جريدة الجرائد

مصر الجائزة الكبرى

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


عبد الرحمن الراشد

هذه العبارة ليست لي.. بل قالها أحد المحاضرين، الذي حاول إغراء مجلس السياسات الدفاعية الأميركية بالهيمنة المباشرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وصف مصر بالجائزة الكبرى مقترحا احتلالا تدريجيا يمر بالسعودية ويتوج بمصر. انتهت الفكرة بالرفض واختار جورج بوش احتلال العراق بديلا.
مصر بالفعل هي الجائزة الكبرى لمن أراد أن يحكم المنطقة، تملك من المقومات ما يجعلها محل إغراء الطامعين داخليا وخارجيا، وهي الآن محل متابعة شديدة من دول العالم بسبب الجموع التي أغرقت عددا من مدنها في مظاهرات لا سابقة لها في تاريخ البلاد الحديث وهزت النظام.
دول مثل ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها تعجلت بمطالبة النظام المصري أن يدمقرط نفسه. عيب النصيحة الوحيد في توقيتها لأنها قد تقضي عليه، مثل توبيخ من أدخل غرفة الإنعاش المستعجلة بدلا من إسعافه. ترسل إشارات للمعارضة بالهجوم في وقت النظام مضطرب فيه للغاية.
هل يترك النظام المصري ليقضى عليه أم تمد له يد النجدة؟ بالتأكيد لا يستحق أي نظام البقاء إن كان يحتاج للدعم الخارجي حتى يقف على قدميه في الداخل.
ومن المهم أن نتذكر أن نظام مبارك ظل واقفا على قدميه طوال الثلاثين السنة الماضية رغم التشكك في قدرته منذ حادثة المنصة التي اغتيل فيها الرئيس أنور السادات وهزت أركان الحكم. استمر يحكم عاما بعد عام بخليط من الوسائل الناعمة والقاسية. مثلا وسع دائرة الحريات السياسية عما كانت عليه في عهدي السادات والناصر وفي نفس الوقت أبقى على نظام الطوارئ بلا مبرر. نجح مشروعه في منح الحريات الاستثمارية والاقتصادية لكن لم يكن للدولة مشروع تنمية ناجح يستوعب ملايين من طالبي العمل. أعطى حريات إعلامية لا مثيل لها في العالم العربي لكنه في الوقت نفسه، جعل نفسه وعائلته هدفا سهلا لنقاده في مسالة التوريث التي كان عليها أن يحسمها منذ عشر سنوات على الأقل. لم يورث ولم يحم نفسه من تهمة التوريث فتحول إلى هدف سهل في مجتمع صار له إعلام نافذ.
الكثير يمكن أن يكتب في تحليل سنوات الحكم الثلاثين، ومهما قيل فإن حكم مبارك كان في معظمه ناعما مقارنة بمعظم دول المنطقة. السيئ فيه أنه ارتكب العديد من الأخطاء التي كان في غنى عن ارتكابها. إن بناء نظام انتخابي والسماح بحرية الإعلام لا يتسق مع فكرة الإقصاء بل هي أسوا معادلة يمكن تركيبها. أما أن تكون ديكتاتورا كما كان عبد الناصر وتخترع قضايا وطنية وتحكم البلاد باسمها بقبضة من حديد أو أن تفتح الحريات وتسمح للآخرين بالمشاركة في الحكم، من دون أن ننسى الرئيس هو الحكومة هو النظام الذي يجعله صاحب الحظ الأكبر في الفوز على كل المستويات. علميا، لا يعقل أن يفوز من حكم عشرات السنين بنحو مائة في المائة ولا حتى بخمسين في المائة. العاهل المغربي الراحل الملك الحسن أتى بزعيم معارض عبد الرحمن اليوسفي ليرأس الحكومة، ملك استعان بزعيم اشتراكي. مبارك استمرت كل حكوماته بكل كراسيها تمثل حزبه فقط! وأعرف أن هناك من سيصححني بأن مصر جمهورية الحزب الفائز يشكل حكومته، صحيح.. لكن هل هي حكم أبوي أم أنها بالفعل جمهورية؟
المشاركة تعزز النظام، وذلك عندما يصبح تداول السلطة تناوبا مستحيلا. احتكار السلطة بالكامل هو غلطة مبارك التي ليس فقط أوصلت النظام إلى الطريق الوعر الذي تمر به اليوم بل أيضاً هي التي أرهقته وأضعفته في السنين الماضية. وأنا أختلف مع الكتاب الذين يقولون إن مبارك حكم بلاده بالقوة لأن مظاهر القوة محدودة والرجل حكم أكبر دول المنطقة سكانا لثلاثة عقود.
عندما يخرج النظام من أزمة اليوم، عليه أن يصلح من شؤون كثيرة؛ مثل صفة الحكم وإنهاء إشاعة التوريث، وإنهاء الديمومة الرئاسية، وإلغاء نظام الطوارئ المزمن، واعتماد شفافية في الانتخابات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سياسية الاحتواء
بنت الشاطئ -

