حرب شوارع في السويس وسيناء.. والبيت الابيض لا ينحاز لاي طرف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مصر: 'جمعة الغضب' تنادي باسقاط النظام
القاهرة - لندن
تستيقظ مصر اليوم على موعد تاريخي بعد صلاة الجمعة، مع استعداد للقيام بمظاهرات غير مسبوقة قد تصل الى المليون، تحت شعار 'خبز وحرية وكرامة انسانية' ولتحقيق هدف تم الاتفاق عليه هو 'الشعب يريد اسقاط النظام'.
وتوقعت مصادر ان يحاول المتظاهرون احتلال مجلسي الشعب والشورى، وعدة ميادين في القاهرة. واشارت الى ان عدد المعتقلين وصل الى الف وخمسمئة.
وتصاعدت الضغوط الخارجية على النظام، اذ استنكرت فرنسا سقوط قتلى، وطالبت النظام بالاصغاء لمطالب المتظاهرين. وبينما اعلنت اسرائيل انها تراقب الوضع وقلقة على اتفاق السلام، وصف المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز الرئيس المصري حسني مبارك بانه صديق مقرب وشريك مهم للولايات المتحدة، لكنه شدد على ان بلاده لا تؤيد اي جانب ضد الاخر في الاضطرابات في مصر.
وشهدت مدن السويس والاسماعيلية والشيخ زويد حرب شوارع اسفرت عن مقتل مدنيين ومجند في السويس، مدني في الشيخ زويد، التي قام المتظاهرون فيها بقطع الطريق الدولي المؤدي الى رفح. وشهدت القاهرة في مناطق مدينة نصر وشارع الهرم ووكالة البلح مظاهرات سلمية.
وأعلن اللواء محمد عبدالهادي مدير أمن السويس مقتل أحد أفراد الأمن المركزي، في الاشتباكات التي وقعت امس في حي الأربعين، بمدينة السويس.
يأتي هذا التطور مساء امس فيما غطت سحب الدخان، سماء المدينة نتيجة عدة حرائق في مناطق عدة من حي الأربعين ذي الكثافة السكانية العالية.
وحسب شهود عيان، فإن عدة حرائق في السويس سببت دخانا كثيفا وحالات اختناق، وكذلك بسبب استخدام الغاز المسيل للدموع.
وارتفعت أعداد ضحايا الاشتباكات بين المحتجين والأمن إلى أكثر من 150 مصابا وفقا لمصادر طبية.
وقالت مصادر أمنية إن عددا غير معروف من أفراد الأمن جنودا وضباطا أصيبوا خلال الاشتباكات التي اندلعت امس بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وكان محتجون قد أضرموا النار، في وقت سابق امس، في مركز الإطفاء الرئيسي الذي يقع في ميدان الإسعاف، في حي الأربعين الذي شهد اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين منذ بدأت الاحتجاجات يوم الثلاثاء، كما احترقت على الأقل ثلاث سيارات إطفاء تماما. وشوهدت النيران تشتعل في المدخل الخلفي لقسم الشرطة بحي الأربعين أيضا.
ووصل الدكتور البرادعي القاهرة امس واعلن انه سيشارك في المظاهرات اليوم الا انه شدد على ان تكون سلمية، ودعا الرئيس حسني مبارك الى التقاعد.
ودعت قيادة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر امس الى التهدئة والالتزام بالقانون اثناء اداء صلاة الجمعة، وبشكل لا يعرض أمن المصلين للخطر، كما رفض رئيس مجلس الشعب فتحي سرور مطالب قوى المعارضة بحل البرلمان.
وجاءت دعوة الحزب بعد اجتماع طارئ لقيادته لم يحضره الرئيس حسني مبارك الذي يتزعم الحزب، وخصص للبحث في الازمة التي فجرتها مظاهرات الغضب التي انطلقت في العديد من المدن المصرية الثلاثاء.
وقال الحزب في بيان قرأه الأمين العام للحزب صفوت الشريف ان الهيئة القيادية 'استعرضت وتابعت القضايا التى أثيرت في المظاهرات'، مؤكدا ان الحزب 'يقدر حرية الرأي والتعبير ويؤمن بحق شباب مصر أن يعبر بكل الوسائل عن وجهة نظره ومطالبه واحتياجاته ويقدر التزام الشباب التعبير بالطرق السلمية'.
وأضاف البيان ان الحزب 'يؤكد انحيازه الدائم والمستمر لمطالب الجماهير وتبنيه السياسات التي تخفف من معاناتهم في عدد من القضايا المرتبطة بالحياة اليومية واستمرار دعم الحريات العامة وتوسيع المشاركة السياسية للشباب ليساهموا بشكل فعال في صنع المستقبل'.
واتهم من سماها بعض القوى التي حاولت استغلال مناخ الحرية والديمقراطية الذي تعيشه مصر بإثارة الفوضى ونشر الشائعات.
وقال الشريف 'لا يمكن للأقلية المعارضة أن تفرض وصاية على المجتمع لأن الحوار يتم دائما بالطرق السلمية والشرعية التي تتبعها الدول المتحضرة'.
وبخصوص شائعات هروب جمال مبارك رد الشريف 'الحزب الوطني لا يعرف الهروب ونحن نحمي الوطن عن إيمان راسخ وسنقف شامخين من أجل الوطن'.
وحول دعوة قوى المعارضة لوقفات احتجاجية اليوم بعد صلاة الجمعة أعرب عن أمله فى أن تتم شعائر صلاة الجمعة بشكل هادئ وألا يتلاعب أحد بأمن المواطنين تحت أية دعاوى'.
وشدد الشريف على ان 'مصر دولة مؤسسات ولها تاريخها وواجهت دائما أية محاولات للنيل من وحدتها الوطنية وأمنها وأن أصحاب المصالح الخاصة ودعاة الفوضى لن يستطيعوا التأثير على شباب مصر والمواطنين في أنحاء البلاد للخروج على الشرعية'.
من ناحية ثانية اعلن رئيس مجلس الشعب فتحي سرور ان رئيس الوزراء احمد نظيف سيلقي يوم الاحد القادم بيانا امام المجلس بشأن الاحتجاجات الاخيرة.
وقال سرور للصحافيين 'سنعرف رأيه في ما يثيره الناس والشباب على وجه الخصوص'.
واضاف 'لا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال ونعمل على حل المشكلات والتي تنحصر في البطالة وارتفاع الأسعار وعدم تناسبها مع الأجور والفساد ونزاهة الانتخابات'.
وحول انعكاس أزمة تونس على مصر قال سرور ان 'مصر دولة كبيرة وهي لا تقلد الآخرين بل هم، الذين يقلدون مصر وهي عرفت الإصلاح السياسي والاقتصادي منذ أمد بعيد، وتشبيه مصر بتونس عملية غريبة وظالمة وغير حقيقية'.
ورفض مطالب حل البرلمان التي رددتها قوى المعارضة قائلا 'ليس من المعقول المطالبة بحل البرلمان ليأتي برلمان آخر وفق إرادتها'.