدخلت ; القاعدة – واليوم تريد ;القاعدة ; الإنتشار في الشمال للقضاء على طالبان بأكملها.