لكل مقام مقال، ومقام مصر والمغرب ليس سياسة احتواء

سياسية الاحتواء
بنت الشاطئ -

لكل مقام مقال، ومقام مصر والمغرب ليس سياسة احتواء

hi
pedro -

اعتقد ان تحمل دكتاتويين مثل حسني مبارك اهون من تحمل تحليلات كاتبنا العزيزالرئيس المصري في السلطة ٣٠ عاما ولم نجد كاتب المقال ينتقده يوما علما انه انتقد غيره الاف المرات واليوم لان الجمل وقع فقد اشهر سكينه عليه

الاستاذ عبد الرحمن
د محمود الدراويش -

الاستاذ عبد الرحمن الراشد محق عندما يتحدث عن دور مصر واهميتها وثقلها لا في المنطقة العربية بل وفي افريقيا والعالم الاسلامي ودول العالم الثالث , وفي مدارس الجيوبولتيكس ,فان مصر هي حقا قلب العالم العربي لها اليد الطولى في شانه وتوجهه وخياراته ,, ومن يسيطر على مصر يسيطر على قرارت المنطقة ويتحكم في شانها ,فهي اللاعب الاكبر والاهم في ساحة العمل السياسي والوطني والقومي ,, وان دخول مصر كطرف في اية عمليات ومحاور سياسية في العالم العربي هو دخول مرجح لهذا الفريق او ذاك ,, فعوامل الديموغرافيا والجغرافيا وتاريخ مصر ودورها التقليدي في الريادة والثقافة والتراث العربي بين واضح لا يختلف عليه اثنان ,,, ولا يقل دور واهمية المملكة العربية السعودية عن اهمية دور مصر قطعا ,فالسعودية عامل استقرار وامن لها وزنها وحجمها وتاثيرها او ما سماه يوما (محمد حسنين هيكل ) بالحقبة السعودية وهي حقبة نتمنى تمتينها وتطعيمها بكل عناصر القوة والفاعلية والناثير ,, ان مصر والسعودية حجر الزاوية والثقل المرجح لاي توجه او قرار في عالمنا العربي ,,, لقد سيطر على مصر ومنذ حرب 1973 قوى معروفة بولائها التام للغرب وربيبته اسرائيل وانحاز النظام لهؤلاء تماما, ووقفوا يسوقون ويروجون باصرار سياسة الغرب وتوجهاته في منطقتنا ,وادار هؤلاء ظهورهم لامتهم وعذابها وشقائها وحابوا القتلة والمحتلين والمعتدين الغزاة , وبخلوا على الامة حتى بموقف لفظي ولو كاذب او مخادع , واشتغل هؤلاء بالوكالة لصالح جهات معادية للامة ,وخدموا مصالحهم الذاتية والانانية وما التفتوا الى مصالح الجماهير ووجدانهم العربي البحت والسليم ,بل كان آداء النظام يخدم علاقاته بالغرب ويخدم اسرائيل ويتنكر لامته قاطعا صلاته بعوامل تمتين العلاقة بشعبه والانحياز الى مصالح الطبقات الفقيرة والتي تشكل اغلبية الشعب المصري ,,,وفي التحليل النفسي السياسي ,لسلوك النظام ونهجه ,فاننا واجدون صلفا وعنادا وجبروتا وفسادا وشرورا وسمسرة على قضايا الامة واسترزاقا رخيصا على حساب دماء العرب وارضهم وخدمة لمشاريع الغرب والاسرائيلين بالدرجة الاولى ,,لم يقف النظام الى جانب عواطف شعبه وجماهير البؤس والمرض والفقر , ولم ينتصر لمشاعرهم وانتمائهم لامتهم بل عمل تماما في الاتجاه المعاكس , لقد اثرى رجالات النظام وجمعوا اموالا طائلة وتحكموا في كل شاردة وواردة في مصر ,, طبعا من يعرف طيبة الشعب المصري

hi
pedro -

اعتقد ان تحمل دكتاتويين مثل حسني مبارك اهون من تحمل تحليلات كاتبنا العزيزالرئيس المصري في السلطة ٣٠ عاما ولم نجد كاتب المقال ينتقده يوما علما انه انتقد غيره الاف المرات واليوم لان الجمل وقع فقد اشهر سكينه عليه

saudi
Mphammad -

..............

saudi
Mphammad -

..............

عجيبة
ياسر -

من كاتب هذا المقال؟!!؟

نحن مع الشعب المصري
المبطوطه كبده -

قرأت على موقع CNN أن الملك عبدالله يتضامن مع مبارك ويستنكر حق المصريين في التظاهر من أجل استعادة دولتهم وكرامتهم المنتهكه من أكثر من 50 عاماً ... ملكنا رجل عربي أصيل ...... يجب على حكومة المملكه ان تناصر الشعب المصري الشقيق وأن لاتقبل إستقبال مبارك

نحن مع الشعب المصري
المبطوطه كبده -

قرأت على موقع CNN أن الملك عبدالله يتضامن مع مبارك ويستنكر حق المصريين في التظاهر من أجل استعادة دولتهم وكرامتهم المنتهكه من أكثر من 50 عاماً ... ملكنا رجل عربي أصيل ...... يجب على حكومة المملكه ان تناصر الشعب المصري الشقيق وأن لاتقبل إستقبال مبارك